بسم الله الرحمان الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لا يزال حديثنا موصولاً عن الجنة، والطريق الموصلة إليها، والذي لا شك فيه أن أكثر ما يُدخل الناس الجنة بعد الإيمان هو تقوى الله عز وجل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ «تَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أخرجه الترمذي، وصححه الألباني
وآي القرآن الكريم وشواهده كثيرة في هذا الصدد، قال الله تبارك وتعالى وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ آل عمران
وقال سبحانه وتعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ" الحجر
وقال جل وعلا:" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" الزمر
وقال تعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ" الدخان
وقال جل وعلا: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" الذاريات
وقال سبحانه: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ" الطور
وقال تعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ" القمر
وقال تبارك وتعالى: " مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ" الرعد.
وقال سبحانه وتعالى: "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ" محمد
وعن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» أبو داود والترمذي وحسنه الألباني
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعلانِيَتِهِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ، وَلا تَسْأَلَنَّ أَحَدًا شَيْئًا، وَإِنْ سَقَطَ سَوْطُكَ، وَلا تَقْبِضْ أَمَانَةً، وَلا تَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ» صحيح الترغيب للألباني.
ويدخل في هذا المعنى حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ «تَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
حق الله على عباده أن يتقوه حق تقاته
التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين، قال الله تعالى :"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ" النساء
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه؛ فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك، وذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه
وتارة تُضاف التقوى إلى اسم الله عز وجل كقوله تبارك وتعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" البقرة ، وقوله سبحانه وتعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" الحشر ؛ فإذا أُضيفت التقوى إليه سبحانه؛ فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه، وهو أعظم ما يُتقى، وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي، قال تعالى: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ" آل عمران ، وقال تعالى: "هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ" المدثر
فهو سبحانه أهلٌ لئن يُخشى ويُهاب، ويُجَلّ ويُعظَّم، في صدور عباده؛ حتى يعبدوه ويطيعوه؛ لما يستحقه من الإجلال والإكرام وصفات الكبرياء والعظمة، وقوة البطش، وشدة البأس.
وتارة تُضاف التقوى إلى عقاب الله، وإلى مكانه كالنار، أو إلى زمانه كيوم القيامة، كما قال سبحانه وتعالى: "وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" آل عمران
وقال تبارك وتعالى: "فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" البقرة ، وقال سبحانه:" وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" البقرة ، وقال تعالى: " وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا" البقرة.
ويدخل في التقوى الكاملة فعل الواجبات، وترك المحرمات والشبهات، وربما دخل فيها بعد ذلك فعل المندوبات، وترك المكروهات، وهي أعلى درجات التقوى، قال الله تبارك وتعالى:" الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" البقرة
وقال سبحانه وتعالى:" وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" البقرة
وقال ابن عباس رضي الله عنهما «المتقون هم الذين يحذرون من الله عقوبته، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به»
وقال الحسن «المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم، وأدوا ما افترض الله عليهم»
وقال عمر بن عبدالعزيز «ليس تقوى الله بصيام النهار، ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله تركُ ما حرَّم الله، وأداء ما افترض الله؛ فمن رُزق بعد ذلك خيرًا فهو خير إلى خير»
وقال طلق بن حبيب «التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله تخاف عقاب الله».
وقال الحسن «ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام»
وقال ميمون بن مهران «المتقي أشد محاسبةً لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه»
وقال ابن مسعود في قوله تعالى: " اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ" آل عمران قال «أن يُطاع فلا يُعصَى، وأن يُذكر فلا ينسى، وأن يُشكر فلا يُكفر»
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات، ومعنى ذكره فلا ينسى ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته؛ فيمتثلها، ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها.
وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرمات، كما قال أبو هريرة وقد سُئل عن التقوى؛ فقال لسائله هل أخذت طريقًا ذا شوك؟ قال نعم قال فكيف صنعتَ؟ قال إذا رأيت الشوك عزلت عنه، أو جاوزته أو قصرت عنه قال ذاك التقوى.
وأصل التقوى أن يعلم العبد ما يتقي، ثم يتقي، قال بعض السلف «إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة ولم تغض بصرك».
وفي الجملة؛ فالتقوى هي وصية الله لجميع خلقه، ووصية رسول الله لأمته، فعن بُرَيْدَةَ بنِ الحصيب رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا» صحيح سنن ابن ماجه
ولما وعظ النبي الناس، حتى قالوا له كأنها موعظة مودع؛ فأوصاهم بتقوى الله؛ فعنِ الْعِرْبَاضِ بن سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا، قَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ » أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول في خطبه «أما بعد؛ فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة؛ فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته؛ فقال إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ الأنبياء.
ولما حضرته الوفاة وعهد إلى عمر دعاه فوصاه بوصيته، وأول ما قال له «اتق الله يا عمر»
وكتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبدالله رضي الله عنهما «أما بعد؛ فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل؛ فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، واجعل التقوى نُصب عينيك وجِلاء قلبك».
واستعمل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلاً على سرية؛ فقال له «أوصيك بتقوى الله عز وجل، الذي لا بُد لك من لقاه، ولا منتهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة»
وكتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى رجل «أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها؛ فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين»
ولما ولي خطب، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال «أوصيكم بتقوى الله عز وجل؛ فإن تقوى الله عز وجل خَلَف من كل شيء، وليس من تقوى الله خَلَف».
وقال رجل ليونس بن عبيد أوصني فقال «أوصيك بتقوى الله والإحسان؛ فإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ»
وقيل لرجل من التابعين عند موته أوصنا فقال «أوصيكم بخاتمة سورة النحل إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ النحل
وكتب رجل من السلف إلى أخٍ له «أوصيك بتقوى الله؛ فإنها من أكرم ما أسررتَ، وأزين ما أظهرتَ، وأفضل ما ادخرتَ؛ أعاننا الله وإياك عليها، وأوجب لنا ولك ثوابها»
وكتب رجل منهم إلى أخٍ له «أوصيك ونفسي بالتقوى؛ فإنها خير زاد الآخرة والأولى، واجعلها إلى كل خير سبيلك، ومن كل شر مهربك؛ فقد تكفل الله عز وجل لأهلها بالنجاة مما يحذرون، والرزق من حيث لا يحتسبون»
وقال شعبة «كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم ألك حاجةٌ؟ فقال أوصيك بما أوصى به النبي معاذ بن جبل «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»
وقد ثبت عن النبي أنه كان يقول في دعائه «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» مسلم
وكان وهب بن الورد يقول «خفِ الله على قدر قدرته عليك، واستحِ منه على قدر قربه منك»
وقال له رجل عظني فقال له «اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك»
وكان الإمام أحمد ينشد
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل
خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليه يغيب
رزقنا الله وإياكم حسن التقوى، ووفقنا لما يحب ويرضى
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لا يزال حديثنا موصولاً عن الجنة، والطريق الموصلة إليها، والذي لا شك فيه أن أكثر ما يُدخل الناس الجنة بعد الإيمان هو تقوى الله عز وجل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ «تَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أخرجه الترمذي، وصححه الألباني
وآي القرآن الكريم وشواهده كثيرة في هذا الصدد، قال الله تبارك وتعالى وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ آل عمران
وقال سبحانه وتعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ" الحجر
وقال جل وعلا:" وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" الزمر
وقال تعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ" الدخان
وقال جل وعلا: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" الذاريات
وقال سبحانه: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ" الطور
وقال تعالى: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ" القمر
وقال تبارك وتعالى: " مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ" الرعد.
وقال سبحانه وتعالى: "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ" محمد
وعن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» أبو داود والترمذي وحسنه الألباني
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعلانِيَتِهِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ، وَلا تَسْأَلَنَّ أَحَدًا شَيْئًا، وَإِنْ سَقَطَ سَوْطُكَ، وَلا تَقْبِضْ أَمَانَةً، وَلا تَقْضِ بَيْنَ اثْنَيْنِ» صحيح الترغيب للألباني.
ويدخل في هذا المعنى حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ فَقَالَ «تَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
حق الله على عباده أن يتقوه حق تقاته
التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين، قال الله تعالى :"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ" النساء
وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه؛ فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك، وذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه
وتارة تُضاف التقوى إلى اسم الله عز وجل كقوله تبارك وتعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" البقرة ، وقوله سبحانه وتعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" الحشر ؛ فإذا أُضيفت التقوى إليه سبحانه؛ فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه، وهو أعظم ما يُتقى، وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي، قال تعالى: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ" آل عمران ، وقال تعالى: "هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ" المدثر
فهو سبحانه أهلٌ لئن يُخشى ويُهاب، ويُجَلّ ويُعظَّم، في صدور عباده؛ حتى يعبدوه ويطيعوه؛ لما يستحقه من الإجلال والإكرام وصفات الكبرياء والعظمة، وقوة البطش، وشدة البأس.
وتارة تُضاف التقوى إلى عقاب الله، وإلى مكانه كالنار، أو إلى زمانه كيوم القيامة، كما قال سبحانه وتعالى: "وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" آل عمران
وقال تبارك وتعالى: "فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" البقرة ، وقال سبحانه:" وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" البقرة ، وقال تعالى: " وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا" البقرة.
ويدخل في التقوى الكاملة فعل الواجبات، وترك المحرمات والشبهات، وربما دخل فيها بعد ذلك فعل المندوبات، وترك المكروهات، وهي أعلى درجات التقوى، قال الله تبارك وتعالى:" الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" البقرة
وقال سبحانه وتعالى:" وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" البقرة
وقال ابن عباس رضي الله عنهما «المتقون هم الذين يحذرون من الله عقوبته، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به»
وقال الحسن «المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم، وأدوا ما افترض الله عليهم»
وقال عمر بن عبدالعزيز «ليس تقوى الله بصيام النهار، ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله تركُ ما حرَّم الله، وأداء ما افترض الله؛ فمن رُزق بعد ذلك خيرًا فهو خير إلى خير»
وقال طلق بن حبيب «التقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله تخاف عقاب الله».
وقال الحسن «ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام»
وقال ميمون بن مهران «المتقي أشد محاسبةً لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه»
وقال ابن مسعود في قوله تعالى: " اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ" آل عمران قال «أن يُطاع فلا يُعصَى، وأن يُذكر فلا ينسى، وأن يُشكر فلا يُكفر»
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات، ومعنى ذكره فلا ينسى ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في حركاته وسكناته وكلماته؛ فيمتثلها، ولنواهيه في ذلك كله فيجتنبها.
وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرمات، كما قال أبو هريرة وقد سُئل عن التقوى؛ فقال لسائله هل أخذت طريقًا ذا شوك؟ قال نعم قال فكيف صنعتَ؟ قال إذا رأيت الشوك عزلت عنه، أو جاوزته أو قصرت عنه قال ذاك التقوى.
وأصل التقوى أن يعلم العبد ما يتقي، ثم يتقي، قال بعض السلف «إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة ولم تغض بصرك».
وفي الجملة؛ فالتقوى هي وصية الله لجميع خلقه، ووصية رسول الله لأمته، فعن بُرَيْدَةَ بنِ الحصيب رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا بَعَثَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَبِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا» صحيح سنن ابن ماجه
ولما وعظ النبي الناس، حتى قالوا له كأنها موعظة مودع؛ فأوصاهم بتقوى الله؛ فعنِ الْعِرْبَاضِ بن سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا، قَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ » أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول في خطبه «أما بعد؛ فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة؛ فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته؛ فقال إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ الأنبياء.
ولما حضرته الوفاة وعهد إلى عمر دعاه فوصاه بوصيته، وأول ما قال له «اتق الله يا عمر»
وكتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبدالله رضي الله عنهما «أما بعد؛ فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل؛ فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، واجعل التقوى نُصب عينيك وجِلاء قلبك».
واستعمل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلاً على سرية؛ فقال له «أوصيك بتقوى الله عز وجل، الذي لا بُد لك من لقاه، ولا منتهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة»
وكتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى رجل «أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها؛ فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين»
ولما ولي خطب، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال «أوصيكم بتقوى الله عز وجل؛ فإن تقوى الله عز وجل خَلَف من كل شيء، وليس من تقوى الله خَلَف».
وقال رجل ليونس بن عبيد أوصني فقال «أوصيك بتقوى الله والإحسان؛ فإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ»
وقيل لرجل من التابعين عند موته أوصنا فقال «أوصيكم بخاتمة سورة النحل إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ النحل
وكتب رجل من السلف إلى أخٍ له «أوصيك بتقوى الله؛ فإنها من أكرم ما أسررتَ، وأزين ما أظهرتَ، وأفضل ما ادخرتَ؛ أعاننا الله وإياك عليها، وأوجب لنا ولك ثوابها»
وكتب رجل منهم إلى أخٍ له «أوصيك ونفسي بالتقوى؛ فإنها خير زاد الآخرة والأولى، واجعلها إلى كل خير سبيلك، ومن كل شر مهربك؛ فقد تكفل الله عز وجل لأهلها بالنجاة مما يحذرون، والرزق من حيث لا يحتسبون»
وقال شعبة «كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم ألك حاجةٌ؟ فقال أوصيك بما أوصى به النبي معاذ بن جبل «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»
وقد ثبت عن النبي أنه كان يقول في دعائه «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» مسلم
وكان وهب بن الورد يقول «خفِ الله على قدر قدرته عليك، واستحِ منه على قدر قربه منك»
وقال له رجل عظني فقال له «اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك»
وكان الإمام أحمد ينشد
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل
خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليه يغيب
رزقنا الله وإياكم حسن التقوى، ووفقنا لما يحب ويرضى
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم