تعرفنا في المقال السابق (وجهات نظر – مكمن الخطر ) على فكرة مواقع الإدراك ودورها في تقريب وجهات النظر أو زيادة التباعد فيها حسب طريقتك في التعاطي مع
الموقف. وفي هذه الحلقة من الموضوع سأصف لك بشكل مفصل كيف يمكن أن تستفيد من هذه التقنية ( مواقع الإدراك ) بشكل كبير، والتي يمكن أن نطلق عليها مسمى ( النظر بعيون الآخرين ). لنبدأ العمل موقف عمر من مديره أحمد ناتج عن نظره للموضوع مدار الخلاف من زاوية واحدة والتي تمثل رأيه. وعندما كان يجلس على أريكته مهموما يفكر كان يردد في نفسه هذا الموقف ويكرره وربما كان يعيد الحوار الذي دار بينه وبين أحمد مرات ومرات مما زاده توترا وقلقا. وهذا الأمر يحدث مع أي إنسان عندما يدخل في خلافات يومية مع الآخرين سواء في العمل أو في الحياة الاجتماعية أو في المدرسة والكلية وغيرها من الأماكن التي تعج بالتواصل الإنساني. الأفضل من هذا كله ياعمر أن تقوم بالآتي: اجلس في مكان هادئ جِلسة مسترخية وإذا كان بالامكان أن تستلقي فهو أفضل. تنفس بعمق ومع كل نفس احبس النفس بضع ثوان في صدرك ثم أخرجه ببطء وهدووء. كرر ذلك عدة مرات وستجد أنك تسترخي أكثر كلما أخذت نفسا جديدا. وعندما تشعر بالاسترخاء انتقل إلى الخطوة التالية. والآن فكر في الموضوع بالطريقة التالية : تخيل أنك قد رقِّيت في العمل وأصبحت مديرا وحللت مكان أحمد بعد أن تحول هو إلى عمل آخر. تخيل هذا الأمر كأنه قد حدث وأنك الآن تمارس عمل أحمد وتقوم بكل ما كان يقوم به من أعمال. توزع العمل بين الموظفين وتنظر في طلباتهم وتتعرف على ظروفهم وأدائهم وتتابع إنجاز الأعمال وتحقيق أهداف قسمك الذي تشرف عليه. وأنت الآن تواجه حالة شبيهة بموقفك مع أحمد. موظف يطلب إجازة ولكن ظروف العمل لا تسمح بإعطائه الإجازة في هذا الوقت بالذات. هل تقدم مصلحة الفرد أم مصلحة العمل والتي تمثل مصلحة الجماعة. فكر في الأضرار التي يمكن أن تحدث لو أنك وافقت على إعطائه الإجازة، ماذا يمكن أن يحدث؟ كيف سيسير العمل؟ كيف ستتعطل مصالح الناس؟ راجع بينك وبين نفسك الأهداف التي وضعتها لقسمك أو دائرتك. كيف ستؤثر الإجازة على هذه الأهداف؟ هل ستؤثر سلبا أم إيجابا؟ خذ وقتك الكافي للتفكير في جميع الأضرار التي يمكن أن تنتج عن هذا القرار؟ والآن خذ مجموعة من الأنفاس العميقة مرة أخرى وبنفس الطريقة السابقة. وتخيل نفسك الآن بعد عشرين سنة، ربما تكون قد تقاعدت من ذلك العمل بعد أن مارسته لسنوات طريلة وأصبحت تملك خبرة كبيرة في ذلك المجال. تأمل في الخلاف الذي كان يدور بين عمر وأحمد وكأنك تراهما أمامك الآن يتجادلان، وتسمع ما يدور بينهما من حوار حاد حول الإجازة. الآن وبعد أن جربت الحياة لتلك السنين الطويلة. اجعل هذا المشهد شاخصا أمامك وكأنك تتابع مشهدا مسرحيا يمثل أمامك ترى فيه عمر وأحمد يعيشان ذلك الموقف التاريخي. ماذا يمكن أن تقول لعمر وأحمد إذا استشاراك فيما بينهما من خلاف. هل تنصح عمر بأن يراعي موقف أحمد ويراعي المصلحة العامة للعمل، وأنه يمكن أن يؤخر إجازته بعض الوقت حتى يعود زميله من إجازته والذي ربما يمر بظروف صعبة منعته من العودة حتى الآن، وأن يتذكر القول المأثور : التمس لأخيك سبعين عذرا، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرا لا أعرفه. هل يمكن أن تقول له فكر في سبعين عذرا تجعل أحمد يرفض الموافقة على الاجازة الآن. هل يمكن أن تقول له أن هذا الخلاف لا يستحق كل هذا التعنت والتصلب وأن المسألة بسيطة جدا ويمكن تجاوزها بسهولة. ماذا يمكن أن تقول لأحمد، هل تطلب منه إعادة النظر في قراره؟ أو تطلب منه أن يبحث عن وسيلة أخرى لتسيير العمل بعد ذهاب عمر للإجازة؟ أو ربما هو يحتاج فقط أن يشرح الوضع بصورة أفضل لعمر حتى يقدر الظروف الراهنة ويوافق على تأجيل إجازته. لعله كان يحتاج فقط لتغيير تعبيرات وجهه ونبرة صوته في حواره مع عمر حتى يقنعه بموقفه. والآن خذ نفس عميق وكرر ذلك عدة مرات. والآن عد إلى نفسك، عد إلى عمر بهذه المعلومات الكثيرة التي اكتسبتها بالنظر بعيون الآخرين. اجلس مع نفسك قليلا وفكر في الموضوع مرة أخرى. كيف تغير إدراكك للموقف الآن؟ كم من وجهات النظر الجديدة اكتسبتها تجعلك الآن تفكر في الموقف بطريقة مختلفة تماما؟ هل يمكنك الآن أن تفكر بموضوعية أكثر وتتنازل عن بعض آرائك المتصلبة؟ هل يمكنك أن تقترب من أحمد بعض الخطوات؟ بالتأكيد هناك جوانب ربما أخطأ فيها أحمد. هل تستطيع الآن أن تحاوره بأسلوب مختلف وتقتربا من بعضكما في الرأي وتصلا إلى اتفاق يرضي الطرفين. فكر فيما ستقوله له وتخيل أنك تتحاور معه الآن، حاول أثناء هذا الحوار التخيلي أن تعرض كل ما توصلت إليه قبل قليل وستجد أنك تمتلك من المعلومات الكثير مما يمكنك من التفاهم معه بشكل أفضل والتوصل إلى اتفاق جيد. والآن عليك اتخاذ الخطوة العملية. أنت مهيأ تماما من الناحية النفسية لمقابلة أحمد والحوار معه بشكل إيجابي. أخبره أنك تفهم وجهة نظره وتقدرها وسيترك لك مجالا أن تبدي وجهة نظرك ثم تبحثا عن حل وسط يحقق أهدافكما في نفس الوقت. أتمنى لك حياة سعيد كلها نجاح في نجاح في نجاح.
تعرفنا في المقال السابق (وجهات نظر – مكمن الخطر ) على فكرة مواقع الإدراك ودورها في تقريب وجهات النظر أو زيادة التباعد فيها حسب طريقتك في التعاطي مع
الموقف. وفي هذه الحلقة من الموضوع سأصف لك بشكل مفصل كيف يمكن أن تستفيد من هذه التقنية ( مواقع الإدراك ) بشكل كبير، والتي يمكن أن نطلق عليها مسمى ( النظر بعيون الآخرين ). لنبدأ العمل موقف عمر من مديره أحمد ناتج عن نظره للموضوع مدار الخلاف من زاوية واحدة والتي تمثل رأيه. وعندما كان يجلس على أريكته مهموما يفكر كان يردد في نفسه هذا الموقف ويكرره وربما كان يعيد الحوار الذي دار بينه وبين أحمد مرات ومرات مما زاده توترا وقلقا. وهذا الأمر يحدث مع أي إنسان عندما يدخل في خلافات يومية مع الآخرين سواء في العمل أو في الحياة الاجتماعية أو في المدرسة والكلية وغيرها من الأماكن التي تعج بالتواصل الإنساني. الأفضل من هذا كله ياعمر أن تقوم بالآتي: اجلس في مكان هادئ جِلسة مسترخية وإذا كان بالامكان أن تستلقي فهو أفضل. تنفس بعمق ومع كل نفس احبس النفس بضع ثوان في صدرك ثم أخرجه ببطء وهدووء. كرر ذلك عدة مرات وستجد أنك تسترخي أكثر كلما أخذت نفسا جديدا. وعندما تشعر بالاسترخاء انتقل إلى الخطوة التالية. والآن فكر في الموضوع بالطريقة التالية : تخيل أنك قد رقِّيت في العمل وأصبحت مديرا وحللت مكان أحمد بعد أن تحول هو إلى عمل آخر. تخيل هذا الأمر كأنه قد حدث وأنك الآن تمارس عمل أحمد وتقوم بكل ما كان يقوم به من أعمال. توزع العمل بين الموظفين وتنظر في طلباتهم وتتعرف على ظروفهم وأدائهم وتتابع إنجاز الأعمال وتحقيق أهداف قسمك الذي تشرف عليه. وأنت الآن تواجه حالة شبيهة بموقفك مع أحمد. موظف يطلب إجازة ولكن ظروف العمل لا تسمح بإعطائه الإجازة في هذا الوقت بالذات. هل تقدم مصلحة الفرد أم مصلحة العمل والتي تمثل مصلحة الجماعة. فكر في الأضرار التي يمكن أن تحدث لو أنك وافقت على إعطائه الإجازة، ماذا يمكن أن يحدث؟ كيف سيسير العمل؟ كيف ستتعطل مصالح الناس؟ راجع بينك وبين نفسك الأهداف التي وضعتها لقسمك أو دائرتك. كيف ستؤثر الإجازة على هذه الأهداف؟ هل ستؤثر سلبا أم إيجابا؟ خذ وقتك الكافي للتفكير في جميع الأضرار التي يمكن أن تنتج عن هذا القرار؟ والآن خذ مجموعة من الأنفاس العميقة مرة أخرى وبنفس الطريقة السابقة. وتخيل نفسك الآن بعد عشرين سنة، ربما تكون قد تقاعدت من ذلك العمل بعد أن مارسته لسنوات طريلة وأصبحت تملك خبرة كبيرة في ذلك المجال. تأمل في الخلاف الذي كان يدور بين عمر وأحمد وكأنك تراهما أمامك الآن يتجادلان، وتسمع ما يدور بينهما من حوار حاد حول الإجازة. الآن وبعد أن جربت الحياة لتلك السنين الطويلة. اجعل هذا المشهد شاخصا أمامك وكأنك تتابع مشهدا مسرحيا يمثل أمامك ترى فيه عمر وأحمد يعيشان ذلك الموقف التاريخي. ماذا يمكن أن تقول لعمر وأحمد إذا استشاراك فيما بينهما من خلاف. هل تنصح عمر بأن يراعي موقف أحمد ويراعي المصلحة العامة للعمل، وأنه يمكن أن يؤخر إجازته بعض الوقت حتى يعود زميله من إجازته والذي ربما يمر بظروف صعبة منعته من العودة حتى الآن، وأن يتذكر القول المأثور : التمس لأخيك سبعين عذرا، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرا لا أعرفه. هل يمكن أن تقول له فكر في سبعين عذرا تجعل أحمد يرفض الموافقة على الاجازة الآن. هل يمكن أن تقول له أن هذا الخلاف لا يستحق كل هذا التعنت والتصلب وأن المسألة بسيطة جدا ويمكن تجاوزها بسهولة. ماذا يمكن أن تقول لأحمد، هل تطلب منه إعادة النظر في قراره؟ أو تطلب منه أن يبحث عن وسيلة أخرى لتسيير العمل بعد ذهاب عمر للإجازة؟ أو ربما هو يحتاج فقط أن يشرح الوضع بصورة أفضل لعمر حتى يقدر الظروف الراهنة ويوافق على تأجيل إجازته. لعله كان يحتاج فقط لتغيير تعبيرات وجهه ونبرة صوته في حواره مع عمر حتى يقنعه بموقفه. والآن خذ نفس عميق وكرر ذلك عدة مرات. والآن عد إلى نفسك، عد إلى عمر بهذه المعلومات الكثيرة التي اكتسبتها بالنظر بعيون الآخرين. اجلس مع نفسك قليلا وفكر في الموضوع مرة أخرى. كيف تغير إدراكك للموقف الآن؟ كم من وجهات النظر الجديدة اكتسبتها تجعلك الآن تفكر في الموقف بطريقة مختلفة تماما؟ هل يمكنك الآن أن تفكر بموضوعية أكثر وتتنازل عن بعض آرائك المتصلبة؟ هل يمكنك أن تقترب من أحمد بعض الخطوات؟ بالتأكيد هناك جوانب ربما أخطأ فيها أحمد. هل تستطيع الآن أن تحاوره بأسلوب مختلف وتقتربا من بعضكما في الرأي وتصلا إلى اتفاق يرضي الطرفين. فكر فيما ستقوله له وتخيل أنك تتحاور معه الآن، حاول أثناء هذا الحوار التخيلي أن تعرض كل ما توصلت إليه قبل قليل وستجد أنك تمتلك من المعلومات الكثير مما يمكنك من التفاهم معه بشكل أفضل والتوصل إلى اتفاق جيد. والآن عليك اتخاذ الخطوة العملية. أنت مهيأ تماما من الناحية النفسية لمقابلة أحمد والحوار معه بشكل إيجابي. أخبره أنك تفهم وجهة نظره وتقدرها وسيترك لك مجالا أن تبدي وجهة نظرك ثم تبحثا عن حل وسط يحقق أهدافكما في نفس الوقت. أتمنى لك حياة سعيد كلها نجاح في نجاح في نجاح.
منقول
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم