بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الوحدة العربية.. حلم الأحرار ؟
الوحدة العربية عبارة تطرب لسماعها الآذان ،وجملة تتلذذ بنطقها الألسنة ،وحلم جميل يداعب مخيلة الأحرار العرب في كل زمان ومكان ، وسيظل يراود خيال كل عربي أصيل, وإذا كانت الظروف الحالية قد حالت دون تحقيقه, فإنها لن تحول دون نقله من جيل إلى جيل كجزء جوهري من الهوية لا يمكن شطبه أو تجاوزه.
وربما وجدَ من تبنى ،أو حتى تاجر بهذا الشعار،و من أساء إلى الفكر القومي ككل, غير أن هذا المبرر غير كافٍ لمجافاته ومحاربته وإلا لكان لزاما علينا أن نتخذ ذات الموقف من العقائد والأديان على مر العصور.
إلى أين نسير ؟، وما المصير؟،حيث المتاهات والمؤامرات ،وسيطرة اليأس والصراعات، في وقت تفتت فيه عرى المجتمعات واختفت قيمها وأخلاقها, واضمحلت تقاليدها وأعرافها, وجفت المودة وصلة الرحم بين أسرها, وتحطم كيان الأمة وغابت فيه المبادئ، وتصاعدت التهديدات التي تواجه المنطقة العربية،ومتى السبيل لتتلاحم الشعوب لنبدأ من جديد بتسطير فجر عربي جديد؟، هذا سؤال كبير تتجه فيه الأنظار عادةً إلى الوحدة كأساس،علَّها تدفع الخطر ،و تضع حداً لاعتداءات القوى المعادية، وقبلة تبني عليها الشعوب العربية آمالها العريضة ،فالدين واحد و اللغة مشتركة، و الدم من نفس الوريد، والتاريخ و الأرض والآلام واحدة،والمستقبل على ذلك،بالتأكيد واحد.
إن مكانة الأمة العربية لا تقاس بتاريخها العريق، لأن التاريخ في الماضي، ولا تقاس بشجاعتها وحميتها وكرامتها، لأنها جميعا ملغاة في عصر الأسلحة الإلكترونية الحديثة، ولا تقاس بأموالها فقد أهدر العرب أكثرها على وعلى العمارات الفخمة، والسيارات الوثيرة، والكماليات المفرطة، ، فقد استوردتها الأمة ولا زالت تستوردها من خارج الوطن العربي، ولا تقاس بالعدالة الاجتماعية، لأن غالبية أبناء الأمة العربية من الفقراء، ولا تقاس بالديمقراطية فغالبية الدول العربية ديكتاتورية أو شبه ديكتاتورية، وهي بكل تأكيد لا تقاس بتمسكها بدينها وتقاليدها ومقدساتها وتراثها، فقد تركتها من بعيد.
ولكن،التغيير قادم كما هو الزمن ذاته، فالقدرة على الاستمرارية هي ضد طبيعة الأشياء وضد نواميس الكون ،و الوضع العربي في الوقت الراهن يشكل تحديًا كبيرًا أمام أي تغيير فوري وجذري، ولكنه في الوقت نفسه يمثل بيئة مناسبة لحدوث تغييرات متسارعة،
والحق أن الإسلام بلا عروبة هو كالعروبة بلا إسلام, كلاهما معادلتان صفريتان لا يمكن أن تنتجا واقعا أفضل من الذي نعيشه اليوم, وهذا لا يعني أنني أأمن بالدولة الدينية بل يعني أن يتخذ الإسلام كمحدد أساسي للهوية من جهة كونه المصدر الأساسي الذي ينبغي أن يقوم على منظومته القيمية مشروع العرب النهضوي القائم على الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية, وهذا الثالوث الحلم, هو ما ينبغي أن تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل, ومتى وصل الوعي إلى موازنة طبيعية بين ذروته في الإدراك وذروته في العطاء, سيولد هذا الحلم واقعا معاشا.
وفكرة بلد عربي واحد يضم كل الدول العربية فكرة قديمة حاول الكثيرون العمل على تطبيقها، وقد عرف العقيد معمر القذافي واشتهر بهُيامِه بوحدة الشعوب العربية، وبدعوته إلى إقامة اتحاد أو وحدة اندماجية بينها، وفي كل مرة كان يُعلِن فيها دعوته إلى الوحدة كان يرى فيها البلسم الوحيد لعلاج أمراض الأمة، ولا خيار لها سِواها، وكان يرى أن إقامة هذه الوحدة يبدأ بوحدة القمة: وحدة الدول، أو وحدة الحكومات، ويدعو إلى الإعلان عن ذلك في أسرع الأوقات وبدون التدرج على مراحل لصنع هذا الجهاز العظيم،وكان هاجسه في ذلك تحقق الوحدة بين من لا يملك ما يملك العرب،فالولايات المتحدة الأمريكية توحدت مستعمرات البريطانية والبالغة 13 مستعمرة بتضافر جهودها ضد حكومة التاج البريطاني، إذ أنه نتيجة للاحتكارات الاستعمارية والتشريعات الصارمة انعقد أول مؤتمر لهذه المستعمرات وقادت حربا من إنجلترا، ورغم الفوارق الكبيرة بين هذه المستعمرات من حيث تباين الظروف الجغرافية واختلاف الأصول الاجتماعية وتغاير المورثات التاريخية خصوصا بين الشمال والجنوب، وجدت نفسها مضطرة أمام الخطر الاستعماري إلى التضامن فعقدت ميثاقا بينه نمى عنه اتحادا تعاهديا؛ وبعد انتهاء حرب الاستقلال برزت التيارات الانفصالية وازدادت حدة الخلافات بين الولايات، لكن إزاء تغلب التيارات الاتحادية وتنامي الشعور القوي بعد الاستقلال بضرورة تدعيم الروابط بينها وتوثيق الأواصر اجتمع ممثلو الولايات وبمقتضى هذا الاجتماع تحول الاتحاد التعاهدي إلى اتحاد فدرالي، وأصبح عدد الولايات خمسين ولاية بحيث يكون للدولة الاتحادية وحدها ممارسة كافة مظاهر السيادة الخارجية والكثير من مظاهر السيادة الداخلية؛ ويلاحظ أنه في ظل هذا النظام تتمتع كل ولاية بقدر كبير من الاستقلال في ممارسة الشؤون الداخلية الخاصة بها.
و من نفس الطريق الذي قام عليه اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية وهو الخطر الاستعماري البريطاني، فقد وضعت الدول العربية منذ زمن بعيد في نفس ذلك الوضع، حيث أنها في بادئ الأمر كانت أمام الخطر الاستعماري العسكري الذي تحول بعد ذلك أكبر وأعظم وهو استعمار الفكر. ويرى العقيد معمر القذافي ان فرصة العرب أقوى من فرص الاتحاد الأوروبي الذي استطاع رغم تعدد لغاته وأيضاً اختلاف اقتصادياته بناء كيان قوى يعتمد على اقتصاد واحد وعملة موحدة وقرارات اقتصادية واحدة ناهيك عن الاتحاد السياسي والعسكري الرهيب والدفاع المشترك وما إلى آخره، لأننا نملك مقومات مثل وحدة اللغة ووحدة والدين الواحد والترابط الثقافي والفكري .
وقد رأينا اندماج الإمارات العربية المتحدة، و كان من المفترض انضمام كلا من الكويت وقطر والبحرين لهذا الاتحاد ولكن هذا لم يحدث.
أما ليبيا فكانت المبادأة والمبادرة في طرح مشروع للوحدة العربية،وطرحت العديد من المشاريع الوحدوية ، ووقعت الكثير من الوثائق الوحدوية ، وقامت بإزالة بوابات الحدود مع الأقطار العربية المجاورة ، ومنذ ربع قرن وهي تضع مسالة الوحدة في طليعة أهدافها،وسيخلد اسم الرئيس الليبي كقائد عربي كبير، وداعٍ ورائدٍ لإقامة الوحدة العربية، وقد جنت بعض مساعيه ثمارها بإبرامه الاتحاد العربي الإفريقي فقد انتظر العقيد، وصبر صبر العاشق الولهان ،ثم قرر أن السير إلى الأمام هو السبيل الوحيد ، وارتدّ ببصره إلى الاتحاد الإفريقي وأخذ يُروِّج لإقامة اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية الإفريقية، مؤمنا بأن القضية قضية إرادة، وخطوة بهذا الاتجاه ستدفع إلى قيام الاتحاد لا محالة.
وبعكس ذلك فمن الذي سيحميننا من المحن والكوارث التي تصيبنا من الغرب , فالحق أصبح باطلاً، والإنسان أصبح غريباً في أرضه ووطنه , والباطل أصبح من ينظّر ويضع القرارات لنا , فإلى متى ستبقى الهمجية الصهيونية تغزو فكرنا وعقولنا وأجسادنا لتقتل أطفالنا ونسائنا وتسلب كياننا،و إلى متى يا شعوبنا العربية تبقى أدمغتنا مغلقه ،وإلى متى تتحكم الأمبرياليه الغربية في مصيرنا, ففي فلسطين استباحت جحافل الجيش الصهيوني المسلح تسليحا أمريكيا مدن وقري الضفة الغربية والقطاع تهدم المنازل وتعتقل من تريد اعتقاله وتغتال من تريد اغتياله وتدمر مؤسسات الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم ولا غيرة ولا حمية عربية.
الألم يدمى القلب حتى النزيف الموجع، عندما يفكر العربي بأنه لم يبق للأمة العربية سلاحا تدافع به عن كرامتها وشرفها ودينها ومقدساتها وكيانها الإنساني ومكانتها في الساحة الدولية، ولا يوجد عربي عاقل يدرك حقائق الحياة الدولية ،وهل يا ترى يفكر العرب بحال أبائهم وأحفادهم عندما ينضب النفط من منابعه، ويحتاج إلى مليون سنة لتعويضه؟ ،ترى هل يفكر قادة أوروبا وأمريكا بأصدقائهم العرب ومصيرهم ومصير نفطهم إذا قامت دنيا العرب ولم تقعد من أجل حائط البراق والقدس، يوم لا ينفع نفط وهو يحترق؟ ، فكيف نفسر هذا الشلل العربي، وانعدام المبادرة وفقدان الاختيار؟.
إن شلل السياسة والإستراتيجية العربية, حتى على المستوى الدبلوماسي, أمر مثير للتساؤل بالفعل، فما نعيشه من أحداث اليوم لم يكن لا جديداً ولا بعيد الاحتمال، فكيف نفسر إذن هذا الشلل العربي وانعدام المبادرة وفقدان الاختيار.
والخلاصة أن هناك شعبا اسمه الشعب العربي يريد أن يعيش بكرامة على أرضه ويرفض ألوضع العربي الذي ينتقل من حال سيء إلى أسوأ،ولذلك فالتفاؤل بإمكانية تشكيل الاتحاد العربي في الوقت الراهن صعب لكن المستقبل يحتم ذلك،وفي ضوء معطيات الضرورة ومقومات الوحدة،فالعرب أولى بتشكيل اتحاد من الأوروبيين وغيرهم.
بقلم:زيد ابو زيد.
السلام عليكم ورحمة الله
الوحدة العربية.. حلم الأحرار ؟
الوحدة العربية عبارة تطرب لسماعها الآذان ،وجملة تتلذذ بنطقها الألسنة ،وحلم جميل يداعب مخيلة الأحرار العرب في كل زمان ومكان ، وسيظل يراود خيال كل عربي أصيل, وإذا كانت الظروف الحالية قد حالت دون تحقيقه, فإنها لن تحول دون نقله من جيل إلى جيل كجزء جوهري من الهوية لا يمكن شطبه أو تجاوزه.
وربما وجدَ من تبنى ،أو حتى تاجر بهذا الشعار،و من أساء إلى الفكر القومي ككل, غير أن هذا المبرر غير كافٍ لمجافاته ومحاربته وإلا لكان لزاما علينا أن نتخذ ذات الموقف من العقائد والأديان على مر العصور.
إلى أين نسير ؟، وما المصير؟،حيث المتاهات والمؤامرات ،وسيطرة اليأس والصراعات، في وقت تفتت فيه عرى المجتمعات واختفت قيمها وأخلاقها, واضمحلت تقاليدها وأعرافها, وجفت المودة وصلة الرحم بين أسرها, وتحطم كيان الأمة وغابت فيه المبادئ، وتصاعدت التهديدات التي تواجه المنطقة العربية،ومتى السبيل لتتلاحم الشعوب لنبدأ من جديد بتسطير فجر عربي جديد؟، هذا سؤال كبير تتجه فيه الأنظار عادةً إلى الوحدة كأساس،علَّها تدفع الخطر ،و تضع حداً لاعتداءات القوى المعادية، وقبلة تبني عليها الشعوب العربية آمالها العريضة ،فالدين واحد و اللغة مشتركة، و الدم من نفس الوريد، والتاريخ و الأرض والآلام واحدة،والمستقبل على ذلك،بالتأكيد واحد.
إن مكانة الأمة العربية لا تقاس بتاريخها العريق، لأن التاريخ في الماضي، ولا تقاس بشجاعتها وحميتها وكرامتها، لأنها جميعا ملغاة في عصر الأسلحة الإلكترونية الحديثة، ولا تقاس بأموالها فقد أهدر العرب أكثرها على وعلى العمارات الفخمة، والسيارات الوثيرة، والكماليات المفرطة، ، فقد استوردتها الأمة ولا زالت تستوردها من خارج الوطن العربي، ولا تقاس بالعدالة الاجتماعية، لأن غالبية أبناء الأمة العربية من الفقراء، ولا تقاس بالديمقراطية فغالبية الدول العربية ديكتاتورية أو شبه ديكتاتورية، وهي بكل تأكيد لا تقاس بتمسكها بدينها وتقاليدها ومقدساتها وتراثها، فقد تركتها من بعيد.
ولكن،التغيير قادم كما هو الزمن ذاته، فالقدرة على الاستمرارية هي ضد طبيعة الأشياء وضد نواميس الكون ،و الوضع العربي في الوقت الراهن يشكل تحديًا كبيرًا أمام أي تغيير فوري وجذري، ولكنه في الوقت نفسه يمثل بيئة مناسبة لحدوث تغييرات متسارعة،
والحق أن الإسلام بلا عروبة هو كالعروبة بلا إسلام, كلاهما معادلتان صفريتان لا يمكن أن تنتجا واقعا أفضل من الذي نعيشه اليوم, وهذا لا يعني أنني أأمن بالدولة الدينية بل يعني أن يتخذ الإسلام كمحدد أساسي للهوية من جهة كونه المصدر الأساسي الذي ينبغي أن يقوم على منظومته القيمية مشروع العرب النهضوي القائم على الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية, وهذا الثالوث الحلم, هو ما ينبغي أن تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل, ومتى وصل الوعي إلى موازنة طبيعية بين ذروته في الإدراك وذروته في العطاء, سيولد هذا الحلم واقعا معاشا.
وفكرة بلد عربي واحد يضم كل الدول العربية فكرة قديمة حاول الكثيرون العمل على تطبيقها، وقد عرف العقيد معمر القذافي واشتهر بهُيامِه بوحدة الشعوب العربية، وبدعوته إلى إقامة اتحاد أو وحدة اندماجية بينها، وفي كل مرة كان يُعلِن فيها دعوته إلى الوحدة كان يرى فيها البلسم الوحيد لعلاج أمراض الأمة، ولا خيار لها سِواها، وكان يرى أن إقامة هذه الوحدة يبدأ بوحدة القمة: وحدة الدول، أو وحدة الحكومات، ويدعو إلى الإعلان عن ذلك في أسرع الأوقات وبدون التدرج على مراحل لصنع هذا الجهاز العظيم،وكان هاجسه في ذلك تحقق الوحدة بين من لا يملك ما يملك العرب،فالولايات المتحدة الأمريكية توحدت مستعمرات البريطانية والبالغة 13 مستعمرة بتضافر جهودها ضد حكومة التاج البريطاني، إذ أنه نتيجة للاحتكارات الاستعمارية والتشريعات الصارمة انعقد أول مؤتمر لهذه المستعمرات وقادت حربا من إنجلترا، ورغم الفوارق الكبيرة بين هذه المستعمرات من حيث تباين الظروف الجغرافية واختلاف الأصول الاجتماعية وتغاير المورثات التاريخية خصوصا بين الشمال والجنوب، وجدت نفسها مضطرة أمام الخطر الاستعماري إلى التضامن فعقدت ميثاقا بينه نمى عنه اتحادا تعاهديا؛ وبعد انتهاء حرب الاستقلال برزت التيارات الانفصالية وازدادت حدة الخلافات بين الولايات، لكن إزاء تغلب التيارات الاتحادية وتنامي الشعور القوي بعد الاستقلال بضرورة تدعيم الروابط بينها وتوثيق الأواصر اجتمع ممثلو الولايات وبمقتضى هذا الاجتماع تحول الاتحاد التعاهدي إلى اتحاد فدرالي، وأصبح عدد الولايات خمسين ولاية بحيث يكون للدولة الاتحادية وحدها ممارسة كافة مظاهر السيادة الخارجية والكثير من مظاهر السيادة الداخلية؛ ويلاحظ أنه في ظل هذا النظام تتمتع كل ولاية بقدر كبير من الاستقلال في ممارسة الشؤون الداخلية الخاصة بها.
و من نفس الطريق الذي قام عليه اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية وهو الخطر الاستعماري البريطاني، فقد وضعت الدول العربية منذ زمن بعيد في نفس ذلك الوضع، حيث أنها في بادئ الأمر كانت أمام الخطر الاستعماري العسكري الذي تحول بعد ذلك أكبر وأعظم وهو استعمار الفكر. ويرى العقيد معمر القذافي ان فرصة العرب أقوى من فرص الاتحاد الأوروبي الذي استطاع رغم تعدد لغاته وأيضاً اختلاف اقتصادياته بناء كيان قوى يعتمد على اقتصاد واحد وعملة موحدة وقرارات اقتصادية واحدة ناهيك عن الاتحاد السياسي والعسكري الرهيب والدفاع المشترك وما إلى آخره، لأننا نملك مقومات مثل وحدة اللغة ووحدة والدين الواحد والترابط الثقافي والفكري .
وقد رأينا اندماج الإمارات العربية المتحدة، و كان من المفترض انضمام كلا من الكويت وقطر والبحرين لهذا الاتحاد ولكن هذا لم يحدث.
أما ليبيا فكانت المبادأة والمبادرة في طرح مشروع للوحدة العربية،وطرحت العديد من المشاريع الوحدوية ، ووقعت الكثير من الوثائق الوحدوية ، وقامت بإزالة بوابات الحدود مع الأقطار العربية المجاورة ، ومنذ ربع قرن وهي تضع مسالة الوحدة في طليعة أهدافها،وسيخلد اسم الرئيس الليبي كقائد عربي كبير، وداعٍ ورائدٍ لإقامة الوحدة العربية، وقد جنت بعض مساعيه ثمارها بإبرامه الاتحاد العربي الإفريقي فقد انتظر العقيد، وصبر صبر العاشق الولهان ،ثم قرر أن السير إلى الأمام هو السبيل الوحيد ، وارتدّ ببصره إلى الاتحاد الإفريقي وأخذ يُروِّج لإقامة اتحاد الولايات المتحدة الأمريكية الإفريقية، مؤمنا بأن القضية قضية إرادة، وخطوة بهذا الاتجاه ستدفع إلى قيام الاتحاد لا محالة.
وبعكس ذلك فمن الذي سيحميننا من المحن والكوارث التي تصيبنا من الغرب , فالحق أصبح باطلاً، والإنسان أصبح غريباً في أرضه ووطنه , والباطل أصبح من ينظّر ويضع القرارات لنا , فإلى متى ستبقى الهمجية الصهيونية تغزو فكرنا وعقولنا وأجسادنا لتقتل أطفالنا ونسائنا وتسلب كياننا،و إلى متى يا شعوبنا العربية تبقى أدمغتنا مغلقه ،وإلى متى تتحكم الأمبرياليه الغربية في مصيرنا, ففي فلسطين استباحت جحافل الجيش الصهيوني المسلح تسليحا أمريكيا مدن وقري الضفة الغربية والقطاع تهدم المنازل وتعتقل من تريد اعتقاله وتغتال من تريد اغتياله وتدمر مؤسسات الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم ولا غيرة ولا حمية عربية.
الألم يدمى القلب حتى النزيف الموجع، عندما يفكر العربي بأنه لم يبق للأمة العربية سلاحا تدافع به عن كرامتها وشرفها ودينها ومقدساتها وكيانها الإنساني ومكانتها في الساحة الدولية، ولا يوجد عربي عاقل يدرك حقائق الحياة الدولية ،وهل يا ترى يفكر العرب بحال أبائهم وأحفادهم عندما ينضب النفط من منابعه، ويحتاج إلى مليون سنة لتعويضه؟ ،ترى هل يفكر قادة أوروبا وأمريكا بأصدقائهم العرب ومصيرهم ومصير نفطهم إذا قامت دنيا العرب ولم تقعد من أجل حائط البراق والقدس، يوم لا ينفع نفط وهو يحترق؟ ، فكيف نفسر هذا الشلل العربي، وانعدام المبادرة وفقدان الاختيار؟.
إن شلل السياسة والإستراتيجية العربية, حتى على المستوى الدبلوماسي, أمر مثير للتساؤل بالفعل، فما نعيشه من أحداث اليوم لم يكن لا جديداً ولا بعيد الاحتمال، فكيف نفسر إذن هذا الشلل العربي وانعدام المبادرة وفقدان الاختيار.
والخلاصة أن هناك شعبا اسمه الشعب العربي يريد أن يعيش بكرامة على أرضه ويرفض ألوضع العربي الذي ينتقل من حال سيء إلى أسوأ،ولذلك فالتفاؤل بإمكانية تشكيل الاتحاد العربي في الوقت الراهن صعب لكن المستقبل يحتم ذلك،وفي ضوء معطيات الضرورة ومقومات الوحدة،فالعرب أولى بتشكيل اتحاد من الأوروبيين وغيرهم.
بقلم:زيد ابو زيد.
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم