(قصة ريم وفهد)
_همس لها:
مثل القمر ياأم رهف ..استعجلي تأخرنا على الحفله..
_صحيح يافهد ؟؟ شكلي حلو او البس الطقم الذهبي ؟!
_لا..قلت لك..طقم اللولو احلى
مع فستانك الابيض ياروحي.
_طيب...ثواني واخلص..
حمل فهد ابنته رهف ...وتوجه للسياره ينتظر ريم ..ثم تذكر الهديه التي كان
عليه ان يحملها لأخيه عبدالله القادم من الخارج ..وعاد ليأخذها من الغرفه
.فإذا بريم تخرج مستعجله ...وتقف امامه .. وقف مبهوتا ينظر إليها ..
ابتسمت وهي تنظر لفستانها ويديها..
_لا ..لا .لاتقول ان فيه شيئ غلط ..قلي بسرعه مادامنا بالبيت .؟
وظل فهد واقفا مبهوتا.
وهو ينظر لها مليا.. وهمس .
_مثل الملاك بهذا الثوب الأبيض..
اندفعت من امامه ربما لتخرج نفسها من هذا الحرج ..
_وقالت :بانتظرك..لاتتأخر..
ضحك فهد عليها ...تنتظريني؟
انتظريني ثواااني على قولتك وتصير الثواني ساعات مثل دايم
..هاهاهاااهههههه.
@----@
وقف فهد بمنتهى القلق بآخر رواق المستشفى ..وما أن سمع وقع خطوات الطبيبه
حتى ذهب مسرعا إليها ليطمئن على صحة الغالية ..المسجاة في غرفه منفصله عن
غرفة الولاده ..وهي تقاسي الام المخاض ..واذ بالطبيبه تنظر له بلامبالاه
وتغادر ..وعرف انهاليست طبيبة زوجته ..
عاد يذرع الرواق جيئة وذهابا..
وهو يدعو لزوجته بالفرج ..
صرخه مكتومه ... تلاها عدد من الممرضات يتراكضن ..ويببعهن وانفاسه تكاد
تنقطع ..
دفعته احداهن بلطف وهي تقول بالأنجليزيه..ابق في الخارج لطفا..فحالتها
لاتسمح بدخولك ..
لم يعبأ بما تقول واستنجد بالطبيبه
_دكتوره رولا..ارجوك..اريد ان ابقى بجانب زوجتي..
_دعيه يدخل..
قالتها وهي لم ترفع رأسها..دخل وأمسك بيدها..
_قالت:وهي تنظر اليه بمنتهى الخضوع والألم..
_انا بموووت يافهد..
_ضغط على يدها بشده
لاحبيبتي..تصبري..خذي نفس.. وبترتاحين ان شاء الله.
وبدأ ضغط ريم بالتوازن..
وعادت النبضات افضل ..
وفهد مستمر بتهدئتها والتنفس معها بهدوء ..
فابتسمت الطبيبه ..وقالت: ليتنا سمحنا له بالدخول من البدايه..
وحدث كل شيء بسرعه ..فإذا عبودي يطل على الدنيا ويطلق صرخته الاولى..وتحضنه
ريم على صدرها وهي تبكي..الحمدلله الحمدلله
@.=.@
يخيل للناظر لحال فهد وريم وطفليهما ان السعاده كلها تجمعت لتحيط هذه
العائله بحنانها..وطيور الحب ظلت مرفرفه حولهم مده طويله ولحظات النعيم
التي عاشوها لاتقاس بها أية لحظات في هذه الدنيا ...
كان كل مايفعله فهد في نظر ريم هو امر محبب ومدهش ..!
وظلت تعامله دوما كطفليها ..
تغدق عليه من حنانها .تدلله تعطيه بلا حدود..لم تغيرها الايام ولا أي ظرف
يعصف بحياتهما الصغيره .، كانت دوما هي النبع الذي يسقيه حد الأرتواء .. هي
لون الفرح الذي يمحو كل شحوب من ايامه ..
وكذا كان فهد معها..
رجلا" انسانا"..
صديقا" واخا"..
أبا" وزوجا"..
ولكن
قرأ فهد يوما" ما عبارة على ريم وناولها الصحيفه ..
تقول العباره > كل لحظات السعاده في الدنيا محدوده وفانيه وليعلم كل من
كان سعيدا" انه سيدفع ثمن سعادته أضعافا مضاعفه من الألم والحرمان ..<
وضحكت ريم ..
علقت قائلة بلامبالاة..
_كلام جرايد..!
ولكن فهد أظلته سحابه من الوجوم .. شعر انها مرت به واختطفة منه اللحظه مع
ريم وطفليه الأن ..
@===@
لم يمهل المرض ريم طويلا فبعد الانخفاض الحاد في كريات الدم البيضاء وتكسر
الصفائح الدمويه بدأت صحتها بالتدهورتدريجيا..فقدت النطق أولا ، ثم النظر
_ثم فقدت الحركه تماما..
وأصبحت فيما بعد لا تعرف من حولها وفقدت ذاكرتها بالكليه
ثم انتقلت للرفيق الأعلى. حاملة معها روح فهد الذي بقي جسدا بلا روح..
أصبح لايستطيع النظر لطفليه
ولادخول بيته
وظل عام كامل يتنقل بين العيادات النفسيه جسدا خاويا بلاروح ولا أحساس..
وكان جوابه على كل سؤال .
(لماذا تركتني وذهبت )
جرب والده القسوه ليعود لرشده ، جربوا اللين ،،
ولكن لاشيء يفيد ..
وبقي امل وحيد..
رنا.
أخت ريم التي تصغرها بعامين فقط ..
نزوجها لفهد لتلتئم جراحه وهي اكثر من يستطيع رعاية طفلي أختها ..
وتم الأمر ..
وزفت رنا.
إنسانه اخرى ..
بإحساسها ومشاعرها..هي قطعا ليست نسخه من أختها
فأصابع اليد مختلفه..
دخلت ريم حياتها مع فهد كجنه ونعيم ، ودخلت رنا حياة فهد فما لمست غير
الخواء ولاوجدت غير انعدام كل شيء .
انها تتمنى ان يبكي..
يغضب..
يضحك..
يتملل..
تتمنى ان ترى بادرة تدل على أنها تعيش مع إنسان ..
إنه بلا إحساس تماما..
تبلد..
جمود..
حاولت مره..مرتين..ومائه ..لكن لا نتيجه ..
إنه لايستجيب لأي شيئ لأنه قبل كل شيئ لايشعر...
إنه ببساطه فاقد للأحساس..
وفاقد للقدره على التواصل .
وكل ذلك يهون .. وقد تقول لنفسها انها مسألة وقت فقط.
لكن الأمر وصل لحالة مرضية إنه يرفض التخلص من أي شي يتعلق بريم إنه يحتفظ
حتى بأشيائها الخاصه.
بكل أدواتها وزينتها وملابسها واوراقها وكتبها..
ووصل الأمر به ان طلب من رنا أن ترتدي أحد أثواب ريم.
أخذ ينظر اليها بضراعه .
_تكفين يارنا ..علشاني .البسي فستانها الحريري الابيض ..فستان ملاكي الابيض
...ريم حبيبتي.
وانخرط في بكاء هستيري..
ووقفت رنا مذهوله ..
أنه حاله مرضيه ..ولن أستطيع التحمل أكثر....
@====@
خرجت من بعد ان اخذت حمام دافي يريح اعصابها...
وذاك الغريب يقاسي مرارة الغربه وهو معها بنفس الغرفه...
ولكنها غربته باختياره فليتحمل وحده ..هكذا همست رنا لنفسها ...
وعند دولاب ريم رأته جاثيا مطأطأ الرأس ...
وقفت رنا مذهوله تنظر أليه..
تجمد الكلام على شفتيها..
اقتربت تمشي بهدوء وهو لايشعر بها .. وقطرات الماء لازالت تنساب من شعرها
..
رأته يحتضن ثوبا حريرا ابيض بكفيه..يعصره ويستنشقه ويغرقه بدموعه..
سمعت نحيب فهد كمالم تسمع نحيب رجل من قبل ..
ارتجفت اوصالها ..واقتربت منه اكثر..وتضع يدها على كتفه .. فلم يعبأ بها ..
_بسم الله عليك ..وش فيك يا فهد..؟
أزاحها عنه بعنف ..
_وخري عني..
بصوت كأنه قادم من عمق قلبه
_فهد كذا مايصلح ..قم وغسل وجهك واترك هالملابس ..ريم راحت الله
يرحمها..انا وعيالك محتاجينك..
رفع إليها عينين فيهما كل الآم الدنيا ..وكل حرمان يمكن تصوره..
فتح فمه ليتكلم فلم يستطع..
فرفع يده يشير اليها بالخروج
وقفت رنا بصلابه وقالت بثبات:
_اللي تسويه يأثر في أي احد الا انا..انا اعرفك زين ومستعده اساعدك لو
ساعدتني وتخلصت اولا من هذا
الدولاب ..وتذكرت ثانيا ان ريم ماراح ترجع لو بكيت عليها عمرك كله .. ريم
ماتت..
تعرف معنى ماتت..؟؟
وغطى المكان سكون رهيب..
وبقيا لبرهه صامتين كالاموات.
وللتو شعرت رنا فداحة ماقالت.
وأن أحدا لم يجروء من قبل على قول ذلك لفهد ..
وابتسم..!
ابتسم اخيرا..
ابتلعت رنا ريقها بصعوبه وهي ترقب فمه .. فهو يبدو على وشك الكلام...
وضحك فهد بوضوح..
لكن ضحكته كانت تثير الخوف اكثر من الراحه ..
ثم علا صوت ضحكته اكثر وهو يقول...
ياحبيبتي ياريم ..تأذيك أختك بكلامها ..؟
سأطلقها...
اذهبي يارنا...
أنت طالق..
@ النهايه @
ملاحظه:
القصه واقعيه
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر