حبيبي.. يارسول الله.. هذا عهد الحب
في صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ . وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا . قَالُوا : أَوَ لَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ.
حبيبي..يا رسول الله
أي شيء أبكاك، أي شيء جال في خاطرك تلك الساعة حتى أجهشت بالبكاء.
يحيط بك أصحابك بل تحيط بك قلوبهم، قد قرت بهم عينك بعد أن آمنوا بالله وصدقوه ، ولكنك تقول لهم إن الأيام حبلى وإخواني سيملئونها إيماناً بالله وحباً لي.
لم يلهك حبهم لك ولا تفديتهم أنفسهم بنفسك عنا، بل تذكرتنا.
فما أعظمك.. وما أجمل روحك.. وما أرق قلبك..
أي نفس تحملها بين جنبيك حتى حانت منك تلك اللفتة الرائعة.
إخوان يأتون من بعدك يؤمنون بك ولم يروك تبدأهم أنت بالحب والوفاء لتعلمهم الحب والوفاء.
سيدي..
أحقاً تذكرتنا؟ أحقاً تذكرت قلوباً يكاد يقطع نياطها الحب؟ وأفئدة أضناها الشوق، وأكباداً فتها طول العهد، وعيوناً أضناها البكاء والسهر.
هل تذكرت الضعفاء من أمثالنا، ذنوب قد واقعناها ، وسيئات قد اقترفناها، وهجر لكتاب ربنا الكريم وسنتك الشريفة؛ ثم أنت تتذكرنا.. فما أعظمك.
أي رحمة امتلأ بها قلبك حتى تذكرتنا، أي شفقة حباك مولاك بها حتى تذكرت آلام حياتنا وبؤس أيامنا ، وهماً يصبحنا، وغماً يمسينا.
هل علمت أن شهوات تحيط بنا من كل مكان فلا تدع لحظة نهنأ بها ، وأن باطن الأرض يوشك أن يكون خير من ظاهره.
صدق الله تعالى : ( عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
كم هي غالية علينا دمعتك يا رسول الله. بل ذرة من تراب وطئته قدماك الشريفتان هي أطيب عندنا من ريح المسك والعنبر.
أتعلم ياسيدي أن تلك الدموع التي انسكبت من عينيك بقيت أربعة عشر قرناً تسكب على قلوب المحبين هدوءاً وطمأنينة ، وتفيض عليهم برداً وسلاماً، ولا زالت تزيد في إيمانهم ويقينهم، وتقوي من عزائمهم، في زمان اضطرب أهله ، وغمرتهم المادة ، وأعمت بصائرهم الشهوة.
أتعلم أنها بلسماً لجروحنا ، وشفاءً لأدوائنا، ونوراً ينير ظلمات طريقنا.
أتعلم أنها أنس أحزاننا، وفرحة أيامنا.
أتعلم أنه بعد هذه القرون الطويلة هناك من يبادلك شوقاً بشوق، شوقاً أذهب عنهم لذيذ الكرى فلا لذة لحياتهم ولا هناءة لأيامهم ، ولسان حالهم ينادي " يارسول الله كم اشتقنا إليك"
وقلوبهم تئن " متى نلقى الأحبة ، محمداً وصحبه "
حبيبي يا رسول الله...
إننا كلما ضعفت همتنا شددنا رحالنا نقطع الأميال نغذ السير نحو المدينة المنورة حيث الروضة الشريفة نمرغ فيها الجباة علنا نصادف بقعة طاهرة لا صقت جبهتك بل لا صقت رجليك الشريفتين علنا نهنأ بمكان جلست فيه أنت وأصحابك، علنا نحظى بساعة وصل يكتب فيها عتاقنا من النار فلا نشقى بعدها أبداً.
والله إننا نقف دقائق أمام قبرك، نقف في حضرتك الشريفة علنا نحظى برحمة متنزلة أو دعوة مجابة، ما أجملها من دقائق نشعر فيها بغمرة الحب فينطلق فيها اللسان بكل كلمات الثناء وعبارات الشوق وترسل فيها العين الدموع حرى.
حبيبي يا رسول الله..
أتعلم أنه في غمرة الأحمال واشتداد الانشغال، وفي زحمة الأعباء، في شواطئ الحياة وفي سواقي التبعات ، وفي غدير الأحلام ومرابع العمر الطويلة؛ تظل أنت متربعاً على عروش قلوبنا، لا ينازعك فيها أحد من الخلق أبداً، قد طغى حبك على كل شيء .
صدقت والله يارسول الله.. ( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله ) رواه مسلم عن أبي هريرة
فلو سألت المهج لأعطيناكها ، ولو طلبت المقل لأهديناكها، ولو أدرت المال والولد لما تأخرنا لحظة.
حبيبي يا رسول الله ..
هذا عهد حب أخطه بيميني ، عهد محب صادق وما أنا بكاذب والله، أعهد على نفسي أقطعه وأستودعه الله الذي لا تضيع ودائعه. فقد أخبرتنا : (إن الله إذا استودع شيئاً حفظه). رواه الإمام أحمد عن ابن عمر
عهد أن أبقى محباً لك ما دامت بي الحياة، أن لا أنساك ما رمش لي جفن، أن أنصر سنتك ما نبض في قلب، أن أرطب لساني بالصلاة عليك ما وعى مني الفؤاد.
هذا عهد قد نقشت حروفه على جدار قلبي ، وسرت كلماته في عروقي.
سيدي..
إن حانت لحظة من تلك اللحظات التي يرد الله فيها روحك الشريفة لترد السلام علينا فارفع إلى مولاك استغفاراً لمحب أحاطت به ذنوبه، وآذته سيئاته، وارفع إليه دعوة تكشف الهم وتزيل الغم، ودعوة لأمة مظلومة مغلوب على أمرها ترقب فجراً وتنتظر نصراً.
حبيبي يا رسول الله ..
وكأني بأهل المحشر قد جمعهم الله على صعيد واحد لفصل القضاء؛ قد ذهبت عقولهم وطار صوابهم، وفر كل حبيب من حبيبه، وكأني بك تسجد تحت العرش تسبح بحمد ربك، في الحضرة القدسية وأمام الذات الإلهية، ولا زلت ساجداً بين يدي حبيبك، تنتظر منه أن يأذن لك، فإن أذن الله لك برفع رأسك وفتح لك باب القبول والشفاعة، فتذكرني فإن لي عندك عهد الحب الذي عهدت به إلي عبر السنين ولا زلت أحفظه ولن أغيره أو أبدله، وتذكرني فإني عبد من أمتكم ليس لي إلا قربان الحب أقدمه بين يدي رحمة ربي حتى تحل لي شفاعتك.
تذكرني واشفع لي وخذ بيدي إلى حيث الأمان في ظل عرش الرحمن.
أعلم ي يقيناً أنك لن تخطيء محبيك .. فتفرس فإن لك فراسة لا تخطئ، وإن المحبين تظهر عليهم علامات الحب وأمارات الوجد ولو جهدوا أنفسهم لإخفائها. وقد روى لنا الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : (...فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يارسول الله ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بين ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يعرف خيله؟ قالوا بلى يارسول الله، قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء...)
حبيبي يا رسو الله ..
أتعلم أنني لست بالحور العين مغرماً ولا لأنهار الجنة متشوقاً ولا بخمرها أو دورها متعلقاً بل أرقب لحظة يلتصق فيها جسدي بجسدك الشريف أقبل رأسك وجبينك وأجلس عن يمينك في الفردوس الأعلى ننتظر سوياً تجلى الرب تبارك وتعالى كي نراه ويتم علينا نعمته.
أتعلم ياحبيب الله أنني أصبح وأمسي على أنغام تلك اللحظة ، أتعلم أنني أتصبر في دنياي وأعلل نفسي وأقول لها دوماً : يا نفس كم تقاسين من الألم في دنياك؟ كم من بلاء نزل بك ؟ ألا تحبين لحظة تغدوين فيها على حبيبك في الفردوس الأعلى، إنها أملي الذي أحيا عليه ولولاه لضاق بي الفضاء وما وسعتني الأرض على رحابتها.
آهٍ على تلك اللحظة .. رائعة تلك اللحظة التي أجالسك فيها ، أحدثك فيها عن هذه الدنيا ، وما قاسيناه فيها ، وما لقينا فيها من عنت، أحدثك فها كم كانت كلمتك " وددنا لو رأينا إخواننا " بلسماً لجراحنا، وكم كانت لنا هي الحياة إذ عبست الحياة في وجوهنا، وكم كانت هي السعادة إذ أدارت لنا السعادة ظهرها، أحدثك فيها وأضاحكك وأسامرك وأملأ عيني من نضارة وجهك العظيم.
نظرة من عينيك يا رسول الله تنسيني بؤس الأيام، وشربة من كأس الكوثر تذهب ظمأ الحياة، وبسمة من ثغرك الجميل تعيد إلى سعادة الليالي.
لست أبالي بعدها أكان لي في الجنة قصر أو قصران ، أو زوجة أو اثنتان. فذك هو النعيم والله.
أعلم يقيناً أن اللوم سيأتيني من كل حدب وصوب، وستختلف في قولي هذا المذاهب والأفكار، فلست أقول لهم إلا كما قال المتنبي :
القلب أعـلم ياعذول بدائه وأحق منك بجفنه وبمــائهِ
لاتعذل المشتاق في أشواقهِ حتى يكون حشاك في أحشائهِ
إن القتيل مضرّجا بدموعهِ مثل القتيل مضرّجاً بدمــائهِ
فالعهد العهد يا حبيبي يا رسول الله.
اللهم إني أستودعك عهدي هذا فاحفظه أنت خير حافظاً.
.
اللهم أنلنا شفاعته وأفض علينا من بركاته واملأ قلوبنا بحبه.
وصلي اللهم وزد وبارك على محمد وعلى ال محمد وسلم تسليما كثيرا....(صلوا على محمد )...
منقول مع التعديل.
في صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ . وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا . قَالُوا : أَوَ لَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ.
حبيبي..يا رسول الله
أي شيء أبكاك، أي شيء جال في خاطرك تلك الساعة حتى أجهشت بالبكاء.
يحيط بك أصحابك بل تحيط بك قلوبهم، قد قرت بهم عينك بعد أن آمنوا بالله وصدقوه ، ولكنك تقول لهم إن الأيام حبلى وإخواني سيملئونها إيماناً بالله وحباً لي.
لم يلهك حبهم لك ولا تفديتهم أنفسهم بنفسك عنا، بل تذكرتنا.
فما أعظمك.. وما أجمل روحك.. وما أرق قلبك..
أي نفس تحملها بين جنبيك حتى حانت منك تلك اللفتة الرائعة.
إخوان يأتون من بعدك يؤمنون بك ولم يروك تبدأهم أنت بالحب والوفاء لتعلمهم الحب والوفاء.
سيدي..
أحقاً تذكرتنا؟ أحقاً تذكرت قلوباً يكاد يقطع نياطها الحب؟ وأفئدة أضناها الشوق، وأكباداً فتها طول العهد، وعيوناً أضناها البكاء والسهر.
هل تذكرت الضعفاء من أمثالنا، ذنوب قد واقعناها ، وسيئات قد اقترفناها، وهجر لكتاب ربنا الكريم وسنتك الشريفة؛ ثم أنت تتذكرنا.. فما أعظمك.
أي رحمة امتلأ بها قلبك حتى تذكرتنا، أي شفقة حباك مولاك بها حتى تذكرت آلام حياتنا وبؤس أيامنا ، وهماً يصبحنا، وغماً يمسينا.
هل علمت أن شهوات تحيط بنا من كل مكان فلا تدع لحظة نهنأ بها ، وأن باطن الأرض يوشك أن يكون خير من ظاهره.
صدق الله تعالى : ( عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
كم هي غالية علينا دمعتك يا رسول الله. بل ذرة من تراب وطئته قدماك الشريفتان هي أطيب عندنا من ريح المسك والعنبر.
أتعلم ياسيدي أن تلك الدموع التي انسكبت من عينيك بقيت أربعة عشر قرناً تسكب على قلوب المحبين هدوءاً وطمأنينة ، وتفيض عليهم برداً وسلاماً، ولا زالت تزيد في إيمانهم ويقينهم، وتقوي من عزائمهم، في زمان اضطرب أهله ، وغمرتهم المادة ، وأعمت بصائرهم الشهوة.
أتعلم أنها بلسماً لجروحنا ، وشفاءً لأدوائنا، ونوراً ينير ظلمات طريقنا.
أتعلم أنها أنس أحزاننا، وفرحة أيامنا.
أتعلم أنه بعد هذه القرون الطويلة هناك من يبادلك شوقاً بشوق، شوقاً أذهب عنهم لذيذ الكرى فلا لذة لحياتهم ولا هناءة لأيامهم ، ولسان حالهم ينادي " يارسول الله كم اشتقنا إليك"
وقلوبهم تئن " متى نلقى الأحبة ، محمداً وصحبه "
حبيبي يا رسول الله...
إننا كلما ضعفت همتنا شددنا رحالنا نقطع الأميال نغذ السير نحو المدينة المنورة حيث الروضة الشريفة نمرغ فيها الجباة علنا نصادف بقعة طاهرة لا صقت جبهتك بل لا صقت رجليك الشريفتين علنا نهنأ بمكان جلست فيه أنت وأصحابك، علنا نحظى بساعة وصل يكتب فيها عتاقنا من النار فلا نشقى بعدها أبداً.
والله إننا نقف دقائق أمام قبرك، نقف في حضرتك الشريفة علنا نحظى برحمة متنزلة أو دعوة مجابة، ما أجملها من دقائق نشعر فيها بغمرة الحب فينطلق فيها اللسان بكل كلمات الثناء وعبارات الشوق وترسل فيها العين الدموع حرى.
حبيبي يا رسول الله..
أتعلم أنه في غمرة الأحمال واشتداد الانشغال، وفي زحمة الأعباء، في شواطئ الحياة وفي سواقي التبعات ، وفي غدير الأحلام ومرابع العمر الطويلة؛ تظل أنت متربعاً على عروش قلوبنا، لا ينازعك فيها أحد من الخلق أبداً، قد طغى حبك على كل شيء .
صدقت والله يارسول الله.. ( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله ) رواه مسلم عن أبي هريرة
فلو سألت المهج لأعطيناكها ، ولو طلبت المقل لأهديناكها، ولو أدرت المال والولد لما تأخرنا لحظة.
حبيبي يا رسول الله ..
هذا عهد حب أخطه بيميني ، عهد محب صادق وما أنا بكاذب والله، أعهد على نفسي أقطعه وأستودعه الله الذي لا تضيع ودائعه. فقد أخبرتنا : (إن الله إذا استودع شيئاً حفظه). رواه الإمام أحمد عن ابن عمر
عهد أن أبقى محباً لك ما دامت بي الحياة، أن لا أنساك ما رمش لي جفن، أن أنصر سنتك ما نبض في قلب، أن أرطب لساني بالصلاة عليك ما وعى مني الفؤاد.
هذا عهد قد نقشت حروفه على جدار قلبي ، وسرت كلماته في عروقي.
سيدي..
إن حانت لحظة من تلك اللحظات التي يرد الله فيها روحك الشريفة لترد السلام علينا فارفع إلى مولاك استغفاراً لمحب أحاطت به ذنوبه، وآذته سيئاته، وارفع إليه دعوة تكشف الهم وتزيل الغم، ودعوة لأمة مظلومة مغلوب على أمرها ترقب فجراً وتنتظر نصراً.
حبيبي يا رسول الله ..
وكأني بأهل المحشر قد جمعهم الله على صعيد واحد لفصل القضاء؛ قد ذهبت عقولهم وطار صوابهم، وفر كل حبيب من حبيبه، وكأني بك تسجد تحت العرش تسبح بحمد ربك، في الحضرة القدسية وأمام الذات الإلهية، ولا زلت ساجداً بين يدي حبيبك، تنتظر منه أن يأذن لك، فإن أذن الله لك برفع رأسك وفتح لك باب القبول والشفاعة، فتذكرني فإن لي عندك عهد الحب الذي عهدت به إلي عبر السنين ولا زلت أحفظه ولن أغيره أو أبدله، وتذكرني فإني عبد من أمتكم ليس لي إلا قربان الحب أقدمه بين يدي رحمة ربي حتى تحل لي شفاعتك.
تذكرني واشفع لي وخذ بيدي إلى حيث الأمان في ظل عرش الرحمن.
أعلم ي يقيناً أنك لن تخطيء محبيك .. فتفرس فإن لك فراسة لا تخطئ، وإن المحبين تظهر عليهم علامات الحب وأمارات الوجد ولو جهدوا أنفسهم لإخفائها. وقد روى لنا الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : (...فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يارسول الله ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بين ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يعرف خيله؟ قالوا بلى يارسول الله، قال : فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء...)
حبيبي يا رسو الله ..
أتعلم أنني لست بالحور العين مغرماً ولا لأنهار الجنة متشوقاً ولا بخمرها أو دورها متعلقاً بل أرقب لحظة يلتصق فيها جسدي بجسدك الشريف أقبل رأسك وجبينك وأجلس عن يمينك في الفردوس الأعلى ننتظر سوياً تجلى الرب تبارك وتعالى كي نراه ويتم علينا نعمته.
أتعلم ياحبيب الله أنني أصبح وأمسي على أنغام تلك اللحظة ، أتعلم أنني أتصبر في دنياي وأعلل نفسي وأقول لها دوماً : يا نفس كم تقاسين من الألم في دنياك؟ كم من بلاء نزل بك ؟ ألا تحبين لحظة تغدوين فيها على حبيبك في الفردوس الأعلى، إنها أملي الذي أحيا عليه ولولاه لضاق بي الفضاء وما وسعتني الأرض على رحابتها.
آهٍ على تلك اللحظة .. رائعة تلك اللحظة التي أجالسك فيها ، أحدثك فيها عن هذه الدنيا ، وما قاسيناه فيها ، وما لقينا فيها من عنت، أحدثك فها كم كانت كلمتك " وددنا لو رأينا إخواننا " بلسماً لجراحنا، وكم كانت لنا هي الحياة إذ عبست الحياة في وجوهنا، وكم كانت هي السعادة إذ أدارت لنا السعادة ظهرها، أحدثك فيها وأضاحكك وأسامرك وأملأ عيني من نضارة وجهك العظيم.
نظرة من عينيك يا رسول الله تنسيني بؤس الأيام، وشربة من كأس الكوثر تذهب ظمأ الحياة، وبسمة من ثغرك الجميل تعيد إلى سعادة الليالي.
لست أبالي بعدها أكان لي في الجنة قصر أو قصران ، أو زوجة أو اثنتان. فذك هو النعيم والله.
أعلم يقيناً أن اللوم سيأتيني من كل حدب وصوب، وستختلف في قولي هذا المذاهب والأفكار، فلست أقول لهم إلا كما قال المتنبي :
القلب أعـلم ياعذول بدائه وأحق منك بجفنه وبمــائهِ
لاتعذل المشتاق في أشواقهِ حتى يكون حشاك في أحشائهِ
إن القتيل مضرّجا بدموعهِ مثل القتيل مضرّجاً بدمــائهِ
فالعهد العهد يا حبيبي يا رسول الله.
اللهم إني أستودعك عهدي هذا فاحفظه أنت خير حافظاً.
.
اللهم أنلنا شفاعته وأفض علينا من بركاته واملأ قلوبنا بحبه.
وصلي اللهم وزد وبارك على محمد وعلى ال محمد وسلم تسليما كثيرا....(صلوا على محمد )...
منقول مع التعديل.
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم