لا يختلف اثنان على أهمية النفس وما يختلج فيها من أفكار وخيالات تؤثر بالدرجة الأولى على بدن الإنسان فإما بشكل إيجابي أو بشكل سلبي قد يؤدي إلى إصابته بأمراض لا حصر لها .إن مجاهدة النفس وإخضاعها للسير في سراط الله المستقيم، وكبح جماحها من أن تشذ عن طاعته سبحانه إلى معصيته وطاعة عدوه الشيطان الرجيم، إن تلك المجاهدة أمر شاق لكثرة الشهوات و الملذات .
وهو أمر لازم أيضاً، لأنه لا مفر للإنسان –إذا أراد النجاة في الدنيا والآخرة من مساخط الله– من أن يحارب هذه النفس الأمارة بالسوء ويقف ضد هواها المردي، وإلا لزلّ عن إلى طريق الضلال والردى,وهو أمر مستمر كذلك ما دام الإنسان حياً، لأن النفس ملازمة له، وهي تأمره بما تهواه وتصده عما يأمره الله به في كل لحظة، فإذا انقطع عن مجاهدتها لحظة، أوقعته ولابد فيما فيه حتفه وهلاكه في تلك اللحظة.ولكن ينبغي أن يعلم الشاب والفتاة إن الله تعالى هو الذي خلق الناس ويعلم دواخلهم وغرائزهم، وهو الذي شرع لهم شرعه، فلا يمكن أن يأمر الله تبارك وتعالى الناس بما لا يطيقون فعله، ولا أن ينهاهم عما لا يطيقون تركه,فبالرغم من صعوبة مجاهدة النفس الامارة بالسوء الإ انها ليس مما يعجز الانسان فعله.
إن أكثر الأمور التي تجعلك تقف قبل المعصية وتردعك هي ما يترتب على الذنوب و المعاصي من اثار سلبية على النفس و الحياة, فإن ارتكاب المعاصي يقسي القلب ويحرم من الطاعة ويمحق البركة ويؤدي إلى الوحشة وضيق الصدر والهوان على الله تعالى وعلى الناس، والحزن و الهم و الغم فترى حالك من سيء الى اسوأ و بالرغم من ملذات الحياة التي قد تكون حولك الا انك تشعر بعدم السعادة و الرضا, كما ان المعاصي تؤثر على إيمانك بالنقص أو الزوال حتى تجرك إلى الكفر و ليس هذا فقد بل وكذلك ترى مالك في نقص و عملك في تدهور و حتى امن و سلام حياتك يسلب شيئا فشيئا.. قال مجاهد : إن البهائم تلعن بنى آدم إذا أشتد ت السنة ( القحط ) وأمسك المطروتقول هذا بمعصية بن آدم.فهل نحن في هوان لدرجة أن نجعل البهائم تدعو علينا و تلعننا؟! هل اصبحت تعقل اكثر منا؟!....والمعصية تعظم بالمجاهرة فالبعض يفخر بالمعصية و يتحدث بها أمام الجميع دون ان يلتفت الى رب عظيم يراه كل لحظة و يستشعر عظمته و كأنه يقر بعكس ذلك و يتحدى الله,قال الرسول(ص): " كل أمتى معافى إلا المجاهرون "
وهناك الكثير من الأمور التي تساعدك على ترك المعصية والتغلب على النفس الامارة بالسوء:
1-تقوية النفس و صلتها بالله عن طريق العلم النافع ومصدره الكتاب و السنه, والعلم بكتاب الله وسنة رسوله هو السبيل الوحيد لمعرفة الصفات التي ترضي الله تعالى مما و الصفات الذميمة التي تسخط الله تعالى,قال تعال: ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا))وقال الرسول(ص): (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم،كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في الدين ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به),كما أن العلم بالكتاب و السنه سبيل لتزكية النفس و تطهيرها قال تعالى: ((قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها))
2-إملأ وقت فراغك بالعبادات و بما هو مباح فأكبر الاسباب التي تجعلك تقع بالمعصية الفراغ, قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ),فما اسهل و احلى الاستغفار او التحميد و التكبير بوقت الفراغ ولابد من وجود بدائل مثلا سماع الأناشيد الإسلامية النافعة والمؤثرة تعتبر بدل عن سماع الأغاني والموسيقى, والخروج للنزهة البريئة تعتبر بدلا عن الخروج في الأمور المحرمة , والسفر للسياحة في البلاد المحافظة يعتبر بدلا عن السفر للسياحة في بلاد الكفر والانحلال,حاول ان ترغم نفسك على العبادة و الطاعات عندها ستشعر بلذة العبادة وتنساق لها دون اجبار,,ومن الجيد ايضا ممارسة المباح من الهوايات كالسباحة و الصيد و تنميتها,ولا تنسى القيام باعمالك وواجباتك كلها فأنت بمكانه المجاهد في سبيل الله اذا كنت بعملك او بمدرستك.فالوقت اثمن النعم و اعظمها و قد اقسم الله به في القران فقال: (والعصر.إن الانسان لفي خسر) وقال(والليل اذا يغشى.والنهار إذا تجلى),وتذكر انك ستسأل عن عمرك و شبابك بما افنيته و قضيته فماذا ستجيب حينها؟ قضيته في سماع الاغاني ام امام التلفاز؟؟ ام قضيته في الصلاة و العمل...سدد و قارب,فهناك راحة ابدية عند المولى بالجنه تغنيك عن راحة الدنيا فاحرص على نيلها واعمل في دنياك لترتاح باخرتك و ليس العكس!
3- الدعاء ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء لعل الله أن يرى صدقك ودموعك وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة على ترك الذنوب قال تعالى :{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }.
4-البعد عن أسباب المعصية و مقوياتها,فإذا رأيت ما يعينك على المعصية و يزينه في عينك ابتعد عنه كالنت و التلفاز او مجلة او شريط و حتى أصدقاء السوء فلن ينفعوك امام ربك يوم القيامة لو سألك عن معاصيك. قال الله فيهم ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا - ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا - لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني). فحاول ان تلزم الذين تنتفع برؤيتهم قبل كلامهم
5- تذكر فجأة الموت,( كل نفس ذائقة الموت ) فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك وأنت تنظر إلى القنوات ؟؟ لو جائك الموت وأنت تكلم تلك الفتاة ؟؟ يا ترى لو فاجئك الموت وأنت نائم عن الصلاة ؟؟ حينها ماذا تتمنى ؟؟ ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون - لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات .. بل ليعمل صالحا نعم ليتوب ... ليصلي ... ليترك المحرمات,وتذكر العرض على الله فسوف تقف بين يدي الله يا من يسهر على القنوات .. نعم والله ستقف يا من ينام عن الصلوات ... يا من يسافر إلى بلاد الآثام ... ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) هناك من ينفعك ؟؟ هناك من ينصرك ؟؟ وأنت يا أختاه هناك من الذي سيقف إلى جانبك ؟؟ يا من أهملت الحجاب .. يا من نمصت .. يا من لبست العباءة الضيقة والمطرزة .. أنسيت ذلك الموقف ؟؟ ( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه).
6- إذا أردت أن تترك المعصية فتذكر المرور على الصراط .. ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم .. ( أحد من السيف .. وأدق من الشعرة ) هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه .. والنار من تحتك .. والمكان مظلم .. والناس يتساقطون .. ويصيحون ويبكون ... ومن الناس من يثبته الله على الصراط .
7- احذر من أن تكون من هؤلاء: قال صلى الله عليه وسلم( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا .. قال الصحابة : منهم يا رسول الله ؟ قال : أما إنهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) نعم إنهم عندما يكونون لوحدهم يبدأون في ممارسة الذنوب والشهوات , فهذا يسهر على القنوات ولا يحب أن يعلم به أحد من أهله , وتلك الفتاة ترتكتب السيئات عندما تغلق الباب على نفسها.. إنهم الذين لم يفكروا في نظر الله لهم , ولم يبالوا باطلاع الله على أعمالهم .
8- تذكر أنت لماذا موجود و ما الغاية من وجودك؟(العبادة), قال تعالى )وما خلقن الجن والإنس إلا ليعبدون ) فأنت لم تخلق لتلعب أو لتمرح بل لتعبد الله , فهل قمت بهذه الغاية ؟ أم أنك أضعت حياتك في اللهو واللعب ؟وأن تعلم أن الشيطان يريد إضلالك .
9- الصيام حين لا يتيسر أمام الشاب والفتاه الزواج لانه على قوة الاراده والصبر والتحمل، والاستعلاء على رغبات النفس وملذاتها. كما يزيد ميزان حسناتك.
10-إياك و الوقوع في صغائر المعاصي, فالبعض يتساهل بسماع الاغاني او الكذب او الغش, فحين يجتمع بعضها على العبد تهلكه كما انها تزيل استقباح المعصية من قلبك فتعتاد عليها، حتى تقع فيما هو أكبر منها.
11- تذكر شهادة الجوارح عليك قبل أن تفعل أي معصية أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية بها ستشهد عليك وستفضحك ليس هنا بل في أرض المحشر ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) يا سبحان الله .. من أنطق اليدان ؟ من أنطق القدمان ؟ إنه الله جل في علاه , وقال تعالى ( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون - وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) .
12- تذكر نعيم الجنة:أعد الله في الجنة لمن أطاعه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويتنعم أهل الجنة بسائر ألوان النعيم وأصنافه، فما الذ الشراب و الطعام و ما احلى السكن و الامان و ما اروع الحور العين,وتذكر الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم , طوله شهر وعرضه شهر, أحلى من العسل وأبيض من اللبن , وأطيب من المسك , من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا , إن ذنوبك قد تمنعك من الشرب من ذلك الحوض , فاترك الذنوب الآن .
13- استشعر دائما عظمة و مراقبة من تعصيه,فهل تعصي مديرك و هو يراك او حتى والدك؟فكيف برب السماوات الذي انعم عليك و فضلك لا يستحق منك الا الطاعة فهل انت جاحد لتلك النعم؟ ام تتحدى الله فتعصيه امام ناظريه؟ ..قال هلال بن سعد( لاتنظر الى صغر الخطيئة ولكن أنظر الى من عصيت )
التوبة:
قد لا تتصور مدى رحمة الله و حبه لعباده فهو الغفار الودود الرحيم,,بادر بالتوبة و سيسعد بك حبيبك و حبيبي الله ، يقول في الحديث القدسي: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". كما قال في كتابه العزيز:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
وقال (ص): أتبع السيئة الحسنة تمحها..فإذا قمت بمعصية سارع الى فعل حسنة فمن كرم الله انها ستمحى و تبدل سيئات المعصية الى حسنات,,
كما أعجب من هذا اللطف و الرحمة الالهية !!تصور ان اكبر العصاه بامكانه ان يصبح افضل عند الله من اكبر الدعاة فعند توبته يغفر الله خطاياه و يبدل سيئاته كلها حسنات!! سبحان حبيبي الرحمن.
وسائل و استراتيجيات راائعة للتغلب على وساوس الشيطان و النفس الامارة بالسوء:
1-يقول احد الرجال: يمكنك الآن تجربة هذه الطريقة البسيطة " الفعالة " للقضاء على الوساوس وسأقود لكم حادثة مررت بها واستطعت أن أجعل نفسي تنصاع لأمر الله وأن أخذل بها الشيطان .....
قبل العام تقريباً أو أكثر خرجنا في رحلة عائلية وكان الطقس شديد البرودة بشكل لم نشعر به أبداً ولم أمر به شخصياً في حياتي ..... وكانت تلك الليلة من أبرد الليالي وخصوصاً أننا كنا في صحراء شديدة الرياح ....... والندى قد بلل كل شيء حتى تخلل الماء الفراش ونحن رقود ..... ولم نذق طعم النوم من شدة البرودة ..... بعدها حان الوقت لصلاة الفجر ولم يتحرك منا أحد وكنت اصارع نفسي للصلاة فلا يمكن أن اتركها كي أظفر بالدفئ الذي ما ذقناه ..... كان كل شيء يبدو أمامنا متجمداً حتى أننا تقيدنا بقيود هذا الطقس البارد ..... وحتى أشجع نفسي على النهوض والوضوء ثم الصلاة ..... استحضرت في نفسي صورة الحرب والمعارك ..... وخيلت لنفسي بأني أحد المجاهدين في سبيل الله يقوم ليصلي ويلحق بالركب استعداداً لمعركة جديدة ..... فاليوم قد يكون آخر أيامي ..... والأجر يقول لي أقدم هذه فرصتك ...... هل ترضى أن تكون من المخلفين القاعدين ؟ لا والله يا نفسي لا أرضى ..... إذن انهض وقم وتوضأ ولا تأبه بالماء البارد فأجرك عظيم كعظم الجبال .....
نهضت بكل حيوية ونشاط ........ سبحان الله إني لا اشعر بالبرد وسأتوضأ بهذا الماء المثلج ..... وتوضأت ولم أجد صعوبة في هذا ..... كنت قبل قليل أنتفض من شدة البرد فأين ما كنت أشعر به قبل قليل ؟؟؟ أين ذهب كل هذا ؟
سبحان الله ..... أيها الإخوة والأخوات إن النفس يجب أن تهذب وتعالج فلا تجعلوها تركن لأمر الشيطان ..... بل جاهدوها ولكم الأجر العظيم ...... وثقوا بأنكم ستجدون الأمور قد تيسرت أمامكم ما دمتم متوكلين على الله مستحضرين مراقبه .....
إن اسهل علاج هو العلاج النفسي ...... إن تخلله دواء العقيدة الصافي
بإمكانك الآن اخي وأختي أن تعالجوا أنفسكم بأنفسكم ...... فأنت يا من أدمنت شرب الدخان ... يمكنك الآن الإقلاع عنه بسهولة يسيرة والله .......
تخيل وضع أمامك صورة وطبقها .... وإن خادعت نفسك فلا بأس قل لها يا نفس إن هذا العمل يدمن عليه كثير من الفاسقين ....... الضالين المضلين ...... فلما لا أرى من الملتزمين الصالحين من يدمن عليها ؟؟ هل ترضى أن تكون مع الفاسدين ؟ هل ترضى بأن تقتفي أثرهم وتكون في صفوفهم .... توقف عند هذا الحد إن كنت تحب الله ورسوله ..... وتخيل أنك بجانب نبينا صلى الله عليه وسلم .... أمام أصحابه .... هل كنت لتجرأ أن تولع سيجارة في مجلسه ؟ هل ترضى لنفسك بأن تخالف أفعال الرجال ؟!!
لا أظنك ترضى لنفسك هذا الموقف أخي المسلم ......
2- كل شىء نرغب بتحقيقة قبل الاقدام عليه نقوم بعمل أو وضع أستراتيجية أو طريقة أو خطة معينه للقيام بهذا العمل على أكمل وجه و بأقل مجهود و أفضل نتيجة. الأستراتيجية / هي فن التخطيط لحملة ما وتوجيهها .
إذن نحن الآن نريد أن نجمع أكبر قدر ممكن من الطرق التي نستطيع من خلالها كبح جماح النفس الأمارة بالسوء و التغلب على الذنوب ,,مثال لتتضح الفكرة /قال عبد الله بن وهب - رحمه الله - نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني ،
فكنت أغتاب و أصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة ......قال الذهبي معلقاً في السير على قول عبد الله بن وهب : هكذا و الله كان العلماء، و هذا هو ثمرة العلم النافع .
لآحظ أنه أستطاع التغلب على معصية الغيبة بستخدام أكثر من أستراتيجية.
وهو أمر لازم أيضاً، لأنه لا مفر للإنسان –إذا أراد النجاة في الدنيا والآخرة من مساخط الله– من أن يحارب هذه النفس الأمارة بالسوء ويقف ضد هواها المردي، وإلا لزلّ عن إلى طريق الضلال والردى,وهو أمر مستمر كذلك ما دام الإنسان حياً، لأن النفس ملازمة له، وهي تأمره بما تهواه وتصده عما يأمره الله به في كل لحظة، فإذا انقطع عن مجاهدتها لحظة، أوقعته ولابد فيما فيه حتفه وهلاكه في تلك اللحظة.ولكن ينبغي أن يعلم الشاب والفتاة إن الله تعالى هو الذي خلق الناس ويعلم دواخلهم وغرائزهم، وهو الذي شرع لهم شرعه، فلا يمكن أن يأمر الله تبارك وتعالى الناس بما لا يطيقون فعله، ولا أن ينهاهم عما لا يطيقون تركه,فبالرغم من صعوبة مجاهدة النفس الامارة بالسوء الإ انها ليس مما يعجز الانسان فعله.
إن أكثر الأمور التي تجعلك تقف قبل المعصية وتردعك هي ما يترتب على الذنوب و المعاصي من اثار سلبية على النفس و الحياة, فإن ارتكاب المعاصي يقسي القلب ويحرم من الطاعة ويمحق البركة ويؤدي إلى الوحشة وضيق الصدر والهوان على الله تعالى وعلى الناس، والحزن و الهم و الغم فترى حالك من سيء الى اسوأ و بالرغم من ملذات الحياة التي قد تكون حولك الا انك تشعر بعدم السعادة و الرضا, كما ان المعاصي تؤثر على إيمانك بالنقص أو الزوال حتى تجرك إلى الكفر و ليس هذا فقد بل وكذلك ترى مالك في نقص و عملك في تدهور و حتى امن و سلام حياتك يسلب شيئا فشيئا.. قال مجاهد : إن البهائم تلعن بنى آدم إذا أشتد ت السنة ( القحط ) وأمسك المطروتقول هذا بمعصية بن آدم.فهل نحن في هوان لدرجة أن نجعل البهائم تدعو علينا و تلعننا؟! هل اصبحت تعقل اكثر منا؟!....والمعصية تعظم بالمجاهرة فالبعض يفخر بالمعصية و يتحدث بها أمام الجميع دون ان يلتفت الى رب عظيم يراه كل لحظة و يستشعر عظمته و كأنه يقر بعكس ذلك و يتحدى الله,قال الرسول(ص): " كل أمتى معافى إلا المجاهرون "
وهناك الكثير من الأمور التي تساعدك على ترك المعصية والتغلب على النفس الامارة بالسوء:
1-تقوية النفس و صلتها بالله عن طريق العلم النافع ومصدره الكتاب و السنه, والعلم بكتاب الله وسنة رسوله هو السبيل الوحيد لمعرفة الصفات التي ترضي الله تعالى مما و الصفات الذميمة التي تسخط الله تعالى,قال تعال: ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا))وقال الرسول(ص): (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم،كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في الدين ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به),كما أن العلم بالكتاب و السنه سبيل لتزكية النفس و تطهيرها قال تعالى: ((قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها))
2-إملأ وقت فراغك بالعبادات و بما هو مباح فأكبر الاسباب التي تجعلك تقع بالمعصية الفراغ, قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ),فما اسهل و احلى الاستغفار او التحميد و التكبير بوقت الفراغ ولابد من وجود بدائل مثلا سماع الأناشيد الإسلامية النافعة والمؤثرة تعتبر بدل عن سماع الأغاني والموسيقى, والخروج للنزهة البريئة تعتبر بدلا عن الخروج في الأمور المحرمة , والسفر للسياحة في البلاد المحافظة يعتبر بدلا عن السفر للسياحة في بلاد الكفر والانحلال,حاول ان ترغم نفسك على العبادة و الطاعات عندها ستشعر بلذة العبادة وتنساق لها دون اجبار,,ومن الجيد ايضا ممارسة المباح من الهوايات كالسباحة و الصيد و تنميتها,ولا تنسى القيام باعمالك وواجباتك كلها فأنت بمكانه المجاهد في سبيل الله اذا كنت بعملك او بمدرستك.فالوقت اثمن النعم و اعظمها و قد اقسم الله به في القران فقال: (والعصر.إن الانسان لفي خسر) وقال(والليل اذا يغشى.والنهار إذا تجلى),وتذكر انك ستسأل عن عمرك و شبابك بما افنيته و قضيته فماذا ستجيب حينها؟ قضيته في سماع الاغاني ام امام التلفاز؟؟ ام قضيته في الصلاة و العمل...سدد و قارب,فهناك راحة ابدية عند المولى بالجنه تغنيك عن راحة الدنيا فاحرص على نيلها واعمل في دنياك لترتاح باخرتك و ليس العكس!
3- الدعاء ارفع يديك إلى الذي يسمع الدعاء ويكشف البلاء لعل الله أن يرى صدقك ودموعك وتضرعك فيعينك ويمنحك القوة على ترك الذنوب قال تعالى :{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }.
4-البعد عن أسباب المعصية و مقوياتها,فإذا رأيت ما يعينك على المعصية و يزينه في عينك ابتعد عنه كالنت و التلفاز او مجلة او شريط و حتى أصدقاء السوء فلن ينفعوك امام ربك يوم القيامة لو سألك عن معاصيك. قال الله فيهم ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا - ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا - لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني). فحاول ان تلزم الذين تنتفع برؤيتهم قبل كلامهم
5- تذكر فجأة الموت,( كل نفس ذائقة الموت ) فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك وأنت تنظر إلى القنوات ؟؟ لو جائك الموت وأنت تكلم تلك الفتاة ؟؟ يا ترى لو فاجئك الموت وأنت نائم عن الصلاة ؟؟ حينها ماذا تتمنى ؟؟ ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون - لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) إنه يتمنى الرجوع إلى الحياة لا ليستمتع بها ولا ليسهر على القنوات .. بل ليعمل صالحا نعم ليتوب ... ليصلي ... ليترك المحرمات,وتذكر العرض على الله فسوف تقف بين يدي الله يا من يسهر على القنوات .. نعم والله ستقف يا من ينام عن الصلوات ... يا من يسافر إلى بلاد الآثام ... ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) هناك من ينفعك ؟؟ هناك من ينصرك ؟؟ وأنت يا أختاه هناك من الذي سيقف إلى جانبك ؟؟ يا من أهملت الحجاب .. يا من نمصت .. يا من لبست العباءة الضيقة والمطرزة .. أنسيت ذلك الموقف ؟؟ ( واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه).
6- إذا أردت أن تترك المعصية فتذكر المرور على الصراط .. ذلك الجسر الذي يوضع على متن جهنم .. ( أحد من السيف .. وأدق من الشعرة ) هناك تضع قدمك لكي تعبر عليه .. والنار من تحتك .. والمكان مظلم .. والناس يتساقطون .. ويصيحون ويبكون ... ومن الناس من يثبته الله على الصراط .
7- احذر من أن تكون من هؤلاء: قال صلى الله عليه وسلم( ليأتين أقوام من أمتي بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا .. قال الصحابة : منهم يا رسول الله ؟ قال : أما إنهم مثلكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ولهم من الليل مثل مالكم ولكنهم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) نعم إنهم عندما يكونون لوحدهم يبدأون في ممارسة الذنوب والشهوات , فهذا يسهر على القنوات ولا يحب أن يعلم به أحد من أهله , وتلك الفتاة ترتكتب السيئات عندما تغلق الباب على نفسها.. إنهم الذين لم يفكروا في نظر الله لهم , ولم يبالوا باطلاع الله على أعمالهم .
8- تذكر أنت لماذا موجود و ما الغاية من وجودك؟(العبادة), قال تعالى )وما خلقن الجن والإنس إلا ليعبدون ) فأنت لم تخلق لتلعب أو لتمرح بل لتعبد الله , فهل قمت بهذه الغاية ؟ أم أنك أضعت حياتك في اللهو واللعب ؟وأن تعلم أن الشيطان يريد إضلالك .
9- الصيام حين لا يتيسر أمام الشاب والفتاه الزواج لانه على قوة الاراده والصبر والتحمل، والاستعلاء على رغبات النفس وملذاتها. كما يزيد ميزان حسناتك.
10-إياك و الوقوع في صغائر المعاصي, فالبعض يتساهل بسماع الاغاني او الكذب او الغش, فحين يجتمع بعضها على العبد تهلكه كما انها تزيل استقباح المعصية من قلبك فتعتاد عليها، حتى تقع فيما هو أكبر منها.
11- تذكر شهادة الجوارح عليك قبل أن تفعل أي معصية أن الجوارح التي سوف تعمل المعصية بها ستشهد عليك وستفضحك ليس هنا بل في أرض المحشر ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) يا سبحان الله .. من أنطق اليدان ؟ من أنطق القدمان ؟ إنه الله جل في علاه , وقال تعالى ( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون - وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) .
12- تذكر نعيم الجنة:أعد الله في الجنة لمن أطاعه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويتنعم أهل الجنة بسائر ألوان النعيم وأصنافه، فما الذ الشراب و الطعام و ما احلى السكن و الامان و ما اروع الحور العين,وتذكر الحوض الذي يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم , طوله شهر وعرضه شهر, أحلى من العسل وأبيض من اللبن , وأطيب من المسك , من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا , إن ذنوبك قد تمنعك من الشرب من ذلك الحوض , فاترك الذنوب الآن .
13- استشعر دائما عظمة و مراقبة من تعصيه,فهل تعصي مديرك و هو يراك او حتى والدك؟فكيف برب السماوات الذي انعم عليك و فضلك لا يستحق منك الا الطاعة فهل انت جاحد لتلك النعم؟ ام تتحدى الله فتعصيه امام ناظريه؟ ..قال هلال بن سعد( لاتنظر الى صغر الخطيئة ولكن أنظر الى من عصيت )
التوبة:
قد لا تتصور مدى رحمة الله و حبه لعباده فهو الغفار الودود الرحيم,,بادر بالتوبة و سيسعد بك حبيبك و حبيبي الله ، يقول في الحديث القدسي: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". كما قال في كتابه العزيز:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
وقال (ص): أتبع السيئة الحسنة تمحها..فإذا قمت بمعصية سارع الى فعل حسنة فمن كرم الله انها ستمحى و تبدل سيئات المعصية الى حسنات,,
كما أعجب من هذا اللطف و الرحمة الالهية !!تصور ان اكبر العصاه بامكانه ان يصبح افضل عند الله من اكبر الدعاة فعند توبته يغفر الله خطاياه و يبدل سيئاته كلها حسنات!! سبحان حبيبي الرحمن.
وسائل و استراتيجيات راائعة للتغلب على وساوس الشيطان و النفس الامارة بالسوء:
1-يقول احد الرجال: يمكنك الآن تجربة هذه الطريقة البسيطة " الفعالة " للقضاء على الوساوس وسأقود لكم حادثة مررت بها واستطعت أن أجعل نفسي تنصاع لأمر الله وأن أخذل بها الشيطان .....
قبل العام تقريباً أو أكثر خرجنا في رحلة عائلية وكان الطقس شديد البرودة بشكل لم نشعر به أبداً ولم أمر به شخصياً في حياتي ..... وكانت تلك الليلة من أبرد الليالي وخصوصاً أننا كنا في صحراء شديدة الرياح ....... والندى قد بلل كل شيء حتى تخلل الماء الفراش ونحن رقود ..... ولم نذق طعم النوم من شدة البرودة ..... بعدها حان الوقت لصلاة الفجر ولم يتحرك منا أحد وكنت اصارع نفسي للصلاة فلا يمكن أن اتركها كي أظفر بالدفئ الذي ما ذقناه ..... كان كل شيء يبدو أمامنا متجمداً حتى أننا تقيدنا بقيود هذا الطقس البارد ..... وحتى أشجع نفسي على النهوض والوضوء ثم الصلاة ..... استحضرت في نفسي صورة الحرب والمعارك ..... وخيلت لنفسي بأني أحد المجاهدين في سبيل الله يقوم ليصلي ويلحق بالركب استعداداً لمعركة جديدة ..... فاليوم قد يكون آخر أيامي ..... والأجر يقول لي أقدم هذه فرصتك ...... هل ترضى أن تكون من المخلفين القاعدين ؟ لا والله يا نفسي لا أرضى ..... إذن انهض وقم وتوضأ ولا تأبه بالماء البارد فأجرك عظيم كعظم الجبال .....
نهضت بكل حيوية ونشاط ........ سبحان الله إني لا اشعر بالبرد وسأتوضأ بهذا الماء المثلج ..... وتوضأت ولم أجد صعوبة في هذا ..... كنت قبل قليل أنتفض من شدة البرد فأين ما كنت أشعر به قبل قليل ؟؟؟ أين ذهب كل هذا ؟
سبحان الله ..... أيها الإخوة والأخوات إن النفس يجب أن تهذب وتعالج فلا تجعلوها تركن لأمر الشيطان ..... بل جاهدوها ولكم الأجر العظيم ...... وثقوا بأنكم ستجدون الأمور قد تيسرت أمامكم ما دمتم متوكلين على الله مستحضرين مراقبه .....
إن اسهل علاج هو العلاج النفسي ...... إن تخلله دواء العقيدة الصافي
بإمكانك الآن اخي وأختي أن تعالجوا أنفسكم بأنفسكم ...... فأنت يا من أدمنت شرب الدخان ... يمكنك الآن الإقلاع عنه بسهولة يسيرة والله .......
تخيل وضع أمامك صورة وطبقها .... وإن خادعت نفسك فلا بأس قل لها يا نفس إن هذا العمل يدمن عليه كثير من الفاسقين ....... الضالين المضلين ...... فلما لا أرى من الملتزمين الصالحين من يدمن عليها ؟؟ هل ترضى أن تكون مع الفاسدين ؟ هل ترضى بأن تقتفي أثرهم وتكون في صفوفهم .... توقف عند هذا الحد إن كنت تحب الله ورسوله ..... وتخيل أنك بجانب نبينا صلى الله عليه وسلم .... أمام أصحابه .... هل كنت لتجرأ أن تولع سيجارة في مجلسه ؟ هل ترضى لنفسك بأن تخالف أفعال الرجال ؟!!
لا أظنك ترضى لنفسك هذا الموقف أخي المسلم ......
2- كل شىء نرغب بتحقيقة قبل الاقدام عليه نقوم بعمل أو وضع أستراتيجية أو طريقة أو خطة معينه للقيام بهذا العمل على أكمل وجه و بأقل مجهود و أفضل نتيجة. الأستراتيجية / هي فن التخطيط لحملة ما وتوجيهها .
إذن نحن الآن نريد أن نجمع أكبر قدر ممكن من الطرق التي نستطيع من خلالها كبح جماح النفس الأمارة بالسوء و التغلب على الذنوب ,,مثال لتتضح الفكرة /قال عبد الله بن وهب - رحمه الله - نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني ،
فكنت أغتاب و أصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة ......قال الذهبي معلقاً في السير على قول عبد الله بن وهب : هكذا و الله كان العلماء، و هذا هو ثمرة العلم النافع .
لآحظ أنه أستطاع التغلب على معصية الغيبة بستخدام أكثر من أستراتيجية.
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم