فوائد في العقيدة 10
النسخ لا يدخل العقائد ولا الأخبار، وإنما يكون في الأحكام؛ فالشرك الأكبر لا يدخله النسخ، وكذلك التوحيد، لكن الشرك الأصغر يدخله النسخ، مثل الحلف بغير الله كان جائزا في أول الإسلام، ثم نهى عنه.
الشرك الأصغر ذهب بعض العلماء إلى أنه يكون تحت المشيئة، كالكبائر، وعند المحققين أنه لا يغفر إلا بالتوبة؛ لعموم الآية، قال -تعالى-: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا أو برجحان الحسنات، وهذا هو الصواب، ومن هنا يقال: إن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر.
يقال الكاهن له رئي من الجن، بفتح الراء وكسر الهمزة وتشديد الياء ويقال رئيه بفتح الراء وكسر الهمزة وتشديد المثناة التحتية.
الصلي في النار خاص بالكفار، قال -تعالى-: لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وقال -تعالى-: وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى وقال -تعالى-: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا وصلي النار هو أن تحيط النار بالكافرين بجميع أجزائهم وأجرامهم، وتغمرهم النار من فوقهم ومن تحتهم، قال -تعالى-: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ أما المؤمن العاصي إذا دخل النار فإن النار لا تصلاه ولا تغمره بل تأخذه إلى ركبتيه مثلا وما أشبه ذلك على حسب عمله ولا تغمره النار.
طاعة العلماء أو العباد أو غيرهم في معصية الله إذا استحلها وجعلها دينا وقربة وشرعا يدين به؛ فهذه عبادة لهم من دون الله، وشرك في الربوبية، كما لو استحل الزنا أو الخمر أو الربا، أما إذا أطاعهم في المعصية من غير استحلال فلا يكون عبادة لهم بل يكون معصية.
إذا قال شخص لآخر:أرجوك أن تفعل كذا فلا بأس؛ لأنه رجاء من قادر، حي، حاضر، والشرك أن ترجو ميتا، أو حيا فيما لا يقدر عليه إلا الله، أو حيا غائبا.
كل مشرك كافر وكل كافر مشرك؛ لأنه جحد الحق وعبد هواه، لكن ما كان الجحود فيه ظاهرا فهو أخص باسم الكفر، كمن جحد وجوب الصلاة أو جحد ربوبية الله أو أسمائه أو صفاته، أو جحد ألوهيته، وما كان في الشرك ظاهرا فهو أخص باسم الشرك كمن عبد وثنا أو صنما ومن دعا غير الله أو ذبح لغير الله.
أحاديث القرون الثلاثة المفضلة لا يعارضها حديث البعوث الأربعة؛ لأن البعوث الأربعة تكون من ضمن الثلاثة قرون ولا تزيد عليها، قد يكون البعثان والثلاثة في قرن واحد.
حديث أسماء في غسل جبة النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- للاستشفاء بها لما جعل الله في جسد النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- من البركة فلا يقاس عليه غيره، فهو خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.
فوائد في العقيدة 11
القتال مع علي -رضي الله عنه- هو مذهب جمهور الصحابة؛ عملا بقول الله -تعالى-: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) إلى قوله: (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) فالحق مع علي ويجب القتال معه عند الجمهور، أما أهل الشام فهم بغاة.
وذهب بعض الصحابة إلى الكف عن القتال مع كلا الفريقين؛ عملا بالأحاديث التي فيها الإمساك عن القتال في الفتنة وعدم أخذ السلاح فيها؛ لأن المفسدة تربو على المصلحة، وإلى هذا ذهب ابن عمر وأبو بكرة وسلمة بن الأكوع وأبو موسى وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وأبو مسعود وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم جميعا.
الجمهور على أنه لا يشهد بالجنة إلا لمن شهدت له النصوص، وذهب بعض العلماء إلى أنه يشهد بالجنة لمن شهد له عدلان أو ثلاثة أو أربعة؛ لحديث: (من شهد له أربعة أو ثلاثة أو اثنان وجبت له الجنة ) وهذا القول قول قوي ودليله واضح ولا نعلم جوابا للجمهور عنه، وكان أبو ثور يشهد للإمام أحمد بالجنة.
قول الإنسان: هذا من بركات فلان أو بركة فلان لا بأس به، وكذلك قول: فلان كله بركة: لا بأس به؛ دليل ذلك ما ثبت في الصحيحين في قصة شرعية التيمم، لما ضاع عقد عائشة وحبس النبي -صلي الله عليه وسلم- الجيش ابتغاءه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، شرع الله التيمم، فقال أسيد بن حضير وعباد بن بشر يخاطبان عائشة ما هي بأول بركاتكم يا آل أبي بكر ولم ينكر عليهم النبي صلي الله عليه وسلم؛ فدل على،الجواز والمعني من البركة التي جعلها الله فيه، وكذلك في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وقوله -تعالي-: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) ؛ يدل على أن البركة من الله يجعلها في من يشاء من عباده، والبركة -محركة- النماء والزيادة والسعادة.
أما قول: البركة منك يا فلان، أو تباركت علينا يا فلان فلا يجوز؛ لأن البركة من الله وهو -سبحانه- المتبارك وعبده (المبارك) قال -تعالي-: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) وقال: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا )وقوله: -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) والعبد قد يكون فيه بركة ولو كان فاسقا، قد يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فيكون فيه بركة.
قال -تعالى-: (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )فهل القنوط كفر أكبر أم هو كفر دون كفر؟ محتمل.
الغلو في الدين: هو الإفراط ومجاوزة الحد، وهو يشمل الأقوال والأعمال، والغلو ومجاوزة الحدّ في الأقوال: يسمى الإطراء.
لا يجوز تأجير الرافضة في مكة ؛ لأنه وسيلة إلى حجهم وقول النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: ( لعن الله من آوى محدثا )يشمل إحداث البدع والمعاصي وإن كانت البدع أشد.
حج آدم موسى بأمرين
1- أن موسى لام آدم على المصيبة التي لحقته وهي إهباطه إلى الأرض وخروجه من الجنة، فاحتج بأن هذه المصيبة مكتوبة عليه. 2- أن موسى لام آدم على الذنب بعد أن تاب منه، والتائب من الذنب لا يلام عليه.
قول القائل أنا بوجه الله جائز؛ لأنه حماية بالله، والتجاء إليه سبحانه، والوجه يطلق ويراد به الوجه والذات معا، كقوله -تعالى-: ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ) أما قول القائل يا وجه الله فلا ينبغي؛ لأنه نداء للصفة، والذي ينبغي أن يقول يا الله، أما قول النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (أسألك بوجهك) فهو توسل بصفات الله، وهو مشروع.
الاستشفاع بالله لا يجوز؛ لحديث: محمد بن جبير عن جبير بن مطعم عند أبي داود في قصة الأعرابي الذي أنكر عليه النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- قوله: (إنا نستشفع بالله عليك)؛ وذلك لأن المستشفع به في العادة أقل من المستشفع عليه، والحديث سكت عنه أبو داود فهو حسن عنده، والحديث لا بأس به في الظاهر، وإن كان محمد بن جبير في حفظه شيء، لكن الحديث له شواهد أما السؤال بالله فهو جائز؛ لحديث أبي داود (من سأل بالله فأعطوه ) ولما في الصحيحين من حديث الأبرص والأقرع أن الملك قال له: (أسألك بالذي أعطاك الجلد واللون الحسن والمال بعيرا أتبلغ به ) الحديث، وهذا سؤال بالله، فيكون المنع خاصا بالاستشفاع بالله، أما السؤال بالله فإنه جائز، وقد ظن بعضهم أنه ممنوع؛ لحديث محمد بن جبير هذا، لكن الصواب أنه جائز، والممنوع الاستشفاع بالله على أحد من خلقه فقط.
حكم أطفال المشركين وأطفال المسلمين
أما أطفال المسلمين فهم في الجنة بالإجماع، وأما أطفال المشركين ففيهم سبعة أقوال أو ثمانية أقوال، ذكرها الحافظ في الفتح في كتاب الجنائز، تحت باب أولاد المشركين، وبسط الكلام عليها العلامة ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين تحت عنوان طبقات المكلفين.
وأرجح هذه الأقوال قولان:
1- أنهم في الجنة؛ ويدل لهذا القول ما في صحيح البخاري في ( رؤيا النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لأبيه إبراهيم في الجنة وحوله أولاد المسلمين، قالوا: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين ). 2- أنهم يمتحنون يوم القيامة كأهل الفترات، ومن أدلة هذا القول قوله: -تعالى-: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) وهؤلاء قاسوا أطفال المسلمين على أهل الفترات.
وأرجح القولين الأول.
الطاغوت: ما تجاوز به العبد حده، وقد يكون كافرا وقد يكون عاصيا فهو قسمان: كافر وعاصٍ.
محبة أهل الخير والدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر من الإيمان، وبغضهم نفاق؛ لما روى البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان مسندا: ( آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار ) وهذا وإن كان مرادا به الأوس والخزرج إلا أنه يشمل كل من نصر دين الله ودعا إليه وحذر من الشرور التي تنافيه أو كماله.
ثبت في صحيح مسلم أن في الليل ساعة يستجاب فيها الدعاء وهذه الساعة غير معروفة، أخفاها الله في الليل كما أخفى ساعة الجمعة، وكما أخفى ليلة القدر، لكن ترجى أن تكون في ثلث الليل الآخر؛ لأنه وقت التنزّل الإلهي، وجوف الليل فهي في النصف الأخير من الليل أرجى منه في النصف الأول.
فوائد في العقيدة 12
الجمهور يرى عدم تكفير الخوارج ويستدلون بقول علي -رضي الله عنه-: (من الكفر فروا)، ويرى آخرون تكفيرهم، وهذا أرجح للحديث: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.. ويوجد الآن منهم في بعض البلاد، وهم الآن يقولون بخلود العصاة في النار، ويقولون نحن لا نقول بتكفير العصاة.
يقول شيخنا: ولقد نصحت مفتي عمان لما كنت في المدينة في الجامعة الإسلامية فلم يقبل النصيحة.
المعتزلة قيل بتكفيرهم وهو الأظهر، والجمهور على أنهم مبتدعة.
الرفض: تقرأ بكسر الراء المشددة، والرِّفض: هو الاسم الذي يطلق على من اعتنق مذهب الرافضة وأما الرَّفض: فهو مصدر رفض، قال شيخنا: وهذا هو الذي تلقيناه عن مشايخنا.
الجهمية الذين يقولون: إن الله حال في كل مكان، كفار في أصح قولي العلماء، وأشد منهم كفرا المعطلة الذين ينفون عن الرب النقيضين، فيقولون لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق العلم ولا تحته، ولا مباين له ولا محايث له، ولا متصل به ولا منفصل عنه.
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم