عفواً أقصد نظام ساهر فقد خانني التعبير
لا يكاد المرء في الآونة الأخيرة إلا ويسمع صرير الأقلام مترجمة مشاعر الناس على مختلف مستوياتهم المادية مما تفعله «كاميرات ساهر» في جيوبهم وقد قرأنا الكثير من ذلك على صفحات الجرائد وفي الإنترنت نثراً وشعراً، وإذا كان الشعر هو أكثر ما أثار الخواطر، فقد قرأت لشاعرنا الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي قصيدته وهي قصيدة طويلة وصف فيها شخصاً فقيراً كان يملك سيارة شبه خربة يؤجرها ليعيش عياله فالتهمه «ساهر» وذلك بقوله على لسان ذلك الفقير مخاطباً «ساهر»:
مُشكلتي ، أَوّلُها آخِرُ يكشف عن باطنها الظاهرُ
مشكلةٌ أتْعَبَني كَتْمُها حتى شكى من جورها الخاطرُ
أخفيتُها عنكم زماناً وفي أَعماقِ قلبي مَوْجها الهادِرُ
أمَّا وقد ضاقتْ بها مُهْجتي واغتالَ صبْري وحْشُها الكاسِرُ
فسوف أرويها ورزقي على ربِّي ، فربّي وَحْدَه القادِرُ
أنا أخو السبعين عاماً ، شكا ممّا يعاني عَزْمُه الخائِرُ
مرَّتْ الأعوامُ مسكونةً بالهمِّ ، يَعوي ذِئْبُه الغادِرُ
ليس له مالٌ ، ولا عندَهُ بيتٌ ، ولا في عُشّه طائرُ
يسكن بالأُجْرَةِ في منزلٍ أناخَ فيهِ الأَلمُ الغَائِرُ
زوجتُه ، من حولها تِسْعَةٌ أَولادُهَا ، والقادمُ العاشِرُ
يصحو على ازعاج أصواتهم وكلّهم في لَهْوه سَادِرُ
يُبادرُ الفجرَ بسيّارةٍ دخانُها من خَلْفِها ثائِرُ
يَفِرُّ من أَولاده هارباً وقَلْبُه من حُبِّهم عَامِرُ
يبحثُ عن لُقْمَةِ عيشٍ لهم وقلبه مُحْتَسِبٌ صابر
أنا أخو السّبعينَ أَفْنَيتُها والقلبُ راضٍ وفمي ذاكِرُ
سيارتي رِزْقي ، وإنّي عَلَى ما يُنْعِمُ المَوْلَى به شاكرُ
أجوب آفاق الريّاضِ التي يعجزُ عن تحديدها الناظِرُ
لا شرقُها يدنو ولا غَرْبُها وقد تَمادَى خَطُّها الدَّائِرُ
أحصّل القُوْتَ بتأجيرها وحالتي يسترُها السَّاتِرُ
لكننّي أَصبحتُ في حَيْرةٍ وكم يعاني المُتْعَبُ الحائِرُ
أَتْعَبَ قلبي مَنْ له سَطْوةٌ تأْكلُ رزقي وأنا قاصِرُ
أنظمةٌ يضربني سيفها وسَيْفُها في ضَرْبِهِ باتِرُ
تحدّدُ السُّرْعَةَ في شارعٍ لا واردٌ فيه ولا صادرُ
ولا ((مُرورٌ)) ناصحٌ مرشدٌ ولا لحقّي عنده ناصِرُ
سبعونَ كيلاً حينما سِرْتُها سألتُ نفسي : هل أَنا سائِرٌ ؟
في كلّ رُكْنٍ تختفي مُقْلَةٌ مصنوعةٌ ، مَنْهَجُها جائِرُ
تَلْتَقِطُ الصورة في لَمْحةٍ فكلُّ مَاشٍ ، عندها ظاهرُ
كالبَرْق لكن مالها غيمةٌ ولا سحابٌ فوقَنا ماطِرُ
تَسْلُبُ من جيبي رِيالاتِهِ فَحَظُّ جيبي عندها عاثِرُ
أَلْفَا ريالٍ في مَدَى ليلةٍ وليس عندي عُشْرُها حَاضِرُ
مصيبةٌ -والله- بل عَثْرَةٌ ليس لها فيمن أرى جَابِرُ
لا تَقْصِمُ الظَّهْرَ ، ولكنَّها شيءٌ ثقيلٌ مُرْهِقٌ قَاهِرُ
أنا وأمثالي ضحايا لَهاَ وليس ذو الأموالِ والتَّاجِرُ
إنْ تسألوا عن سِرّ ما أشتكي فَهُوَ نِظامٌ ، إسمهُ ((سـَاهِرُ)) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[color=green]وبعد فترة قصيرة جداً تحركت شاعرية الشاعر الدكتور حيدر مصطفى البدراني عضو رابطة الأدب الإسلامي، فأنشأ قصيدة في ذم فعل - ساهر - وعدم إنصافه وما يتركه من أثر في نفوس الناس وبالذات الفقراء منهم /color]
شعر: د. حيدر مصطفى البدراني
(عضو رابطة الأدب الإسلامي)
حنانك لا تكن جائر
علي اليوم يا ساهر
ورفقاً بي إذا ما كن
تُ في سيارتي سائر
أو اني سرت مشغولاً
لربي ذاكراً شاكر
لكم سيارتي تحلو
بعينك أيها الساحر
مفاجأة على ومضا
تها يترنح العابر
لقد كلفتني ما لا
أطيق فلم أعد صابر
وبت أسير في دنياي
مثل التائه الحائر
أراقب أول اللوحات
لا أدري عن الآخر
بوجهٍ ملؤه حزنٌ
وطرفٍ دامع فاتر
وغاض جمال إشراقي
أنا المحبوب والآسر
وجيبي قد غدا صفراً
وجرح مصيبتي غائر
وقبلاً كنت في رغد
ورزقي فائض وافر
ولم أكُ ناكثاً عهداً
بيوم أو أكن غادر
ودارت دورة الدنيا
وولى عهديَ الزاهر
عجيب أن تطاردنا
وتحسب أنك الظافر
أتجعل مؤمناً براً
كمثل الملحد الكافر
وقلباً طاهراً حياً
كقلب الأرعن الفاجر
وما ذنبي إذا أسرعت
كنت الأول الماهر
وكنت بعالمي صقراً
أحلق في الفضا طائر
كذاك خلقت لا تعجب
لطيرٍ بارعٍ ثائر
أجوب عوالمي أسعى
على المحتاج والقاصر
ولا أدري متى يرضى
بك المقهور يا قاهر
وأين العفو والغفران
أين الصفح يا شاطر؟
وأين الحب والإحسان
في قاموسك الزاخر؟
فيا أسفى على حظٍ
بعينك دائماً عاثر
فكلٌ نحو شيمته
ولو طال المدى صائر
إذا لم تنصف المظلو
م والمتغرِّب الشاعر
فليس له سوى الشكوى
لربٍ عادلٍ قادر
ــــــــــــــــــــــــــــ
وأردت أنا الشاعر أحمد الدامغ المشاركة في هذا الموضوع الذي يكاد يكون واقعاً ملموساً يستاء منه الجميع ويتضرر منه الفقير قبل الغني فجاءت مشاركتي بلغة الشعر على النحو التالي:
أسأل الناس جميعاً شاعراً كان وناثرْ
فيجيبون بصوت واحد ما غير «ساهر»ْ
ساهر - جدَّ فأضحى فعله فعل المثابرْ
في اصطياد الناس ظلماً عاثياً فيهم وغادرْ
يرصد الغفلة منهم مختفٍ كاللص ماكرْ
يسلب الأموال قهراً كل جيب منه خاسرْ
عينه فيها تساوى مشتكي الفقر وتاجرْ
ظلمه أمسى مباحاً ما لمظلومه ناصرْ
كاميرات ذات ضوء كاشف من كان سائرْ
هو بالمرصاد دوماً منه ما يفلت ماهرْ
يبصر الوارد منا وهو بالصادر خابرْ
أي جيب ما غزاه إن يكن ذاك.. فنادرْ
كم خلا جيبُ فَقير راغم الأنف وصاغرْ
بعدما كان مليئاً ضامناً عيش الأصاغرْ
ليته يغفو قليلاً ليغُضّ الطرف شاعرْ
أو ينام النومة الكب رى كأصحاب المقابرْ
فهي ما يرجوه قوم صار فيهم - جدّ - جائرْ
فالجزاء عمّ قوياً وضعيفاً صار حائرْ
قوله - سدد رجاءً قبل أن - ندبّل - حاضرْ
ويصير الضعيف ضعيف ن على من ليس قادرْ
محكماً صنع شراك فخه صاد النوافرْ
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم