زوجات النبي الطاهرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وهاهي سيدة الحسب و النسب ..سيدة قريش ...الطاهرة الشريفة ...سيدة نساء العالمين في زمانها ,وسباقة الخلق للإسلام :خديجة بنت حويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب ,أوسط نساء قريش نسبا و أعظمهن شرفا . 
والدها : خويلد بن أسد من أشراف قريش و من كبار رجالها و ذوي الوجاهة فيها أما عن والدتها فهي : فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحة . 
تزوجت الحبيبة مرتين قبل أن تدخل بيت النبوة الطاهر صلى الله وسلم على أهله .تزوجت من أبي هالة بن زرارة التميمي فأنجبت منه هالة و هندا ولما مات ابو هالة تزوجت من عتيق بن عابد بن عبد الله المخزومي فلبثت معه فترة من الزمن ثم افترقا . تقدم لها الكثير من الأشراف و السادة و لكن الله ألهمها أن ترد خطابها وتعرض عنهم لتتشرف بالزواج من سيد الخلق محمد بن عبد الله بن عبد المطلب كبير قريش و سيدها صلى الله عليه و سلم وآثرت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها الانصراف لتربية أولادها وإدارة شؤون تجارتها حيث كانت غنية ذات مال ولما سمعت رضي الله عنها بأخلاق الصادق الأمين عليه صلوات من ربه و سلام الفضيلة وما اشتهر به من صدق و أمانة بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها متاجرا إلى الشام على أن تعطيه أفضل مما تعطي غيره من التجار و أرسلت معه غلام لها يدعى : ميسرة .
سافر النبي صلى الله عليه و سلم معه ووفق الله هذه التجارة وكان الربح وفير . أعجب ميسرة بأخلاق النبي صلى الله عليه و سلم وحسن معاملته وصدق حديثه ودهش لما رآى من أمور عجيبة خارقة تحيط بالنبي صلى الله عليه و سلم منها أنه عندما يشتد الحر في الهاجرة تضلّله غمامة وتحجب عنه أشعة الشمس صلى الله عليه و سلم ...
عاد ميسرة إلى سيدته رضي الله عنها وحدثها بخصال النبي صلى الله عليه و سلم ..
كل ذلك جعل قلب الحبيبة رضي الله عنها يتعلق بالنبي صلى الله عليه و سلم ويمتلئ حبا و إعجابا به ...وكيف لا تحبه و هو أكمل الناس خَلقا و خُلقاوكيف لاتهفو نفسها إليه وهو أنضر الشباب وجها و أكملهم رجله ...
عرضت السيدة الجليلة رضي الله عنها نفسها على المتوكل صلى الله عليه و سلم مخالفة بذلك التقاليد و الأعراف التي تجعل الرجل هو الخاطب .أرسلت رضي الله عنها بعض النساء ليتكلمن معه صلى الله عليه و سلم في هذا الموضوع ووافق عليه الصلاة و السلام ,ثم أخبرأعمامه بالخبر فذهب أعمامه صلى الله عليه و سلم إلى عم خديجة ضي الله عنها لخطبتها فأثنى عمها على النبي صلى الله عله وسلم ووافق على زواحهما على صداق قدره عشرون بكرة .
كان النبي صلى الله عليه وسلم ابن الخمس والعشرين ربيعا وعمرها رضي الله عنها أربعون عاما ,ولكن لم يمنع هذا الفارق في السن العروسين من أن يكونا أسعد زوجين و أكرم عروسين . عاش النبي صلى الله عليه و سلم معها السيدة الجليلة رضي الله عنها في بيتها وقدمت له صلى الله عليه و سلم نفسها و مالها , و تفانت في طاعته و خدمته و هيأت له كل أسباب السعادة و الراحة فكانت الزوجة المثالية الكريمة و الصالحة لعشرته صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنها و أرضاهما كل هذا الحب و الإحترام لم يذهب سدى بل وجد له مكان في قلب النبي صلى الله عليه و سلم فبادلها حبا بحب , ووفاء بوفاء ,فلم يتزوج غيرها في حياتها وصان بذلك قلبها رضي الله عنها من الغيرة عليه صلى الله عليه و سلم و عاش معها وحدها أمثر مما عاش مع زوجاته رضي الله عنهن بعد مماتها .
مرت السنين على هذا الزواج المبارك واستغرق الزوجان بالهناء و الألفة و الاستقرار , و أتم الله تعالى عليهما نعمته ورزقهما أربع بنات : زينب و رقيه و أم كلثوم وفاطمةرضي الله عنهن أجمعين كما أنجبت رضي الله عنها ولدين : القاسم و عبد اله و قدر أن يموتا صغيرين . بعد أن تزين هذا البيت المبارك بالأولاد امتلأ بالنور و الحب و العطف و الحنان من أبوة كريمة و أمومة رحيمة و أولاد يلعبون و يمرحون وينعمون بحياة أسرية دافئة .هذا البيت الكريم الذي ضم كذلك ولد الحبيبة رضي الله عنها من زوجها السابق هند وعلي بن أبي طالب و زيد بن حارثة و أم أيمن ,استغرق الزوجان في هنائهما أعواما طويله و لما اقترب النبي صلى الله عليه و سلم من الأربعين بدأت تباشير النبوة و إرهاصاتها تلوح في أفق حياته صلى الله عليه و سلم وحبب للصادق الخلوة بنفسه و العزلة عن الناس فكان يتعبد في غار حراء شهرا كاملا من كل عام و كانت رضي الله عنها تهيء له الزاد ليستعين به عندا يقيم الليالي في الغار . احتملت رضي الله عنها بعده صلى الله عليه و سلم عنها و صبرت على مفارقته لها مادام ذلك يعجبه و أحاطته بالرعاية و الهدوءما أقام في البيت . فإذا خرج إلى الغار ظلت عينها من بعيد عليه ترقبه و قلبها يحرسه صلى الله عليه و سلم .