بين الشعر والنثر
الشعر
* تعريف الشعر:-مفهوم الشعر عند ابن طباطبا في كتابه " عيار الشعر " :
يقول: الشعر –أسعدك الله - كلام منظوم بائن عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطبتهم بما خص بهم النظم الذي أن عدل عن جهته محجة الإسماع وفسد على الذوق.
والشعر هو ما إن عري عن معنى بديع لم يعر من حسن ديباجته، وما خالف هذا فليس بشعر.
مفهوم الشعر عند قدامه بن جعفر في كتابه " نقد الشعر ":
n هو قول موزون مقفـّى يدل على معنى ولأسباب مفردات التي يحيط بها حد الشعـر وهي اللفظ والمعنى والوزن والتقفية.مفهوم الشعر عند أبي هلال العسكري في كتابه " الصناعتين":
يقول: الشعر كلام منسوج منظوم وأحسنه ما تلاءم نسجه ولم يخف لفظه ولم يهجن ولم يستعمل فيه الغليظ من الكلام والسوقية من الألفاظ ولا خير في معاني إذا استكرهت قهرا والألفاظ إذا اجترت قصرا ولا خير فيما أجيد لفظه إذا سخف معناه ولا في غرابة المعنى إلا إذا شرف لفظه مع وضوح المغزى وظهور المقصد.
شروط جودة الكلام عند ابن هلال :-قال أبو هلال: ( الكلام أيدك الله يحسن بسلاسته وسهولته وصياغته وتخير لفظه وإصابة معناه وجودة مطالعه ولين مقاطعه واستواء تقاسيمه وتعادل أطرافه وتشابه أعجازه بهواديه ).
n تعريف ابن رشيق للشعر:-الشعر مكون من أربعة أشياء بعد النية، وهي: اللفظ، والوزن، والمعنى، والقافية، فهذا هو حد الشعر عند ابن رشيق ؛ لأن من الكلام موزوناً مقفى وليس بشعر؛ لعدم القصد والنية، كأشياء اتزنت من القرآن، ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك مما لم يطلق عليه بأنه شعرا.
n مفهوم الشعر عند حازم القرطاجني في كتابه " مناهج البلغاء":الشعر كلام موزون مقفى من شأنه أن يحبب إلى النفس ما قصد تحبيبه إليها، ويكره إليها ما قصد تكريهه لتحمل بذلك على طلبه أو الهرب منه بما يتضمن من حسن تخيل له ، ومحاجاة مسقلة بنفسها أو متصورة بحسن هيأة تأليف الكلام أو قوة صدقه أو قوة شهرته أو
بمجموع ذلك ، فأفضل الشعر ما حسنت محاكاته وهيأته وقوية شهرته أو صدقه أو خفي كذبه أو قامت غرابته .
وأردى الشعر ما كان قبيح المحاكاة و الهيئة ، وواضح الكذب خاليا من الغرابة وما أجبر ما كان بهذه الصفة ألا يسمى شعرا وإن كان موزونا مقفى.
والشعر عند العقاد تصوير اللذات والوجدان فهو تجربة ذاتية تنبع من أعماق الشاعر.
n النثر
النثر هو الكلام الذي يجري على السليقة من غير التزام وزن ، وقد يخل السجع والموازنة والتكلف في الكلام ويبقى نثرا إذا بقى مجردا من الوزن.
n الأمور التي يلتقي فيها الشعر مع النثر:-
1- أن كل منها يعبر عن العقل الشعور.
2- إن بعض الفنون النثرية كالقصص والوصف الخيالي والرسائل الوجدانية تقرب من الشعر الغنائي والتصوير والتأثير.
3- إن كل منهما يتناول الحياة بطريقة فنية يدخل فيها العاطفة والخيال.
• الفرق بين الشعر والنثر:-أولا: من الناحية التاريخية :فالشعر سبق النثر في الوجود وكان لغة الإنسان الأول حين كان يعيش الإنسان بعاطفته الطبيعية قبل أن ينضج عقله بأسباب الحضارة والثقافة والتجارب ، فلما تقدمت به الحياة وتمدين نضج عقله واضطر إلى النثر الذي يتسع لحاجته النثرية بجانب حاجته الشعرية.
ويرى ابن رشيق القيرواني في كتابه " العمدة":
النثر أقدم نشأة ودورانا على الألسن من الشعر ، ألا أن النثر لما كثر أصبح مبتذلا لم يهتم العرب بروايته كما اهتموا برواية الشعر.
حتى روى ابن رشيق قول من قال: ( ما تكلمت به العرب من جيد منثور مما تكلمت به من جيد الموزون فلم يحفظ من المنثور عشرة ولا ضاع من الموزون عشرة ).
n ثانيا : من الناحية الموضوعية:-وتقوم على أساس أن النثر أميل إلى التقرير والتوضيح نظرا لطبيعته الغالبة وإن الشعر أميل إلى التأثير والتطوير نظرا إلى طبيعة العاطفة الغالبة.
n ثالثا : من الناحية المعنوية:-وهذه العاطفة تظهر في أن العاطفة تعد في الشعر عنصره الأول والحقيقة عنصره الثاني ، أما في النثر تأتي الحقيقة قبل العاطفة.
n رابعا : من الناحية الصورية:-
ونذكر فيها عنصرين : الخيال والأسلوب ، فكثير في الشعر وأما في النثر فهو أقل وأضعف ، فأما الأسلوب فمظاهره واضحة في الوزن والقافية ، وفي رشاقة الكلمات وبراءتها من التنافر والابتذال والتحديث العلمي وإيجاز العبارة وتحررها من بعض القوانين العلمية ، فإذا نثرت شعرا تبين لك ما بين الأسلوبين الفروق طبيعية.
n خامسا : من الناحية الغائية:-
فقد تبين مما سبق إن غاية النثر يغلب عليها النفع والإفادة بما يحوي من آراء ونظريات مبرهنة وغاية الشعر التأثير والإمتاع ما دامت طبيعته أكثر فيه وأكمل على الشعور الصادق والخيال الجميل والتعبير الدقيق الرائع.
والنقاد القدماء يختلفون في تفضيل الشعر على النثر فابن رشيق ، وأبو هلال العسكري يفضلان الكلام المنظوم على الكلام المنثور ، أما ابن الأثير فيرى المنثور أشرف من المنظوم لأسباب دينية ، وإن كثرة المجيدين من الشعراء يدل على سهولة مسك الشعر وروعة مسلك النثر.
n * أقسام الشعر وأنواعه:-قسم النقاد والمؤرخون الشعر إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي:
قصصي ، وغنائي ، وتمثيلي ، وأساس هذه القسمة هي الصلة بين الشاعر وموضوع الشعر ، فالقصصي شعر موضوعي ، والغنائي شعر ذاتي ، والتمثيلي شعر موضوعي في طريقة ذاتية.
وعورض هذا التقسيم بذكر أنواع أخرى حتى عدّها بعضهم خمسة أقسام بإضافة الشعر التعليمي الذي يمجد الفضائل الدينية والخلقية ويدعو إليها كمذهب أبي العتاهية ، ثم الشعر الهجائي وهو الشعر الذي يهاجم الرذائل والأخطاء الاجتماعية ، وهو غير السباب الشخصي المعروف في الأدب العربي.
ويرى " أحمد الشايب " أنه يمكن رد هذين القسمين إلى الشعر الغنائي إذا لوحظ أنهما يصوران شعور الفرد وهو حبه للخير وبغضه للشر.
n أقسام النثر وأنواعه:-ينقسم النثر إلى خطابة وكتابة وإن كان ثمة نقاد قسموا النثر إلى خطابة ترسل، واحتجاج حديث ، وقد عارض الدكتور " عثمان موافي " هذا التقسيم فلم يعد الجدل فنا نثريا قائما بذاته، وقد أصبح النثر في العصور المتأخرة على أنواع عديدة:
الرسائل السلطانية ، والرسائل الإخوانية ، والرسائل الأدبية ، والمقامات ، والمفاخرات ، والحوادث الجارية، ورسائل العيد ، وعقود الزواج ، والأجازات العلمية، وما إلى ذلك.
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم