الحوار أثناء الخطوبة .. بوابة السعادة بعد الزواج
يغفل بعض المخطوبين عن الأدوار الحقيقية التي تلعبها فترة الخطوبة في التقريب بينهم، والتعريف بهم، وتقليل فجوة الخلاف، وتعميق أواصر الصداقة والحوار، وينشغلون بأمور ثانوية خلال هذه الفترة لا تسمن ولا تغني من جوع، مثل: تبادل كلمات العشق والهوى، والحديث في أمور ثانوية لا تؤسس العلاقة، ويتحمل الطرفان بعد الزواج نتيجة سوء استغلالهما لفترة الخطوبة، فلو أدركا أهمية الحوار قبل الزواج لما اشتكيا من صعوبته بعد الزواج.
وهنا يكمن السؤال
: كيف نتحاور أثناء الخطبة؟ كيف نتأكد من "أهلية" الطرف الآخر لشراكة الحياة الزوجية؟ كيف نتواصل معه دون إثارة مشاكل مستقبلية؟ ما الموضوعات التي يجب أن نطرحها على طاولة النقاش؟ وما المسكوت عنه الذي يجب ألا نتطرق إليه؟ أسئلة كثيرة نحاول أن نطرحها على الخبيرة الاجتماعية الأستاذة نجلاء محفوظ- كاتبة صحفية، والرئيس المناوب للقسم الأدبي بجريدة الأهرام المصرية- وكان لنا معها هذا الحوار:
ما أهمية فترة الخطوبة؟
هي فترة مهمة جداً في بناء العلاقة الزوجية؛ فمن خلالها يتعرف المرء على جوانب في شخصية الطرف الآخر، وهنا تكمن أهمية الحوار بين الخطيبين، يتعلم كلاهما فنون إدارة الحوار، ويكون الحوار موجهًا، وليس عبثيًا.
ما لغة الحوار التي يجب أن يستعملها الخطيبان؟
يجب أن يكون هناك احترام في التعامل مع الطرف الآخر، والبعد عن الابتذال والمزاح من خلال السباب، كما لا يصح مقارنة الطرف الآخر بالآخرين، وليكن الحوار بين الطرفين بسيطًا دون تكلف، ويساهم الود المشترك في إنجاح الحوار بين الطرفين؛ بشرط ألا تتحول لغة الود إلى "دلال".
ويجب أن يسعى كل طرف إلى معرفة أكبر قدر من المعلومات عن شخصية الطرف الآخر من خلال إظهار حب التعرف والصداقة والرغبة في بناء الجسور دون إلحاح أو ضغط، كما يجب أن يختار الخطيبان الوقت المناسب لإجراء هذا الحوار الفعال، والتوقف عن الحوار إذا قرب على المشاجرة قبل حدوث أي خسائر؛ مع تبادل أدوار المستمع والمتكلم بينهما، وعدم الضغط لنسخ الآخر على هوانا.
وإذا كانت هناك قضايا تحتاج للحسم -مثل عمل الفتاة بعد الزواج- يجب أن تطرحها بأسلوب مقنع وإيجابي، وأن يحسم الأمر قبل الزواج وعدم تأجيله إلى بعد الزواج؛ لأن كثيرين في فترة الخطوبة يؤجلون المشاكل كلها إلى بعد الزواج حتى لا تحدث مشكلة في فترة الخطوبة!
ولكني هنا أنصح بأن يتم طرح الموضوعات التي تحتاج إلى حسم بشكل عاقل وحكيم، ووضع الخيارات بدلا من تهديد الطرف الآخر بفسخ الخطوبة إذا لم يستجب لمطالبه.
هل للخلاف في فترة الخطوبة دلالة على مستقبل العلاقة الزوجية؟
القدر المسموح به في الخلاف هو الخلاف في وجهات النظر في الحياة، مثل الاختلاف بين الأصدقاء، فمن العجيب أننا نتقبل خلافاتنا مع أصدقائنا بصدر رحب، غير أننا نطلب من شريك حياتنا أن يكون نسخة منا، ويتطابق مع أفكارنا وميولنا برحابة صدر.
وينجح الحوار بين الخطيبين إذا تم إدارته كالحوار بين الأصدقاء، فمن الخطورة أن يكون هناك تحفز لرأي الطرف الآخر، وتفسيره على المحمل السيئ، وإصدار أحكام مسبقة للحكم على آراء شريك الحياة.
إلى أي حد يمكن أن يكون الخلاف في وجهات النظر في حدود المسموح؟
ليس بالضرورة أن يكون الطرفان متطابقين-كما سبق أن أشرت بالقول- وأرى أن الخلاف في التفاصيل ضروري لإثراء الحياة؛ لأننا لا يمكن أن نتزوج بمن هم نسخة لذاتنا.
ولكن يجب الوقوف أمام بعض الصفات السلبية التي يمكن أن نكتشفها مبكراً؛ مثل: عدم التدين، انعدام الشخصية والانسياق لكلام الآخرين في الكبيرة والصغيرة، رغبة الفتاة في فرض شخصيتها بالقوة، بخل الرجل... إلخ.
[IMG]http://reema20032003.******************************.com/HKG.gif[/IMG]
هل يمكن أن يتدخل الأهل في تفعيل الحوار بين الخطيبين؟ وما القدر المناسب لتدخلهم؟
يكمن دور الأهل في أن يتم الحوار تحت رعايتهم، وتوفير مكان مفتوح في البيت أمام الأسرة، ودور الأم هو توعية البنت بأن فترة الخطوبة ليست مجرد سماع كلمات حلوة من الخاطب، ولكنها جزء من الحوار.
وكما يقول المثل: تكلم كي أراك.. وهنا يكون دور الأهل، مجرد توجيه خارجي لشكل الحوار وأهم عناصره، ولكن على الطرفين عدم حكي تفاصيل الحوار للأهل إلا للاستشارة الضرورية من أهل الخبرة فقط، وعدم استشارة الأصدقاء في الأمور الخاصة بين الخطيبين؛ لأن افتقادهم للخبرة سينعكس بالضرورة على استشاراتهم، واقتراحاتهم.
ما الموضوعات التي يجب أن يطرحها الخطيبان في هذه الفترة؟
من المهم أن يتعرف كل طرف على الاهتمامات الشخصية للطرف الآخر، وتصوراته لكيفية الحياة في المستقبل ومعلومات أكثر عن أهل الطرفين، ومناقشة الأمور المستقبلية بهدوء تجنبًا لحدوث مفاجآت مستقبلية.
ما الموضوعات التي تحذرين من أن يطرحها الخطيبان في هذه الفترة؟
هناك قائمة من الموضوعات أحذر من تناولها في أجندة الحوار أثناء فترة الخطوبة؛ من بينها:
* عدم الخوض في الكلام عن الجنس
ينبغي تجنب الحديث في الجنس؛ لأنه حرام، وكذلك لأن الكلام في الجنس لا يتوقف عند مستوى الحديث، بل يتدرج إلى الفعل، كما يمكن أن تحدث بينهما مشاكل بسبب الجنس قد تؤدي إلى إفشال الخطوبة، وقد يشك الخاطب في خطيبته بسبب تجاوبها معه حتى وإن كان هو المُلِّح على فتح هذه الموضوعات.
والخطورة الحقيقية أن الانشغال في الأحاديث الجنسية تشغل الطرفين عن التعرف على شخصية كل منهما؛ لأن الرغبة الجنسية تطغى عليهما ليتجاهلا اكتشاف بعضهما بعضًا، ويجب غلق هذا الموضوع بحسم شديد جدًا.
* عدم إفشاء الفتاة لأسرار أهلها
فلو كانت الفتاة على مشاكل مع أهلها، فالأفضل ألا تفشي أسرار أسرتها، وأن تمسك لسانها، وتستر هذه الخلفيات؛ حتى لا تدفع بعد الزواج ثمن هذه الاعترافات الأسرية، فهناك من الأزواج من يستغلون هذه المعلومات في إحراج الزوجة، وكسر شكيمتها.
الخطوبة ..وعد بالزواج ..وفرصة شرعية لدراسة شخصية كل طرف واختيار مدى إرتياحه للآخر
فى إطار الأسرة ووسط الناس حتى يصلا إلى قرار الزواج من دون مشاكل أو خروج عن آداب الإسلام هذا الإطار هو الذى يضمن كما يقول الداعية عمرو خالد نجاح الخطوبة بعد أن تبين أن نحو 25% من حالات الفسخ تحدث بسبب أخطاء الطرفين أو تساهل الفتاة وهروب الشاب بدعوى أن من نال مأربه منها لا تصلح للزواج !
فى حواره الأسبوعى يناقش عمرو خالد حقوق وواجبات كل من الخطيبين خلال هذه المرحلة التى تؤثر على مستقبلهما وتبشر بنجاح الزواج أو تنذر بفشله.
العرف جزء من الشريعة
فى الماضى لم يكن هناك عقد مكتوب للزواج وكانت هناك قراءة الفاتحة بين الأهل تعنى إتمام الإتفاق على الزواج ما الفرق بين قراءة الفاتحة فى الماضى وهذه الأيام ؟
فى الماضى كان الناس أقل من الأن بكثير وكان الإشهار يجعل الناس فى ذلك الزمان يعرفون من تزوج من .. فكل شىء كان واضحاً ولا يستوجب عقود موثقة للزواج
لكن من التطور الضخم الذى حدث فى تعداد الناس توصل المشرع إلى كتابه عقد الزواج وأصبح هذا العرف جزء من الشريعة فمن روعة ديننا أنه يحترم الأعراف الحقيقية فى مجتمعاتنا فلو أن مجتمعا أنشأ عرفا لا يتعارض مع الإسلام أصبح هذا العرف جزاء من الإسلام وهذا يدل على أن هذا هذ ا الدين صالح لكل زمان ومكان من هنا أصبحت العقود الموثقة للزواج شرطا فى القانون وشرطاً فى الشريعة. العقود استحدثت فى الإسلام لحفظ وضمان الحقوق ولهذا أصبحت جزءاً من الشرع الإسلامى وهى ضمان لحقوق المرأة
ثلاث مراحل
ما معنى الخطوبة ؟وهل هى مرحلة الهدف منها تسهيل الرجوع فى الزواج ؟؟
من جمال الإسلام أنه جعل الزواج يتم على ثلاث مراحل :
الأولى الخطوبة
الثانية : عقد القران
الثالثة : الزفاف
والإسلام هنا أعطى الخطيبين فرصتين لرؤية بعضهما عن قرب أكثر قبل إتمام الزواج والبديل لذلك هو ما يفعله الغرب فى مرحلة البوى فريند و الجيرل فريند فالإسلام أراد إعطاء فرص بشكل شرعى لدراسة كل من الخطيبين بشكل شرعى فى ظل إحترام العائلتين لهذه العلاقة وقبول العائلتين لها بحيث أنها عندما يحين موعد الزواج يكون القبول والحب والإحترام والاقتناع والإحساس فى أحسن صورة والإسلام لم يحدد فترة الخطوبة بمدة معينة بحيث يتيح رجوع الطرفين فى قرار الزواج أو يثبت زواج الطرفين
ولهذا حذرنا قبل ذلك من سيطرة الغريزة على عقول المخطوبين لأنها تصنع حجاباً على قدرة العقل على تقويم الطرف الآخر وهنا تكون الغريزة هى المعوق لا كتشاف حقيقة الطرفين . .
ثم تجيء مرحلة أخرى أقل التزاماً من مرحلة فترة الخطوبة، هي المرحلة التي تلي عقد القران
لا تخلعى الحجاب
بعد تمام الخطوبة هل تخلع الفتاة حجابها أمام العريس عند زيارته لها فى البيت ؟
أغلب الآراء الفقهية تقول أن الفتاة لا ينبغى أن تخلع الحجاب أمام خطيبها وههذا الأمر لا أستطيع أن أفتى فيه لأنه يتعلق بفتوى شرعية
هل من حق العروس أن تطلب هدايا من خطيبها أو تسمح له بالإنفاق عليها؟
فى الإسلام آداب جميلة تقول أن حياء المرأة أو الفتاة يمنعها من أن تطلب هدية من خطيبها وأن ذكاء الرجل وحكمته يجعله يستفسر منها عما تحب أن يهديها إذا اشترى لها هدية وهذا يحدث حتى بعد الزواج فإنه أنه لا يحق للفتاة أن تجعل خطيبها ينفق عليها لأن الأب أو الأخ هما المسئولان عن الإنفاق عليها والخطيب غير مكلف شرعاً بالأنفاق عليها
السينما ..خلوة
هل من حق الخطيب الخلوة بخطيبتة والذهاب معاً إلى السينما مثلاً
الأصل أن الخطوبة وعد بالزواج وهدف الإسلام من فترة الخطوبة هو التعارف العقلى بين الطرفين كيف يفكر كل منهما ؟ ما أهدافهما فى الحياة ؟ما الذى يضايقهما أو يضايقه فى التصرفات ؟التركيز هنا بكل قوة يتم على ملامح الشخصية علينا إذن ألا نفسد الأهداف التي من أجلها شرع الله الخطوبة ولأن الخلوة تؤدي إلى تغلب الغريزة، فإن ذلك لو حدث يفسد الخطوبة، ويؤدى إلى نتائج سيئة جداً.
وأنا اريد ان افرق بين الخلوة وبين اللقاء فى النادى لا غبار عليه بين الخطيبين لأنه يتم وسط الناس أما لقاء السينما فأعتقد أنه خلوة تؤدى إلى إثارة الغرائز وكذلك ركوبهما السيارة معه وحدهما فى طريق مصر أسكندرية الصحراوى مثلاً من الأشياء المرفوضة أيضاً أن يأتى العريس للزيارة فيجلس أخوة معهما هذا يمنع قدرتهما على فهم كل منهما الآخر
.إنما يجب أن يجلسا وحدهما فى مكان مفتوح وسط العائلة أو وسط الناس .تلك هى القاعدة .
هل من حق الشاب تقبيل خطيبته ومسك يدها كما يحدث فى أفلام السينما ؟؟
هذا مرفوض طبعاً ومرفوض أيضاً أن الفتاة تمنع نفسها من الإقتراب الفكرى معه أو مد جسور التفاهم والحوار بزعم أ،ن هذا حرام لكن الصواب هو الحرص على التودد والإقتراب مع المحافظة على آداب الإسلام .
الكلام الحلو بعد عقد القران
هل حرام أن يتغزل فى جمال عينيها أو يقول لها أحبك ؟
من حقه أن يقول بأدب فى فترة الخطوبة التى هى وعد بالزواج كل ما يؤكد أنه يتمنى إتمام هذا الزواج وأنه سيكون أسعد إنسان عندما يحدث ذلك وعليه أن ينتقى نوعيه من الكلمات مثل : أنت غاليه عندى جداً أنا أتمنى أن أسعدك وهى كلمات لا توقظ الغرائز بدلاً من أن يقول لها قوامك وعيناك
تقصير فترة الخطوبة
كيف نحقق التوازن بين نموذج البوى فريند الغربى المرفوض من الإسلام وبين الجمود أو الخرس العاطفى الذى يظن خطأ أنه سمه الخطوبة فى الإسلام ؟
الحل هو ما سبق أن تذكرته مضافاً إليه تقصير فترة الخطوبة قدر الإمكان تجنباً للضعف الإنسانى والوقوع فى الخطأ وحتى تسير الخطوبة فى اتجاهها الصحيح فنسبة الزيجات التى تفشل بسبب ما يحدث فى فترة الخطوبة عاليه جداً
25% من إنهيار فترة الخطوبة راجع إلى أخطاء الخطيبين خلال تلك ا لمرحلة وتغيير العريس رأيه. وهناك نوع من الشباب يتعمد بعد أن ينال من خطيبتة مأربه يقول إنها لا تصلح زوجة ويفسخ الخطوبة
علينا أن نعترف بأن الفتاة فى هذه المرحلة تكون مشاعرها جارفة وأن العريس لو تجاوب مع هذا التوهج فى الأحاسيس لدى الفتاة فإن نسبة المصائب التى تحدث فى لعائلات تكون كبيرة جداً وهى أشياء تحدث كل يوم
ما أريد قوله هو أن يكون هناك تمهيد بكلام الحب المغلف ويظل هذا الحاجز أو الغلاف قائماً حتى يتم عقد القران مع تقصير فترة الخطوبة بشكل معقول .
مكالمات نصف الليل
هل المكالمات الهاتفية بين الخطيبين مسموح بها ؟
لا بد أن يتحدثا هاتفياً هذا شىء طبيعى والطبيعى أ يضاً أن تكون المكالمات طويلة لكنى أحذر من المكالمات بعد منتصف الليل .
أريد أن نلخص الأهداف من الخطوبة فى نقاط
1 _ التعارف القوى الوثيق الذى يزيد رغبة الطرفين فى الإرتباط
2_ اكتشاف العيوب وتقويمها إلى عيوب يمكن التعايش معها وعيوب مرفوضة تؤدى إلى إيقاف مسيرة الزواج .
3_ تعارف الأهل وإنصهار الأسرتين
لو قرر العريس فسخ الخطوبة هل يستعيد الشبكة والهدايا وكيف يتم هذا بدون إحداث جرح فى كرامة وقلب خطيبته ؟
دعا القرآن الكريم الطرفين إلى التنازل عن طيب نفس ودون جرح للطرف الاخر
يغفل بعض المخطوبين عن الأدوار الحقيقية التي تلعبها فترة الخطوبة في التقريب بينهم، والتعريف بهم، وتقليل فجوة الخلاف، وتعميق أواصر الصداقة والحوار، وينشغلون بأمور ثانوية خلال هذه الفترة لا تسمن ولا تغني من جوع، مثل: تبادل كلمات العشق والهوى، والحديث في أمور ثانوية لا تؤسس العلاقة، ويتحمل الطرفان بعد الزواج نتيجة سوء استغلالهما لفترة الخطوبة، فلو أدركا أهمية الحوار قبل الزواج لما اشتكيا من صعوبته بعد الزواج.
وهنا يكمن السؤال
: كيف نتحاور أثناء الخطبة؟ كيف نتأكد من "أهلية" الطرف الآخر لشراكة الحياة الزوجية؟ كيف نتواصل معه دون إثارة مشاكل مستقبلية؟ ما الموضوعات التي يجب أن نطرحها على طاولة النقاش؟ وما المسكوت عنه الذي يجب ألا نتطرق إليه؟ أسئلة كثيرة نحاول أن نطرحها على الخبيرة الاجتماعية الأستاذة نجلاء محفوظ- كاتبة صحفية، والرئيس المناوب للقسم الأدبي بجريدة الأهرام المصرية- وكان لنا معها هذا الحوار:
ما أهمية فترة الخطوبة؟
هي فترة مهمة جداً في بناء العلاقة الزوجية؛ فمن خلالها يتعرف المرء على جوانب في شخصية الطرف الآخر، وهنا تكمن أهمية الحوار بين الخطيبين، يتعلم كلاهما فنون إدارة الحوار، ويكون الحوار موجهًا، وليس عبثيًا.
ما لغة الحوار التي يجب أن يستعملها الخطيبان؟
يجب أن يكون هناك احترام في التعامل مع الطرف الآخر، والبعد عن الابتذال والمزاح من خلال السباب، كما لا يصح مقارنة الطرف الآخر بالآخرين، وليكن الحوار بين الطرفين بسيطًا دون تكلف، ويساهم الود المشترك في إنجاح الحوار بين الطرفين؛ بشرط ألا تتحول لغة الود إلى "دلال".
ويجب أن يسعى كل طرف إلى معرفة أكبر قدر من المعلومات عن شخصية الطرف الآخر من خلال إظهار حب التعرف والصداقة والرغبة في بناء الجسور دون إلحاح أو ضغط، كما يجب أن يختار الخطيبان الوقت المناسب لإجراء هذا الحوار الفعال، والتوقف عن الحوار إذا قرب على المشاجرة قبل حدوث أي خسائر؛ مع تبادل أدوار المستمع والمتكلم بينهما، وعدم الضغط لنسخ الآخر على هوانا.
وإذا كانت هناك قضايا تحتاج للحسم -مثل عمل الفتاة بعد الزواج- يجب أن تطرحها بأسلوب مقنع وإيجابي، وأن يحسم الأمر قبل الزواج وعدم تأجيله إلى بعد الزواج؛ لأن كثيرين في فترة الخطوبة يؤجلون المشاكل كلها إلى بعد الزواج حتى لا تحدث مشكلة في فترة الخطوبة!
ولكني هنا أنصح بأن يتم طرح الموضوعات التي تحتاج إلى حسم بشكل عاقل وحكيم، ووضع الخيارات بدلا من تهديد الطرف الآخر بفسخ الخطوبة إذا لم يستجب لمطالبه.
هل للخلاف في فترة الخطوبة دلالة على مستقبل العلاقة الزوجية؟
القدر المسموح به في الخلاف هو الخلاف في وجهات النظر في الحياة، مثل الاختلاف بين الأصدقاء، فمن العجيب أننا نتقبل خلافاتنا مع أصدقائنا بصدر رحب، غير أننا نطلب من شريك حياتنا أن يكون نسخة منا، ويتطابق مع أفكارنا وميولنا برحابة صدر.
وينجح الحوار بين الخطيبين إذا تم إدارته كالحوار بين الأصدقاء، فمن الخطورة أن يكون هناك تحفز لرأي الطرف الآخر، وتفسيره على المحمل السيئ، وإصدار أحكام مسبقة للحكم على آراء شريك الحياة.
إلى أي حد يمكن أن يكون الخلاف في وجهات النظر في حدود المسموح؟
ليس بالضرورة أن يكون الطرفان متطابقين-كما سبق أن أشرت بالقول- وأرى أن الخلاف في التفاصيل ضروري لإثراء الحياة؛ لأننا لا يمكن أن نتزوج بمن هم نسخة لذاتنا.
ولكن يجب الوقوف أمام بعض الصفات السلبية التي يمكن أن نكتشفها مبكراً؛ مثل: عدم التدين، انعدام الشخصية والانسياق لكلام الآخرين في الكبيرة والصغيرة، رغبة الفتاة في فرض شخصيتها بالقوة، بخل الرجل... إلخ.
[IMG]http://reema20032003.******************************.com/HKG.gif[/IMG]
هل يمكن أن يتدخل الأهل في تفعيل الحوار بين الخطيبين؟ وما القدر المناسب لتدخلهم؟
يكمن دور الأهل في أن يتم الحوار تحت رعايتهم، وتوفير مكان مفتوح في البيت أمام الأسرة، ودور الأم هو توعية البنت بأن فترة الخطوبة ليست مجرد سماع كلمات حلوة من الخاطب، ولكنها جزء من الحوار.
وكما يقول المثل: تكلم كي أراك.. وهنا يكون دور الأهل، مجرد توجيه خارجي لشكل الحوار وأهم عناصره، ولكن على الطرفين عدم حكي تفاصيل الحوار للأهل إلا للاستشارة الضرورية من أهل الخبرة فقط، وعدم استشارة الأصدقاء في الأمور الخاصة بين الخطيبين؛ لأن افتقادهم للخبرة سينعكس بالضرورة على استشاراتهم، واقتراحاتهم.
ما الموضوعات التي يجب أن يطرحها الخطيبان في هذه الفترة؟
من المهم أن يتعرف كل طرف على الاهتمامات الشخصية للطرف الآخر، وتصوراته لكيفية الحياة في المستقبل ومعلومات أكثر عن أهل الطرفين، ومناقشة الأمور المستقبلية بهدوء تجنبًا لحدوث مفاجآت مستقبلية.
ما الموضوعات التي تحذرين من أن يطرحها الخطيبان في هذه الفترة؟
هناك قائمة من الموضوعات أحذر من تناولها في أجندة الحوار أثناء فترة الخطوبة؛ من بينها:
* عدم الخوض في الكلام عن الجنس
ينبغي تجنب الحديث في الجنس؛ لأنه حرام، وكذلك لأن الكلام في الجنس لا يتوقف عند مستوى الحديث، بل يتدرج إلى الفعل، كما يمكن أن تحدث بينهما مشاكل بسبب الجنس قد تؤدي إلى إفشال الخطوبة، وقد يشك الخاطب في خطيبته بسبب تجاوبها معه حتى وإن كان هو المُلِّح على فتح هذه الموضوعات.
والخطورة الحقيقية أن الانشغال في الأحاديث الجنسية تشغل الطرفين عن التعرف على شخصية كل منهما؛ لأن الرغبة الجنسية تطغى عليهما ليتجاهلا اكتشاف بعضهما بعضًا، ويجب غلق هذا الموضوع بحسم شديد جدًا.
* عدم إفشاء الفتاة لأسرار أهلها
فلو كانت الفتاة على مشاكل مع أهلها، فالأفضل ألا تفشي أسرار أسرتها، وأن تمسك لسانها، وتستر هذه الخلفيات؛ حتى لا تدفع بعد الزواج ثمن هذه الاعترافات الأسرية، فهناك من الأزواج من يستغلون هذه المعلومات في إحراج الزوجة، وكسر شكيمتها.
الخطوبة ..وعد بالزواج ..وفرصة شرعية لدراسة شخصية كل طرف واختيار مدى إرتياحه للآخر
فى إطار الأسرة ووسط الناس حتى يصلا إلى قرار الزواج من دون مشاكل أو خروج عن آداب الإسلام هذا الإطار هو الذى يضمن كما يقول الداعية عمرو خالد نجاح الخطوبة بعد أن تبين أن نحو 25% من حالات الفسخ تحدث بسبب أخطاء الطرفين أو تساهل الفتاة وهروب الشاب بدعوى أن من نال مأربه منها لا تصلح للزواج !
فى حواره الأسبوعى يناقش عمرو خالد حقوق وواجبات كل من الخطيبين خلال هذه المرحلة التى تؤثر على مستقبلهما وتبشر بنجاح الزواج أو تنذر بفشله.
العرف جزء من الشريعة
فى الماضى لم يكن هناك عقد مكتوب للزواج وكانت هناك قراءة الفاتحة بين الأهل تعنى إتمام الإتفاق على الزواج ما الفرق بين قراءة الفاتحة فى الماضى وهذه الأيام ؟
فى الماضى كان الناس أقل من الأن بكثير وكان الإشهار يجعل الناس فى ذلك الزمان يعرفون من تزوج من .. فكل شىء كان واضحاً ولا يستوجب عقود موثقة للزواج
لكن من التطور الضخم الذى حدث فى تعداد الناس توصل المشرع إلى كتابه عقد الزواج وأصبح هذا العرف جزء من الشريعة فمن روعة ديننا أنه يحترم الأعراف الحقيقية فى مجتمعاتنا فلو أن مجتمعا أنشأ عرفا لا يتعارض مع الإسلام أصبح هذا العرف جزاء من الإسلام وهذا يدل على أن هذا هذ ا الدين صالح لكل زمان ومكان من هنا أصبحت العقود الموثقة للزواج شرطا فى القانون وشرطاً فى الشريعة. العقود استحدثت فى الإسلام لحفظ وضمان الحقوق ولهذا أصبحت جزءاً من الشرع الإسلامى وهى ضمان لحقوق المرأة
ثلاث مراحل
ما معنى الخطوبة ؟وهل هى مرحلة الهدف منها تسهيل الرجوع فى الزواج ؟؟
من جمال الإسلام أنه جعل الزواج يتم على ثلاث مراحل :
الأولى الخطوبة
الثانية : عقد القران
الثالثة : الزفاف
والإسلام هنا أعطى الخطيبين فرصتين لرؤية بعضهما عن قرب أكثر قبل إتمام الزواج والبديل لذلك هو ما يفعله الغرب فى مرحلة البوى فريند و الجيرل فريند فالإسلام أراد إعطاء فرص بشكل شرعى لدراسة كل من الخطيبين بشكل شرعى فى ظل إحترام العائلتين لهذه العلاقة وقبول العائلتين لها بحيث أنها عندما يحين موعد الزواج يكون القبول والحب والإحترام والاقتناع والإحساس فى أحسن صورة والإسلام لم يحدد فترة الخطوبة بمدة معينة بحيث يتيح رجوع الطرفين فى قرار الزواج أو يثبت زواج الطرفين
ولهذا حذرنا قبل ذلك من سيطرة الغريزة على عقول المخطوبين لأنها تصنع حجاباً على قدرة العقل على تقويم الطرف الآخر وهنا تكون الغريزة هى المعوق لا كتشاف حقيقة الطرفين . .
ثم تجيء مرحلة أخرى أقل التزاماً من مرحلة فترة الخطوبة، هي المرحلة التي تلي عقد القران
لا تخلعى الحجاب
بعد تمام الخطوبة هل تخلع الفتاة حجابها أمام العريس عند زيارته لها فى البيت ؟
أغلب الآراء الفقهية تقول أن الفتاة لا ينبغى أن تخلع الحجاب أمام خطيبها وههذا الأمر لا أستطيع أن أفتى فيه لأنه يتعلق بفتوى شرعية
هل من حق العروس أن تطلب هدايا من خطيبها أو تسمح له بالإنفاق عليها؟
فى الإسلام آداب جميلة تقول أن حياء المرأة أو الفتاة يمنعها من أن تطلب هدية من خطيبها وأن ذكاء الرجل وحكمته يجعله يستفسر منها عما تحب أن يهديها إذا اشترى لها هدية وهذا يحدث حتى بعد الزواج فإنه أنه لا يحق للفتاة أن تجعل خطيبها ينفق عليها لأن الأب أو الأخ هما المسئولان عن الإنفاق عليها والخطيب غير مكلف شرعاً بالأنفاق عليها
السينما ..خلوة
هل من حق الخطيب الخلوة بخطيبتة والذهاب معاً إلى السينما مثلاً
الأصل أن الخطوبة وعد بالزواج وهدف الإسلام من فترة الخطوبة هو التعارف العقلى بين الطرفين كيف يفكر كل منهما ؟ ما أهدافهما فى الحياة ؟ما الذى يضايقهما أو يضايقه فى التصرفات ؟التركيز هنا بكل قوة يتم على ملامح الشخصية علينا إذن ألا نفسد الأهداف التي من أجلها شرع الله الخطوبة ولأن الخلوة تؤدي إلى تغلب الغريزة، فإن ذلك لو حدث يفسد الخطوبة، ويؤدى إلى نتائج سيئة جداً.
وأنا اريد ان افرق بين الخلوة وبين اللقاء فى النادى لا غبار عليه بين الخطيبين لأنه يتم وسط الناس أما لقاء السينما فأعتقد أنه خلوة تؤدى إلى إثارة الغرائز وكذلك ركوبهما السيارة معه وحدهما فى طريق مصر أسكندرية الصحراوى مثلاً من الأشياء المرفوضة أيضاً أن يأتى العريس للزيارة فيجلس أخوة معهما هذا يمنع قدرتهما على فهم كل منهما الآخر
.إنما يجب أن يجلسا وحدهما فى مكان مفتوح وسط العائلة أو وسط الناس .تلك هى القاعدة .
هل من حق الشاب تقبيل خطيبته ومسك يدها كما يحدث فى أفلام السينما ؟؟
هذا مرفوض طبعاً ومرفوض أيضاً أن الفتاة تمنع نفسها من الإقتراب الفكرى معه أو مد جسور التفاهم والحوار بزعم أ،ن هذا حرام لكن الصواب هو الحرص على التودد والإقتراب مع المحافظة على آداب الإسلام .
الكلام الحلو بعد عقد القران
هل حرام أن يتغزل فى جمال عينيها أو يقول لها أحبك ؟
من حقه أن يقول بأدب فى فترة الخطوبة التى هى وعد بالزواج كل ما يؤكد أنه يتمنى إتمام هذا الزواج وأنه سيكون أسعد إنسان عندما يحدث ذلك وعليه أن ينتقى نوعيه من الكلمات مثل : أنت غاليه عندى جداً أنا أتمنى أن أسعدك وهى كلمات لا توقظ الغرائز بدلاً من أن يقول لها قوامك وعيناك
تقصير فترة الخطوبة
كيف نحقق التوازن بين نموذج البوى فريند الغربى المرفوض من الإسلام وبين الجمود أو الخرس العاطفى الذى يظن خطأ أنه سمه الخطوبة فى الإسلام ؟
الحل هو ما سبق أن تذكرته مضافاً إليه تقصير فترة الخطوبة قدر الإمكان تجنباً للضعف الإنسانى والوقوع فى الخطأ وحتى تسير الخطوبة فى اتجاهها الصحيح فنسبة الزيجات التى تفشل بسبب ما يحدث فى فترة الخطوبة عاليه جداً
25% من إنهيار فترة الخطوبة راجع إلى أخطاء الخطيبين خلال تلك ا لمرحلة وتغيير العريس رأيه. وهناك نوع من الشباب يتعمد بعد أن ينال من خطيبتة مأربه يقول إنها لا تصلح زوجة ويفسخ الخطوبة
علينا أن نعترف بأن الفتاة فى هذه المرحلة تكون مشاعرها جارفة وأن العريس لو تجاوب مع هذا التوهج فى الأحاسيس لدى الفتاة فإن نسبة المصائب التى تحدث فى لعائلات تكون كبيرة جداً وهى أشياء تحدث كل يوم
ما أريد قوله هو أن يكون هناك تمهيد بكلام الحب المغلف ويظل هذا الحاجز أو الغلاف قائماً حتى يتم عقد القران مع تقصير فترة الخطوبة بشكل معقول .
مكالمات نصف الليل
هل المكالمات الهاتفية بين الخطيبين مسموح بها ؟
لا بد أن يتحدثا هاتفياً هذا شىء طبيعى والطبيعى أ يضاً أن تكون المكالمات طويلة لكنى أحذر من المكالمات بعد منتصف الليل .
أريد أن نلخص الأهداف من الخطوبة فى نقاط
1 _ التعارف القوى الوثيق الذى يزيد رغبة الطرفين فى الإرتباط
2_ اكتشاف العيوب وتقويمها إلى عيوب يمكن التعايش معها وعيوب مرفوضة تؤدى إلى إيقاف مسيرة الزواج .
3_ تعارف الأهل وإنصهار الأسرتين
لو قرر العريس فسخ الخطوبة هل يستعيد الشبكة والهدايا وكيف يتم هذا بدون إحداث جرح فى كرامة وقلب خطيبته ؟
دعا القرآن الكريم الطرفين إلى التنازل عن طيب نفس ودون جرح للطرف الاخر
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم