بقلم : خميس النقيب
ثلاث فرق من كثير من الأمم تكالبت علي قصعة المسلمين ، تنهش في لحومهم ، وتهزأ بأعراضهم ، وتحرق قرانهم ، في حقد دفين ، وغل لعين ، وإفك مبين ، قد يكون للتسلية ، وقد يكون للانتقام ، وقد يكون لصرف المسلمين عن قضاياهم ألكبري ...!!! لكن لاشك انه حقد ممنهج ...!! وغل مبرمج ...!! و وإفك مخطط ومهدف ومسرج ...!! من لدن ادم وحتى قيام الساعة ...!! من ( اليهود ، والنصارى ، والرافضة ) ما صنعوه بالأمس هو هو ما فعلوه اليوم وكل يوم ...!!!" كيف ؟!!
الأعداء لا يحبون شريعة السماء :
لا يحبون لهدي الإسلام أن يصل ، ولا يريدون لصوت القران أن يسمع " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ "(فصلت:26)
لا يحبون للمسلم أن يسعد و لا يريدون للخير أن ينزل " مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " (البقرة:105)
لا يحبون للإسلام أن ينتشر ولا يريدون للحق أن ينتصر" وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً "(الكهف:56)
لا يحبون للمسلم أن يستقر ، ولا يريدون لعرضه أن يحفظ ...!! وما لاكوه علي أم المؤمنين اليوم ، هو نفسه ما صنعوه بالأمس" إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ "(النور:11)
وهم سيستمرون في ذلك لاستمرار حقدهم وغلهم وافكهم ...!!! كيف ؟!
يقلبون الحقائق بل ويكرهون الخير..! " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ "(الأحقاف:11)
تطاول وسفه وتجرؤ علي الله :
يتطا ولون علي رب العباد ويوقدون الحروب و ينسجون الفساد...!" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "(المائدة:64)
يستمرون في السفه ويشككون في الدين "سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "(البقرة142)
كل هذا والمسلمون ساهون غافلون ساكنون لهؤلاء موالون وعلي ما يفعلون ساكتون ..!! إلا ما رحم ربي..!! وكان السكون والسكوت مرضي العصر ...!!
لماذا..؟! والله يقول " وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً "(النساء:140) فقط عزلتهم - هل هذه لا نقدر عليها ؟! إنها اضعف اضعف الإيمان ...!! وإلا نكن منهم ..!! لكن هل الإفساد يباد ؟! هل المفسدين ينقلبوا مصلحين ؟! هل مصلحة المجموع تعلوا علي مصلحة الفرد ؟!! إذا كانت الإجابة نعم سيصلح الله حالنا ، وسيحترمنا أعداءنا ....!! أما إذا كانت الإجابة نعم فأحيلكم إلي آخر مقطع في الآية السابقة ...!! وادعوكم لمراجعة حديث النبي صلي الله عليه وسلم ... عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت قال الشيخ الألباني : صحيح
حال مسلمي اليوم :
مسلمي اليوم – إلا من رحم الله - راحوا ينظرون أمهاتهم تسب فيستكينون ، وكتابهم يحرق فيرضخون ويستسلمون ، وأعراضهم تنتهك فيضحكون ويتسامرون ويلهون ، لماذا ؟! (أحبوا الدنيا وكرهوا الموت ) صحيح الألباني ، أصابهم حب الدنيا تحاصرهم شهواتها كما يحاصر الوحش فريسته ، ويدورون حولها كما يدور الثور في ساقيته ، وكراهية الموت تجعلهم يفضلون حياة ذليلة يموتون خلالها كل يوم موتات"إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ *أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ " (يونس: 7: علي موت كريم يحيون بعده حياة العزة والكرامة والخلود " وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ* لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيد ٌ( ق : 31-35 )
أين المسلمون من هذا المجد ؟!:
مناضلات في ارض الرباط ، أخوات في ارض الإسراء ، مجاهدات في ارض الجهاد يتعرضن لجرح حياءهم الذي هو من حياء الأمة ...!! وخدش كرامتهم التي هي من كرامة الأمة ..!! ....!! أمهات المؤمنين يتعرضن للسب ...!! آيات الله يتعرضن للحرق ...!! والإنكار باليد معدوم ...!! والاستنكار باللسان مكلوم...!! والرفض بالقلب مرصود لكنه غير معلوم ...!! هل هذه امة القران ؟! هل هذه امة الاسلام ؟! هل هذه امة محمد عليه الصلاة والسلام ؟!
أين المسلمون من عزوة بني قينقاع وما قامت من اجله ، وما نتج عنها ...!!
كان سبب الغزوة ما حدث لتلك المرأة المسلمة زوجة أحد المسلمين الأنصار ، التي كانت في السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها ، وأثناء وجودها في محل ذلك الصائغ اليهودي ، حاول بعض المستهترين من شباب اليهود رفع حجابها والحديث إليها ، فتمنعت وأنهته . فقام صاحب المحل الصائغ اليهودي بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها ، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها. فاخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهم . فتقدم رجل مسلم عزيز شهم...!! رأى ما حدث لها ، فهجم على اليهودي فقتله ، ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه فلقي ربه شهيدا ..!! لكن ماذا صنع رسول الله صلي الله عليه وسلم هل سكت ؟!كلا!
قام بحصار اليهود خمسة عشر ليلة حتى وافقوه على حكمه وحاول أحد المنافقين التوسط فغضب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأجلاهم عن المدينة ..!!
لقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع من يهود بني قينقاع الذي يدل على الخيانة والغدر ونقض العهد وخرج ومعه المسلمون لمعاقبتهم فحاصروهم حتى اضطرهم إلى الاستسلام والنزول على حكمه الذي قضى بإخراجهم من ديارهم جزاء غدرهم وخيانتهم وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة .
أمام ما يحدث الآن هل من غضبة لله ولرسوله ؟! للأسف فقدنا الغضبة- حتى ولو كانت سلمية - لله ولرسوله..!!
أين المسلمون من زمن المعتصم وما ثار من اجله وما نتج عن ذلك ؟! وقصة الخليفة ثابتة في كل كتب السيرة تقريبا ...!!.
قدم رجل علي الخليفة للمعتصم فقال: يا أمير المؤمنين : كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة جليلة تساوم روميا في سلعة وحاول أن يتغفلها ففوتت عليه غرضه , فأغلظ لها ، فردت عدوانه بمثله , فلطمها على وجهها لطمة فصاحت في لهفة : ومعتصماه ..!!فقال الرومي : وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي....!! ؟ -ورومان اليوم يتغنون بذلك لضعف المسلمين ...!! –فأمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عمورية فمضى إليها فلما استعصت عليه قال : اجعلوا النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها :هل أجابك المعتصم قالت نعم...فلما استقدم الرجل قالت له : هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك قال : قولي فيه قولك .
قالت : أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي . بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له .فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها : لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأر لك . ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر
هذا هو مجد أمتنا ...!! هذا هو فخر امتنا ...!! امة الاسلام ..!! امة القران ..!! أمة لا إله إلا الله ..امة محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كم من مستغيث يستغيث و اسلاماه ...!! هل يغاث ؟!! كم من مناد يناد ومعتصماه..!! هل يلبي ؟!! أين معتصم اليوم ؟! هل عقرت نساء العرب والمسلمين أن يلدن أمثال المعتصم ...!!
قد ناديت لو أسمعت حيا لكن لا حياة لمن تنادي
وهذا الذي يدمي القلب ، ويجرح المشاعر، ويوخز الضمير....! لكن قلب من ومشاعر وضمير من ...؟!!
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ٍ إن كان في القلب إيمان وإسلام
ما العمل ..؟!!
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "(المائدة:57)
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ "(آل عمران :118)
فلما هذا التقاعس ؟! ولما هذا السكون ؟! ولما هذا التخاذل ؟!ولما هذا الخمول ؟! وقد أصبح الأعداء يحاربون كل ارض فيها إسلام! ماذا ننتظر...؟!! ؟" وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً"(النساء : 75)
فالأعداء يخططون للقضاء على الأمة، و ينفذون هذا المخطط أمام أعين العالم الإسلامي كله0 ومسمع أحرار الدنيا كلهم ..!! ولا يفعل العالم الإسلامي شيئا غير الشجب والتنديد ، والنحيب والصراخ والاستنكار والرضوخ.....!!
بعضهم وإن كان يظهر المحبة للإسلام وأهله فإنه يكمن في داخله غيظ وحقد وكره( أصيل وعقدي) ...!! : ولا يظهرذلك إلا عندما يكون المسلمون في ضعف وهوان واستسلام وخذلان ...!!كما هو حال الأمة الآن...!! تكالبوا علي قصعتها و انقضوا علي أعراضها ليفترسوها كما يفترس الذئب فريسته المستسلمة في خنوع وخضوع...!!
الاستهزاء من قديم ...! "وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "(الأنعام"10؟).." وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " (الحجر: 11)
لكن المستهزئين كانوا يحذرون الفضيحة ...!!"يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ "(التوبة:64)
وكانوا إذا سئلوا قالوا نخوض ونلعب "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ "( التوبة:65)
أما عداء اليوم فيهزئون علنا ويسبون نهارا جهارا ...!! لماذا ؟!!
لما حدث للأمة من هوان وأصبحت غثاء كغثاء السيل إ بتفرقها ، وتشرذمها ، وتشتتها ،وعدم نصرتها لبعضها البعض ، حتى استفرد بنا الأعداء واحد تلو الآخر –لقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض…!!.
إن غلامين من مسلمي الأمس سمعا أن رأس الكفر أبو جهل يسب رسول الله فغضبا وثارا..ثم ماذا ؟! ...!!
غلامين نجيبين من أبناء الصحابة رضي الله عنهم سمعا أن أبا جهل يسب رسول الله صلى الله وسلم فما أستطاع واحد منهما أن يصبر لحظة واحدة على هذا الخبيث الذي يسب الحبيب عليه الصلاة والسلام ، فعزما في التو واللحظة أن يذهبا إليه ليقتلاه ..!! كيف ؟! قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنى لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني لم أمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه ياعم أرني أبا جهل فقلت يا أبن أخي فما تصنع به ؟
قال سمعت أمي تقول أنه يسب رسول الله ، قال والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموتالآعجل منا ،فتعجبت لذلك قال وغمزنى الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل يجول في الناس فقلت ألا تريان هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه
قال :فابتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله (ص) فقال : أيكما قتله ؟؟؟فقال كل واحد منهماأنا قتلته قال :هل مسحتما سيفيكما ؟؟؟ فقالا :لا فنظر رسول الله إلى السيفين فقال :كلاكما قتله ...!! قال ابن إسحاق قال معاذ بن عمرو بن الجموح سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة وهى الشجر الملتف لا يوصل إليها شبه رماح المشركين وسيوفهم التي كانت حول أبو جهل لحفظه بهذه الشجرة وهم يقولون :أبو الحكم لا يخلص إليه قال سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه فلما أمكنني حملت منه فضربته ضربة أطنت قدمه أطارتها بنصف ساقه قال : فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومي وأنا لأسحبها خلفي فلما أذتنى وضعت عليها قدمي ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها
إنه لمشهد مهيب ليجعل المؤمن يراجع نفسه مرة أخرى ويتساءل كيف أستطيع أن أربى أولادي ليكونوا شبيها بهؤلاء العمالقة ...الأفذاذ... الأطهار...! غلمان الأمس ورجال اليوم ..!!من الأجدر ومن الأفضل ومن الأجمل ...؟! من لأخوات المسلمين ؟! ومن لأمهات المؤمنين؟! ، ومن لآيات القران كتاب الموحدين ..؟!!
إن ما تمر به الأمة الإسلامية الآن من محنة عظيمة وشدة كبيرة، فأصبحت كالغنم في الليلة المطيرة، لا تعرف إلى من تركن ومع من تقف...!! ، لا تدري من توالى ومن تعادى...!! وذلك بعد الغزو الفكري الذي يبثه أعداء الإسلام، ويسوقه منافقي المسلمين في حملتهم القذرة لتشويه الإسلام والمسلمين فهل من معتصم جديد يعيد المجد السليب ، هل من معوذ جديد يعيد الكرامة المهدرة ، هل من جيل جديد يبعث الحياء ويعيد البناء ويرضي رب الأرض والسماء
هل من بعث جديد يخرج العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة
اللهم أكرمنا بطاعتك ولا تزلنا بمعصيتك ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين
ثلاث فرق من كثير من الأمم تكالبت علي قصعة المسلمين ، تنهش في لحومهم ، وتهزأ بأعراضهم ، وتحرق قرانهم ، في حقد دفين ، وغل لعين ، وإفك مبين ، قد يكون للتسلية ، وقد يكون للانتقام ، وقد يكون لصرف المسلمين عن قضاياهم ألكبري ...!!! لكن لاشك انه حقد ممنهج ...!! وغل مبرمج ...!! و وإفك مخطط ومهدف ومسرج ...!! من لدن ادم وحتى قيام الساعة ...!! من ( اليهود ، والنصارى ، والرافضة ) ما صنعوه بالأمس هو هو ما فعلوه اليوم وكل يوم ...!!!" كيف ؟!!
الأعداء لا يحبون شريعة السماء :
لا يحبون لهدي الإسلام أن يصل ، ولا يريدون لصوت القران أن يسمع " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ "(فصلت:26)
لا يحبون للمسلم أن يسعد و لا يريدون للخير أن ينزل " مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " (البقرة:105)
لا يحبون للإسلام أن ينتشر ولا يريدون للحق أن ينتصر" وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً "(الكهف:56)
لا يحبون للمسلم أن يستقر ، ولا يريدون لعرضه أن يحفظ ...!! وما لاكوه علي أم المؤمنين اليوم ، هو نفسه ما صنعوه بالأمس" إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ "(النور:11)
وهم سيستمرون في ذلك لاستمرار حقدهم وغلهم وافكهم ...!!! كيف ؟!
يقلبون الحقائق بل ويكرهون الخير..! " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ "(الأحقاف:11)
تطاول وسفه وتجرؤ علي الله :
يتطا ولون علي رب العباد ويوقدون الحروب و ينسجون الفساد...!" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "(المائدة:64)
يستمرون في السفه ويشككون في الدين "سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "(البقرة142)
كل هذا والمسلمون ساهون غافلون ساكنون لهؤلاء موالون وعلي ما يفعلون ساكتون ..!! إلا ما رحم ربي..!! وكان السكون والسكوت مرضي العصر ...!!
لماذا..؟! والله يقول " وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً "(النساء:140) فقط عزلتهم - هل هذه لا نقدر عليها ؟! إنها اضعف اضعف الإيمان ...!! وإلا نكن منهم ..!! لكن هل الإفساد يباد ؟! هل المفسدين ينقلبوا مصلحين ؟! هل مصلحة المجموع تعلوا علي مصلحة الفرد ؟!! إذا كانت الإجابة نعم سيصلح الله حالنا ، وسيحترمنا أعداءنا ....!! أما إذا كانت الإجابة نعم فأحيلكم إلي آخر مقطع في الآية السابقة ...!! وادعوكم لمراجعة حديث النبي صلي الله عليه وسلم ... عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت قال الشيخ الألباني : صحيح
حال مسلمي اليوم :
مسلمي اليوم – إلا من رحم الله - راحوا ينظرون أمهاتهم تسب فيستكينون ، وكتابهم يحرق فيرضخون ويستسلمون ، وأعراضهم تنتهك فيضحكون ويتسامرون ويلهون ، لماذا ؟! (أحبوا الدنيا وكرهوا الموت ) صحيح الألباني ، أصابهم حب الدنيا تحاصرهم شهواتها كما يحاصر الوحش فريسته ، ويدورون حولها كما يدور الثور في ساقيته ، وكراهية الموت تجعلهم يفضلون حياة ذليلة يموتون خلالها كل يوم موتات"إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ *أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ " (يونس: 7: علي موت كريم يحيون بعده حياة العزة والكرامة والخلود " وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ* لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيد ٌ( ق : 31-35 )
أين المسلمون من هذا المجد ؟!:
مناضلات في ارض الرباط ، أخوات في ارض الإسراء ، مجاهدات في ارض الجهاد يتعرضن لجرح حياءهم الذي هو من حياء الأمة ...!! وخدش كرامتهم التي هي من كرامة الأمة ..!! ....!! أمهات المؤمنين يتعرضن للسب ...!! آيات الله يتعرضن للحرق ...!! والإنكار باليد معدوم ...!! والاستنكار باللسان مكلوم...!! والرفض بالقلب مرصود لكنه غير معلوم ...!! هل هذه امة القران ؟! هل هذه امة الاسلام ؟! هل هذه امة محمد عليه الصلاة والسلام ؟!
أين المسلمون من عزوة بني قينقاع وما قامت من اجله ، وما نتج عنها ...!!
كان سبب الغزوة ما حدث لتلك المرأة المسلمة زوجة أحد المسلمين الأنصار ، التي كانت في السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها ، وأثناء وجودها في محل ذلك الصائغ اليهودي ، حاول بعض المستهترين من شباب اليهود رفع حجابها والحديث إليها ، فتمنعت وأنهته . فقام صاحب المحل الصائغ اليهودي بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها ، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها. فاخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهم . فتقدم رجل مسلم عزيز شهم...!! رأى ما حدث لها ، فهجم على اليهودي فقتله ، ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه فلقي ربه شهيدا ..!! لكن ماذا صنع رسول الله صلي الله عليه وسلم هل سكت ؟!كلا!
قام بحصار اليهود خمسة عشر ليلة حتى وافقوه على حكمه وحاول أحد المنافقين التوسط فغضب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأجلاهم عن المدينة ..!!
لقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع من يهود بني قينقاع الذي يدل على الخيانة والغدر ونقض العهد وخرج ومعه المسلمون لمعاقبتهم فحاصروهم حتى اضطرهم إلى الاستسلام والنزول على حكمه الذي قضى بإخراجهم من ديارهم جزاء غدرهم وخيانتهم وكان ذلك في منتصف شوال من السنة الثانية للهجرة .
أمام ما يحدث الآن هل من غضبة لله ولرسوله ؟! للأسف فقدنا الغضبة- حتى ولو كانت سلمية - لله ولرسوله..!!
أين المسلمون من زمن المعتصم وما ثار من اجله وما نتج عن ذلك ؟! وقصة الخليفة ثابتة في كل كتب السيرة تقريبا ...!!.
قدم رجل علي الخليفة للمعتصم فقال: يا أمير المؤمنين : كنت بعمورية فرأيت بسوقها امرأة عربية مهيبة جليلة تساوم روميا في سلعة وحاول أن يتغفلها ففوتت عليه غرضه , فأغلظ لها ، فردت عدوانه بمثله , فلطمها على وجهها لطمة فصاحت في لهفة : ومعتصماه ..!!فقال الرومي : وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي....!! ؟ -ورومان اليوم يتغنون بذلك لضعف المسلمين ...!! –فأمر المعتصم بأن يستعد الجيش لمحاصرة عمورية فمضى إليها فلما استعصت عليه قال : اجعلوا النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها :هل أجابك المعتصم قالت نعم...فلما استقدم الرجل قالت له : هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك قال : قولي فيه قولك .
قالت : أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي . بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له .فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها : لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأر لك . ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر
هذا هو مجد أمتنا ...!! هذا هو فخر امتنا ...!! امة الاسلام ..!! امة القران ..!! أمة لا إله إلا الله ..امة محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كم من مستغيث يستغيث و اسلاماه ...!! هل يغاث ؟!! كم من مناد يناد ومعتصماه..!! هل يلبي ؟!! أين معتصم اليوم ؟! هل عقرت نساء العرب والمسلمين أن يلدن أمثال المعتصم ...!!
قد ناديت لو أسمعت حيا لكن لا حياة لمن تنادي
وهذا الذي يدمي القلب ، ويجرح المشاعر، ويوخز الضمير....! لكن قلب من ومشاعر وضمير من ...؟!!
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ٍ إن كان في القلب إيمان وإسلام
ما العمل ..؟!!
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "(المائدة:57)
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ "(آل عمران :118)
فلما هذا التقاعس ؟! ولما هذا السكون ؟! ولما هذا التخاذل ؟!ولما هذا الخمول ؟! وقد أصبح الأعداء يحاربون كل ارض فيها إسلام! ماذا ننتظر...؟!! ؟" وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً"(النساء : 75)
فالأعداء يخططون للقضاء على الأمة، و ينفذون هذا المخطط أمام أعين العالم الإسلامي كله0 ومسمع أحرار الدنيا كلهم ..!! ولا يفعل العالم الإسلامي شيئا غير الشجب والتنديد ، والنحيب والصراخ والاستنكار والرضوخ.....!!
بعضهم وإن كان يظهر المحبة للإسلام وأهله فإنه يكمن في داخله غيظ وحقد وكره( أصيل وعقدي) ...!! : ولا يظهرذلك إلا عندما يكون المسلمون في ضعف وهوان واستسلام وخذلان ...!!كما هو حال الأمة الآن...!! تكالبوا علي قصعتها و انقضوا علي أعراضها ليفترسوها كما يفترس الذئب فريسته المستسلمة في خنوع وخضوع...!!
الاستهزاء من قديم ...! "وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "(الأنعام"10؟).." وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " (الحجر: 11)
لكن المستهزئين كانوا يحذرون الفضيحة ...!!"يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ "(التوبة:64)
وكانوا إذا سئلوا قالوا نخوض ونلعب "وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ "( التوبة:65)
أما عداء اليوم فيهزئون علنا ويسبون نهارا جهارا ...!! لماذا ؟!!
لما حدث للأمة من هوان وأصبحت غثاء كغثاء السيل إ بتفرقها ، وتشرذمها ، وتشتتها ،وعدم نصرتها لبعضها البعض ، حتى استفرد بنا الأعداء واحد تلو الآخر –لقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض…!!.
إن غلامين من مسلمي الأمس سمعا أن رأس الكفر أبو جهل يسب رسول الله فغضبا وثارا..ثم ماذا ؟! ...!!
غلامين نجيبين من أبناء الصحابة رضي الله عنهم سمعا أن أبا جهل يسب رسول الله صلى الله وسلم فما أستطاع واحد منهما أن يصبر لحظة واحدة على هذا الخبيث الذي يسب الحبيب عليه الصلاة والسلام ، فعزما في التو واللحظة أن يذهبا إليه ليقتلاه ..!! كيف ؟! قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنى لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن فكأني لم أمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه ياعم أرني أبا جهل فقلت يا أبن أخي فما تصنع به ؟
قال سمعت أمي تقول أنه يسب رسول الله ، قال والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموتالآعجل منا ،فتعجبت لذلك قال وغمزنى الآخر فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل يجول في الناس فقلت ألا تريان هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه
قال :فابتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله (ص) فقال : أيكما قتله ؟؟؟فقال كل واحد منهماأنا قتلته قال :هل مسحتما سيفيكما ؟؟؟ فقالا :لا فنظر رسول الله إلى السيفين فقال :كلاكما قتله ...!! قال ابن إسحاق قال معاذ بن عمرو بن الجموح سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة وهى الشجر الملتف لا يوصل إليها شبه رماح المشركين وسيوفهم التي كانت حول أبو جهل لحفظه بهذه الشجرة وهم يقولون :أبو الحكم لا يخلص إليه قال سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه فلما أمكنني حملت منه فضربته ضربة أطنت قدمه أطارتها بنصف ساقه قال : فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومي وأنا لأسحبها خلفي فلما أذتنى وضعت عليها قدمي ثم تمطيت بها عليها حتى طرحتها
إنه لمشهد مهيب ليجعل المؤمن يراجع نفسه مرة أخرى ويتساءل كيف أستطيع أن أربى أولادي ليكونوا شبيها بهؤلاء العمالقة ...الأفذاذ... الأطهار...! غلمان الأمس ورجال اليوم ..!!من الأجدر ومن الأفضل ومن الأجمل ...؟! من لأخوات المسلمين ؟! ومن لأمهات المؤمنين؟! ، ومن لآيات القران كتاب الموحدين ..؟!!
إن ما تمر به الأمة الإسلامية الآن من محنة عظيمة وشدة كبيرة، فأصبحت كالغنم في الليلة المطيرة، لا تعرف إلى من تركن ومع من تقف...!! ، لا تدري من توالى ومن تعادى...!! وذلك بعد الغزو الفكري الذي يبثه أعداء الإسلام، ويسوقه منافقي المسلمين في حملتهم القذرة لتشويه الإسلام والمسلمين فهل من معتصم جديد يعيد المجد السليب ، هل من معوذ جديد يعيد الكرامة المهدرة ، هل من جيل جديد يبعث الحياء ويعيد البناء ويرضي رب الأرض والسماء
هل من بعث جديد يخرج العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة
اللهم أكرمنا بطاعتك ولا تزلنا بمعصيتك ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم