اسعاد الناس

إنها حقيقة يغفل عنها الكثيرون.. إن إسعاد الآخرين هي سعادتك وسرورك، يقول الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فلطالما استعبد الإحسان إنسان

وإليكم تلك القصة الواقعية، والتي تؤكد روعة المشاعر:

ففي إحدى المستشفيات كان هناك مريضان عجوزان مستلقيان على ظهرهما بأمر الطبيب، وكان سرير أحدهما يقع بجوار النافذة الوحيدة في الغرفة، والآخر بعيداً عنها، فكان المريض المجاور للنافذة كل يوم بعد العصر يصف لزميله المناظر الرائعة التي يراها من نافذة الغرفة.

وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كل يوم بشوق ولهفة، لأنها تجعل حياته كلها حيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج، حيث يقول: الحديقة الرائعة تمتلئ بالزهور والنباتات الجميلة والأشجار المثمرة، وتتوسط الحديقة بحيرة كبيرة يسبح فيها البط، والأولاد يلعبون على ضفافها بمراكبهم الورقية، ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين، تكرر ذلك كل يوم.

وتوفي المريض الموجود بجوار النافذة، وحزن زميله على وفاته، وطلب من الممرضة نقله على السرير المجاور للنافذة ليرى ما كان يصفه زميله، فأخبرته الممرضة بأن زميله الراحل كان أعمى، وأنه كان يتخيل المناظر ويرويها لك حتى يدخل السرور عليك