بسم الله ، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لايجوز في شرع الله تعالى ترويع الآمنين سواء كان ذلك عن طريق الإيذاء الحسي أو المعنوي
يقول الأستاذ الدكتورعبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن
بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
إن من نِعَم الله تعالى على خَلْقه نعمةَ الأمن، بها يَنْعَمون بالسكينة والاستقرار، ولهذا امْتَنَّ الله تعالى على أهل مكة بأن جعل حَرَمَهم آمنًا، يأمنون فيه من الإغارة أو النهب أو القتل أو السلب أو غيرها، مما لا يأمن منها غيرهم، فقال سبحانه: (أوَ لمْ يَرَوْا أنَّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا ويُتَخَطَّفُ الناسُ من حولِهم) وجعل الأمن جزاءَ مَن آمَن وعمل صالحًا، فقال تعالى: (الذين آمنوا ولم يَلْبِسوا إيمانَهم بظُلْمٍ أولئك لهم الأمنُ وهم مُهْتَدون).
وإذا كان الأمن بهذه المثابة، فإن الله سبحانه قد حَرَّم ترويع المسلم وإخافتَه، سواء كان هذا الترويع بالقول أو بالفعل، وسواء كان على سبيل الجد أو اللعب، فقد رُوِيَ عن النعمان بن بشير، قال: "كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مسير، فخفق رجل "أي نَعِسَ" على راحتله، فأخذ رجل سهمًا من كِنانته، فانتبه الرجل ففَزِع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لرجل أن يُرَوِّعَ مسلمًا"، ورُوِيَ عن أبي الحسن البَدْري قال: "كنَّا جلوسًا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقام رجل، ونَسِي نعلَيْه، فأخذهما رجل فوضعهما تحته، فرجع الرجل فقال: نَعْلِي، فقال القوم: ما رأيناها، فقال: هو ذا، فقال صلى الله عليه وسلم: فكيف برَوْعَةِ المؤمن؟ فقال: يا رسول الله إنما صنعتُه لاعبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: "فكيف بروعة المؤمن؟ قالها مرتين أو ثلاثًا".
وهذا يدل على أن ترويع المؤمن أمر عظيم، ولهذا بيَّن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديث أُخَر أن ترويع المسلم ظُلْم عظيم، يستَوْجِب إخافة فاعله يوم القيامة، وعدم تأمينه من أفزاع هذا اليوم الكثيرة، فقد رُوِيَ عن عامر بن ربيعة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا تُرَوِّعُوا المسلم؛ فإن رَوْعَة المسلم ظلم عظيم"، ورُوِيَ عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "مَن أخافَ مؤمنًا كان حقًّا على الله أن لا يُؤَمِّنَه من أفزاع يوم القيامة".
وحُرْمة ترويع المؤمن متحقِّقة، ولو كان بمجرد النظرة التي قُصِد منها الإخافة، وتشتد الحرمة إذا كان الترويع إشارة بالسلاح أو بما أجريَ مجراه من الحديد أو نحوه، لِما يترتَّب على هذا من التسبُّب في إفزاع المؤمن بغير حق، ولهذا فقد رُوِيَ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن نظر إلى مسلم نظرةً يُخيفه فيها بغير حق أخافَه الله يوم القيامة"، كما رُوِيَ عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا يُشير أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يَدري لعل الشيطانَ يَنْزِعُ في يده "أي يَرْمي ويُفْسِد" فيقع في حفرة من النار، ورُوِيَ عنه كذلك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "مَن أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تَلْعَنُه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه".
وإذا كان مجرد ترويع الآمنين مُحَرَّمًا، ولو بمجرد النظرة المخيفة، فإن هذا يدل على أن ترويعَه بالأصوات المُنكَرة، أو انتهاك حُرْمته، أو الاعتداء على نفسه، أو على عضو من أعضائه، أو على ذي قرابة منه، أو على ماله، أو عمله أشد حُرْمَة وإثمًا، وأن فاعله يستحق اللعن والوعيد الشديد الوارد في الأحاديث السابقة لعِظَم جُرْمه وظُلْمه.
والله أعلم
حرمة المسلم من أي طبقة كانت ،فقيراً أو غنياً،رفيع القدر أو مغموراً، معتبرة وواجبة الإحترام،وفي
ذلك أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه. وإن كان أخاه لأبيه وأمه". في الحديث تأكيد لعموم النهى ، وشموله لمن يتهم فيه
ومن لا يهتم الإنسان بعداوته . ويشمل الهزل والجد، لأن ترويع المسلم وتخويفه حرام بكل حال، ولعن الملائكة
لفاعل هذا دليل على عظم التحريم. وقد علل الرسول صلى الله عليه وسلم تحريم هذا الفعل بقوله فيما أخرجـــه
مسلم عن أبي هريرة :"فإنه لايدري أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار".
ويلحق بهذا مايفعله الناس في مزاحهم بعضهم مع بعض من التخويف بإشارات في الوجه أو غيره ،لما
يمكن أن يحدث من عاهات في العين أو غيرها على سبيل الخطأ، فضلاً على حرمة الترويع للمسلم.
ويلحق به كذلك ما يفعله بعض الناس من أن يخفي أحدهم شيئاً من متاع أخيه على سبيل اللعب والهزل ، ثم يرده إليه بعد ذلك . وقد أخرج الترمذي وأبو داوود عن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لعباً ولا جداً، ومن أخذ عصا أخيه فليردها إليه".
لايجوز في شرع الله تعالى ترويع الآمنين سواء كان ذلك عن طريق الإيذاء الحسي أو المعنوي
يقول الأستاذ الدكتورعبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن
بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.
إن من نِعَم الله تعالى على خَلْقه نعمةَ الأمن، بها يَنْعَمون بالسكينة والاستقرار، ولهذا امْتَنَّ الله تعالى على أهل مكة بأن جعل حَرَمَهم آمنًا، يأمنون فيه من الإغارة أو النهب أو القتل أو السلب أو غيرها، مما لا يأمن منها غيرهم، فقال سبحانه: (أوَ لمْ يَرَوْا أنَّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا ويُتَخَطَّفُ الناسُ من حولِهم) وجعل الأمن جزاءَ مَن آمَن وعمل صالحًا، فقال تعالى: (الذين آمنوا ولم يَلْبِسوا إيمانَهم بظُلْمٍ أولئك لهم الأمنُ وهم مُهْتَدون).
وإذا كان الأمن بهذه المثابة، فإن الله سبحانه قد حَرَّم ترويع المسلم وإخافتَه، سواء كان هذا الترويع بالقول أو بالفعل، وسواء كان على سبيل الجد أو اللعب، فقد رُوِيَ عن النعمان بن بشير، قال: "كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مسير، فخفق رجل "أي نَعِسَ" على راحتله، فأخذ رجل سهمًا من كِنانته، فانتبه الرجل ففَزِع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لرجل أن يُرَوِّعَ مسلمًا"، ورُوِيَ عن أبي الحسن البَدْري قال: "كنَّا جلوسًا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقام رجل، ونَسِي نعلَيْه، فأخذهما رجل فوضعهما تحته، فرجع الرجل فقال: نَعْلِي، فقال القوم: ما رأيناها، فقال: هو ذا، فقال صلى الله عليه وسلم: فكيف برَوْعَةِ المؤمن؟ فقال: يا رسول الله إنما صنعتُه لاعبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: "فكيف بروعة المؤمن؟ قالها مرتين أو ثلاثًا".
وهذا يدل على أن ترويع المؤمن أمر عظيم، ولهذا بيَّن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديث أُخَر أن ترويع المسلم ظُلْم عظيم، يستَوْجِب إخافة فاعله يوم القيامة، وعدم تأمينه من أفزاع هذا اليوم الكثيرة، فقد رُوِيَ عن عامر بن ربيعة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا تُرَوِّعُوا المسلم؛ فإن رَوْعَة المسلم ظلم عظيم"، ورُوِيَ عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "مَن أخافَ مؤمنًا كان حقًّا على الله أن لا يُؤَمِّنَه من أفزاع يوم القيامة".
وحُرْمة ترويع المؤمن متحقِّقة، ولو كان بمجرد النظرة التي قُصِد منها الإخافة، وتشتد الحرمة إذا كان الترويع إشارة بالسلاح أو بما أجريَ مجراه من الحديد أو نحوه، لِما يترتَّب على هذا من التسبُّب في إفزاع المؤمن بغير حق، ولهذا فقد رُوِيَ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن نظر إلى مسلم نظرةً يُخيفه فيها بغير حق أخافَه الله يوم القيامة"، كما رُوِيَ عنه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "لا يُشير أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يَدري لعل الشيطانَ يَنْزِعُ في يده "أي يَرْمي ويُفْسِد" فيقع في حفرة من النار، ورُوِيَ عنه كذلك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "مَن أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تَلْعَنُه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه".
وإذا كان مجرد ترويع الآمنين مُحَرَّمًا، ولو بمجرد النظرة المخيفة، فإن هذا يدل على أن ترويعَه بالأصوات المُنكَرة، أو انتهاك حُرْمته، أو الاعتداء على نفسه، أو على عضو من أعضائه، أو على ذي قرابة منه، أو على ماله، أو عمله أشد حُرْمَة وإثمًا، وأن فاعله يستحق اللعن والوعيد الشديد الوارد في الأحاديث السابقة لعِظَم جُرْمه وظُلْمه.
والله أعلم
حرمة المسلم من أي طبقة كانت ،فقيراً أو غنياً،رفيع القدر أو مغموراً، معتبرة وواجبة الإحترام،وفي
ذلك أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه. وإن كان أخاه لأبيه وأمه". في الحديث تأكيد لعموم النهى ، وشموله لمن يتهم فيه
ومن لا يهتم الإنسان بعداوته . ويشمل الهزل والجد، لأن ترويع المسلم وتخويفه حرام بكل حال، ولعن الملائكة
لفاعل هذا دليل على عظم التحريم. وقد علل الرسول صلى الله عليه وسلم تحريم هذا الفعل بقوله فيما أخرجـــه
مسلم عن أبي هريرة :"فإنه لايدري أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار".
ويلحق بهذا مايفعله الناس في مزاحهم بعضهم مع بعض من التخويف بإشارات في الوجه أو غيره ،لما
يمكن أن يحدث من عاهات في العين أو غيرها على سبيل الخطأ، فضلاً على حرمة الترويع للمسلم.
ويلحق به كذلك ما يفعله بعض الناس من أن يخفي أحدهم شيئاً من متاع أخيه على سبيل اللعب والهزل ، ثم يرده إليه بعد ذلك . وقد أخرج الترمذي وأبو داوود عن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لعباً ولا جداً، ومن أخذ عصا أخيه فليردها إليه".
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم