</STRONG>[size=21]أشتهرت بغداد باسماء كثيرة ومعروفة بصياغة عشرات القصص الخيالية والتي ينسبون الكثير منها اليهم، وهذه القصص أو الحكايات ما هي الا مجموعة من الأكاذيب ـ بل والاكاذيب المبالغ فيها
</STRONG>
وقد تناقلتها الاجيال لأجل الضحك فقط، وكذلك عن مدى استطاعة هولاء الرجال على الاستمرار في كذبتهم بالرغم من انها كذبة مكشوفة .
حتى أصبح هولاء الكذبة مثالاً يُضرب لدى الناس، بل وبدأوا يختلفون عن أيهم أكثر كذبا، لهذا أشتهرت أسماء اكثر من غيرها ومن هذه الاسماء المعروفة ابراهيم عرب وغيره الذين كانوا يتبارون بينهم بسرد قصصهم الخيالية ..
إضافة الى الاسماء أشتهرت أشهر معينة من السنة عن مثيلاتها بأن الكذب فيها مجاز إذا صح التعبير وما نقصده هنا شهر نيسان، فكل العراقيين يعرفون كلمة”كذبة نيسان“ إذ تعّود الناس على اطلاق نوعا من الاكاذيب التي تحتوي على جزء من الحقيقة وخاصة ما بين الاقارب والاصدقاء ، حيث انتشر هذا التعّود في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته، إذ لا يخلو أول يوم من الشهر المذكور إلا ونسمع فيه مجموعة منها .. كما ويجب القول هنا بأن هذه الكذبة النيسانية لم تكن محصورة بين العراقيين فقط بل هي معروفة لدى أغلب شعوب المعمورة ويمارسون طقوسها وتقاليدها حسب إرث وتاريخ كل مدينة من مدن العالم وفي الشهر نفسه، إذ تعرف لديهم”بكذبة أبريل“ ..
لابد من الاشارة هنا بأن معظم الدراسات القديمة والحالية، أكدت بأن الكذابين أُناس أسوياء وعلى مستوى جيد من الذكاء، أي أنهم لم يكونوا مصابين بمرض أوخلل وراثي حتى أثبتت الدراسات الحديثة أن دماغ الكذابين يحتوي على نسبة قليلة من الرصاص مقارنة بغير الكذابين، وهذه النسبة هي المسؤولة عن حالات الكذب .
من المهم أن يكون دخولنا لهذا الموضوع عبر أخصائيو علم النفس، حيث تؤكد أستاذة علم النفس الدكتورة انتصار كمال بأن الكذب حالة معروفة لدى شعوب الارض وقد تنوعت وتباينت الاسباب المؤدية الى انتشارها لدى الاطفال والصبيان والشباب والشيوخ فلكل مرحلة عمرية أسبابها ودوافعها والتي تختلف عن المراحل الاخرى فكذب الاطفال مثلاً ينشأ من الخوف من الكبار والذي يقل أو يختفي في المراحل الاخرى.
وكنا ننظر في السابق ـ والحديث لاستاذة علم النفس ـ الى جزء كبير منهم على أنهم يعانون من اضطرابات في المخ، ولكننا الآن ننظر اليهم بشكل مختلف، فهم يمتلكون خلطاً بين الواقع والخيال ـ وهؤلاء الذين يكذبون دوما ـ اضافة الى انهم لا يعانون من اختلال نفسي..وفي الاحوال كافة فأن نسبة منهم من الشريحة المتعلمة من المجتمع ـ على حد تأكيدها ـ فالانسان البسيط غير المتعلم يرى الحياة بشكل سهل وغير معقد، لهذا فهو ليس بحاجة الى خداع الآخرين وخاصة العاملين معه أو الذين يعيشون في وسطه بأهميته، أما المتعلمون والمثقفون فهم على الدوام بحاجة الى إظهار قدراتهم ومؤهلاتهم وشهادتهم وخاصة فئة الشباب منهم، إذ أن أغلب حالات الكذب تنتشر لدى هذه الفئة العمرية، وكلما زاد الانسان في عمره كلما قلت لديه حالة الكذب وكان واقعيا ومتفاعلاً مع الحياة .
الشيخ جميل الحيالي يؤكد بأن المؤمن لا يكذب واذا كذب فقد وضع نفسه في خانة المترددين والخائفين ويستند بذلك على حديث للرسول محمد”ص“ مفاده أن المؤمن يسرق ويزني ولكنه لا يكذب، هذا بالاضافة الى وصف الكذابين بأنهم يحاولون التخلص من موقف معين أو مأزق ، لذا فهم يلجأون الى الكذب.. أما الصادقون فنراهم بعيدون عن الكذب مهما كانت دوافعه وكذلك يستند بوصفه هذا الى حادثة تعود للخليفة عمر بن الخطاب”رض“ عندما سُئل لماذا لا تكذب، أجاب: أنني لا أخاف.
تقول المعلمة سها الساعدي: ان أغلب حالات الكذب لدى النساء هي للتباهي، أو الهرب من موقف لا تفضل الاجابة عليه ولهذا فالنساء ـ حسب تأكيدها ـ أكثر براعة في كشف حالات الكذب وجرأة في ممارسته، وذلك لكونهن أكثر إنتباهاً وملاحظة لأية تغيرات داخل بيوتهن وعملهن بل وحتى عندما يكونن في الشارع قياساً بالرجال.. وهناك مئات الأمثلة عن ملاحظتهن الدقيقة عن أي شيء، ومن هنا فهن قادرات على كشف كذب أزواجهن مثلا، وذلك من خلال ملاحظتهن اليومية لهم.. كما وتعتقد بأن الرجال أكثر كذبا من النساء وذلك لكونهم يقضين وقتاً طويلاً خارج البيت، والذي يكون جزءاً منه لقضاء أوقات للتسلية أو الترفيه أو غير ذلك، لان الرجال غير قادرين على المكوث في كثير من الاحيان في بيوتهم، لهذا
فهم يلجأون لإيجاد الاعذار لتبرير تأخرهم المستمر .
السيد محمود خيون موظف وصحفي له رأي آخر إذ يرى الكذب ظاهرة من ظواهر العصر الحديث، فالكل يكذب في حياته اليومية ويعلل ذلك بالتخلص من إلحاح البعض واسئلته المستمرة، حيث فرضت الظروف التي نعيشها نفسها بشكل قسري على مسيرة الحياة، فعدم حصول المواطن على احتياجاته المهمة كالماء والكهرباء والوقود جعلته كثير الشكوى، مما جعل أغلبنا يختلق الاعذار للتخلص من تساؤلاتهم.. هذا بالاضافة الى ان الحياة تغيرت على نحو واضح بعد سقوط النظام السابق فكل ما كان ممنوعاً أصبح في متناول اليد، مما زاد في تطور وتعقيد مسار الحياة والتي أنعكست على نوع التعامل مع بعضنا، ولهذا يؤكد خيون بأن معظمنا لا يعترف بقيمة راتبه مطلقاً، واذا أفصح عنه فهو يعطي رقماً في الاغلب أقل أو أكثر مما يتقاضى وحسب الموقف الذي يعيشه، كما ويصور الى الآخرين وخاصة إذ كان حديثه مع النساء بأنه يسكن بحي راق من أحياء مدينته ويمتلك أشياء كثيرة لا يمتلكها غيره والتي يطلق عليها اسم”الكذبة البيضاء“ ويعزوها الى تغير نمط الحياة كما سبق الحديث .
في عودة للدكتورة انتصار ترى أن بعضهم أصبح قادراً في كذبه على اقناع أية مجموعة من الاشخاص بأنه صادق في حديثه، بل وأنه يصدق كذبته ولهذا ينطبق عليهم المثل المعروف ومفاده”الكذب المصفط أفضل من الصدق المخربط“ وهذا المثل لم يأت إعتباطاً إنما جاء لاعتبارات مهمة، وهي بأن الكذابين قادرون على ربط الحقيقة بالخيال وإيصال المعلومة بدقة الى المتلقي وذلك من خلال ربطهم جزءاً من الحقيقة بالخيال.. حتى أن بعضهم يعيش الكذبة بكل أحاسيسه فتعطي إنطباعاً بصدقها .
من المهم الاشارة هنا بأن أهم دوافع الكذب تكمن بعدم امتلاك الكذابين لأشياء كثيرة، وهذا ما ولّد لديهم شعوراً بأنهم أقل شأنا من الآخرين، ولهذا كان الكذب متنفساً لهذه الاحاسيس . </STRONG>
</SPAN>
</STRONG>
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم