ظن كثير من الناس أن العظام جسم صلب لا يحتوي على أي مظاهر للحياة، ولكن الحقيقة العلمية هي أن العظام نسيج حي كأي نسيج في
الجسم، يحوي كثيرا من الأوعية الدموية والليمفاوية والعصبية، وخلاياه حية كبقية خلايا الجسم، ولا يخفى على أحد أهمية عظامنا ، فبدونها لا يستطيع الشخص الوقوف بانتصاب وأدائه للكثير من مهامه، لكننا في كثير من الأحيان نؤذي عظامئا عن طريق أدائنا للكثير من الممارسات الخاطئة من دون أي قصد منا .
هل لك أن تعطينا لمحة سريعة عن العظام وأنواعها ؟
هناك نوعان من العظام، أولا: العظام الصفائحية، والتي تتألف من قسمين رئيسيين وهما العظام اللحائية التي تتعمل جميع الضغوط التي تتعرض لها، وهي قوية التحمل مثل التي تحيط بالعظام الطويلة، والعظام المسامية أو الإسفنجية وهي الداخلية مثل الموجودة داخل العظام الطويلة وغيرها من العظام وهي ضعيفة التحمل، أما النوع الثاني فهو العظام المنسوجة أو المتموجة : وهي عظام غير مكتملة النمو، وتكون إما بطبيعتها غير بالغة النمو، واما مرضية وذلك بوجود مرض في العظام، مما يؤدي إلى عملية التئام عشوائية وضعيفة النمو(مرنة)، وعند الحديث عن العظام لابد من الحديث عن العمليات الحيوية الخلوية للعظام.
أولا: الخلايا البانية للعظم التي تحتوي على مستقبلات خاصة بالغدة الجار درقية ومستقبلات خاصة بالإستروجين، وهذه كلها لها أدوار مهمة في العمليات الحيوية اليومية داخل جسم الإنسان ومن ضمنها العظام.
ثانيا: هناك الخلايا العظمية وتشكل نسبة 90% من الخلايا في العظام المكتملة النمو ، وتعمل على الاحتفاظ بالعظام، وتقوم بدور مهم في عملية الحفاظ على مستوى تركيز الكالسيوم خارج الخلايا ، وتعمل بواسطة تأثير هرمون الكالسيتونين الموجود داخل الغدة الدرقية (الموجودة أمام الحلق)، ويتوقف عملها بواسطة تأثير هرمون الغدة الجاردرقية.
ثالثا : الخلايا الناقضة للعظم (الملاصقة للعظم): تعمل على امتصاص العظم، وتحتوي على مستقبلات خاصة بهرمون الكالسيتونين للسماح بعملية تنظيم امتصاص العظم ومسؤولة عن عملية امتصاص العظم في كثير من الأورام التي تصيب العظام.
وتعتبر العظام مستودعا ضخما لما يقارب من 99% من الكالسيوم، فعمل الكالسيوم لا يقتصر على العظام فقط، بل يمتد عمله إلى العضلات والأعصاب وسائر خلايا الجسم، بالإضافة إلى العمليات الحيوية المهمة داخل الدم، فيتم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء بمساعدة فيتامين (د) المنشط، كذلك نسبة كبيرة من الكالسيوم 98% يتم إعادة امتصاصها عن طريق الكليتين، وتجدر الإشارة إلى إن كمية احتياج الإنسان للكالسيوم ضمن الغذاء الذي يتناوله تكون حسب الجنس والعمر.
ويعتبر الفوسفات أحد مكونات العظام الأساسية ويؤدي عملاً مهما في تنظيم الانزيمات داخل الجسم والحفاظ على نظام الحموضة والقلوية داخل الجسم، بما يقارب 85% من الفوسفات مخزن في العظام، وتتم عملية إعادة امتصاص الفوسفات بواسطة الكليتين، وجدير بالذكر أن اكتمال العظام في الإنسان 16 و 25 سنة، ويستمر إلى 35 سنة، بعد ذلك يبدأ العد التنازلي في التناقص في فقدان العظام بنسبة 3% - 5% في اليوم الواحد .
بعد هذا الشرح المهم عن عظامنا وتكوينها، كيف نستطيع الحفاظ على عظام أولادنا وهم في الشهور الأولى من العمر 4 وما أكثر الأخطاء التي يقع فيها الاهل التي تؤثر سلبيا على صحة العظام ونموها ؟
kids calcium
دع الطفل يتحرك كما يشاء
منذ ولادة الطفل، يجب أن نسعى الى تقوية العظام عن طريق تقوية العضلات، وهناك اعتقاد خاطئ من قبل الكثيرين خاصة الأهل إذ كثيرا ما يلجأ ون الى عدم تحريك الطفل أو ان يقوموا على سبيل المثال بسند رأس الطفل أو ظهره ظنا منهم أن هذه هي الطريقة الصحيحة لحماية عظام الطفل من التقوس أو الأذية، وأكد هنا انه يجب على الاهل على سبيل المثال، أن يحاولوا تدريب أولادهم على النهوض خاصة في بداية تدريبهم على الحركة بأن يمسكوا يدي الطفل ويحاولون رفعه دون الامساك برأسه أو ظهره لأن ذلك يساعد الطفل على شد عضلاته وبالتالي عظامه.
حذار من المهاد
لعل من الممارسات الخاطئة أيضا التي يلجأ إليها الاهل هي المهاد أي ضم قدمي الطفل باستخدام قطعة من القماش، ولكن ما لا يعلمه الاهل أن هذا يؤدي إلى احتمال الاصابة بالرخاوة في مفاصل الورك وبالتالي الإصابة بعواقب كبيرة كظهور ما يسمى الخلع عند الوليد ، وننصح الأم اذا شكت في أن ابنتها لديها خلع في المفصل عليها باستخدام حفاضتين لابقاء القدمين حرتين وليس تقييدهما .
بعد سن الستة شهور، يفضل جعل الطفل يتحرك على راحته بكل حريه، وليس هناك داع لوضع الطفل في جلسات معينة بل تشجيعه على القيام بما يرغب من الحركات.
المشي المبكر أفضل
عندما يصل الطفل إلى سن عشرة شهور تقريبا، فشجعه على الزحف حتى نساعده على تقوية عضلاته، بل ونشجعه عل المشي المبكر، ولا نخاف من أن المشي المبكر للطفل من الممكن أن يؤدي الى تقوس عظام القدمين فهذا كلام خاطئ وليس له أساس من الصحة.
لا تستخدم عربة المشي
أظهرت الدراسات ان الدراجة أو العربة التي يجلس فيها الاطفال لتعلم المشي غير مفيدة بل انها تؤدي إلى اضعاف العظام.
شرب حليب الأم
يجب التركيز على أهمية أن يحصل الطفل على احتياجاته من الحليب عن طريق حليب الأم خاصة في الشهور الاولى من عمر الطفل، فحليب الأم يكسب الطفل امكانية تكوين الاجسام المضادة في جسده، وعلى الأم الاستمرار بارضاع طفلها إلى أن يبلغ عمره السنتين، ولكنه يحتاج إلى
مشاركة طعامية أيضاً بعد بلوغ الشهر الثالث.
وفي سن المشي عند الطفل يحدث تخوف من احتمال اصابة الطفل بتقوس بالقدمين أو انحناء القدم للداخل، وفي حالة ظهور أي من هذه الأعراض أو ما هو غير طبيعي فعلى الام فورا استشارة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة، وتجدر الاشارة إلى أن أكثر من هم عرضة للإصابة بمشاكل في العظام هن الفتيات، فمن الضروري اجراء فحص لمنطقة الحوض لديهن للتأكد من سلامة هذه المنطقة.
تعريض الطفل لأشعة الشمس المفيدة
ننصح الأهل أيضا بضرورة تعريض الطفل إلى أشعة الشمس المفيدة خاصة في أوقات الصباح الباكر وفي المساء، فأشعة الشمس تحول فيتامين (د) الموجود في أجساد الأطفال الصغيرة من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة، كما أن التعرض لأشعة الشمس يساعد على امتصاص الكالسيوم، فما يلجأ إليه بعض الاهل من تغطية الطفل وعدم تعريضه لأشعة الشمس انما هم في الواقع يعرضون طفلهم إلى خطر أكبر كالكساح وغيره من مشاكل ضعف العظم.
بعد عمر السنتين، لابد من تشجيع الولد على القيام بالحركات اليومية بمفرده، والاعتماد على نفسه في تنمية مهاراته كالتقاط الاشياء والاكل بمفرده.
/ أخصائي أمراض العظام والمفاصل
مجلة الوطن كلينك
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم