شفاعة الرسول
في السيرة النبوية
الشفاعة في اللغة العربية هي التوسط بالقول في وصول شخص إلى منفعة دنيوية أو أخروية أو إلى خلاص من مضرة، هكذا ورد في المصباح المنير للفيومي.
وفي كتاب التعريفات للجرجاني: هي سؤال التجاوز عن الذنوب من الذي وقعت الجناية في حقه، وبناء على هذا فإن الشفاعة والإغاثة والتوسل ألفاظ ذات صلة ببعض.
والعلماء قسموا الشفاعة إلى شفاعة حسنة وشفاعة سيئة، فالشفاعة الحسنة أن يشفع الشفيع لإزالة ضرر أو رفع مظلمة أو جر منفعة إلى مستحق ليس فيها ضرر لأحد، وهذه من باب: “وتعاونوا على البر والتقوى”.
والشفاعة السيئة ان يشفع في اسقاط حد بعد بلوغه السلطان أو هضم حق أو إعطائه لغير مستحقه.
والشفاعة يمكن ان تكون في الدنيا، ويمكن ان تكون في الآخرة، لذلك فقد وردت في الأحاديث صحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المسلمين، فيشفع لهم من يأذن له الرحمن من الأنبياء والملائكة وصالحي المؤمنين كما ورد في صحيح مسلم.
وأقول: من يأذن له الرحمن، لأن الله تعالى قال: “يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً”. الآية 109 من سورة طه.
ويذكر ابن القيم رحمه الله أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ستة أنواع هي:
1- شفاعته العظمى التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل حتى تنتهي إليه عليه الصلاة والسلام فيقول أنا لها أنا لها، وهذه الشفاعة تكون للإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب.
2- شفاعته لأهل الجنة في دخولها.
3- شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار بذنوبهم، فيشفع لهم الرسول ألا يدخلوها.
4- شفاعته في العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم.
5- شفاعته لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفعة درجاتهم.
6- شفاعته في بعض أهله الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه، وهذه خاصة بعمه أبي طالب وحده.
أقول: هذه الشفاعات ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة، وأهل السنة والجماعة متفقون على ثبوتها، وقد ورد في صحيح البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة.
وأورد البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث الشفاعة العظمى الطويل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الناس الأولون والآخرون في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك الله من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم علي غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون له مثل ذلك، فيتذكر دعوته على قومه، فيحيلهم إلى ابراهيم عليه السلام، فيعتذر ايضاً ويتذكر كذباته الثلاث، فيحيلهم إلى موسى عليه السلام فيعتذر ايضاً، ويتذكر انه قتل نفسا بغير حق، فيحيلهم إلى عيسى عليه السلام فيعتذر ويحيلهم إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتونه فينطلق الى عرش الرحمن فيقع ساجدا، ثم يفتح الله عليه من محامده، ثم يقول له: ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع، فيرفع الرسول رأسه ويقول: أمتي أمتي، فيقال له: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن للجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك، ثم قال: والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع أبواب الجنة كما بين مكة وحمير، أو كما بين مكة وبصرى.
أقول: إذا كانت هذه سعة باب الجنة الذي يدخل الناس منه إلى الجنة بسبب شفاعته، فلن يبقى أحد من أمته خارج الجنة، أليس كذلك؟
في السيرة النبوية
الشفاعة في اللغة العربية هي التوسط بالقول في وصول شخص إلى منفعة دنيوية أو أخروية أو إلى خلاص من مضرة، هكذا ورد في المصباح المنير للفيومي.
وفي كتاب التعريفات للجرجاني: هي سؤال التجاوز عن الذنوب من الذي وقعت الجناية في حقه، وبناء على هذا فإن الشفاعة والإغاثة والتوسل ألفاظ ذات صلة ببعض.
والعلماء قسموا الشفاعة إلى شفاعة حسنة وشفاعة سيئة، فالشفاعة الحسنة أن يشفع الشفيع لإزالة ضرر أو رفع مظلمة أو جر منفعة إلى مستحق ليس فيها ضرر لأحد، وهذه من باب: “وتعاونوا على البر والتقوى”.
والشفاعة السيئة ان يشفع في اسقاط حد بعد بلوغه السلطان أو هضم حق أو إعطائه لغير مستحقه.
والشفاعة يمكن ان تكون في الدنيا، ويمكن ان تكون في الآخرة، لذلك فقد وردت في الأحاديث صحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المسلمين، فيشفع لهم من يأذن له الرحمن من الأنبياء والملائكة وصالحي المؤمنين كما ورد في صحيح مسلم.
وأقول: من يأذن له الرحمن، لأن الله تعالى قال: “يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً”. الآية 109 من سورة طه.
ويذكر ابن القيم رحمه الله أن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ستة أنواع هي:
1- شفاعته العظمى التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل حتى تنتهي إليه عليه الصلاة والسلام فيقول أنا لها أنا لها، وهذه الشفاعة تكون للإراحة من هول الموقف وتعجيل الحساب.
2- شفاعته لأهل الجنة في دخولها.
3- شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار بذنوبهم، فيشفع لهم الرسول ألا يدخلوها.
4- شفاعته في العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم.
5- شفاعته لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفعة درجاتهم.
6- شفاعته في بعض أهله الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه، وهذه خاصة بعمه أبي طالب وحده.
أقول: هذه الشفاعات ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة، وأهل السنة والجماعة متفقون على ثبوتها، وقد ورد في صحيح البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة.
وأورد البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث الشفاعة العظمى الطويل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الناس الأولون والآخرون في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك الله من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم علي غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون له مثل ذلك، فيتذكر دعوته على قومه، فيحيلهم إلى ابراهيم عليه السلام، فيعتذر ايضاً ويتذكر كذباته الثلاث، فيحيلهم إلى موسى عليه السلام فيعتذر ايضاً، ويتذكر انه قتل نفسا بغير حق، فيحيلهم إلى عيسى عليه السلام فيعتذر ويحيلهم إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتونه فينطلق الى عرش الرحمن فيقع ساجدا، ثم يفتح الله عليه من محامده، ثم يقول له: ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع، فيرفع الرسول رأسه ويقول: أمتي أمتي، فيقال له: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن للجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك، ثم قال: والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع أبواب الجنة كما بين مكة وحمير، أو كما بين مكة وبصرى.
أقول: إذا كانت هذه سعة باب الجنة الذي يدخل الناس منه إلى الجنة بسبب شفاعته، فلن يبقى أحد من أمته خارج الجنة، أليس كذلك؟
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم