يتصور كثير من المسلمين أن رمضان شهرٌ تتعطل فيه المصالح، ويتخفف فيه الصائمون من العمل، ولا يتحمل فيه مسلم مسلما. وهذه عادةٌ سيئةٌ من سيئ عادات المسلمين في رمضان، فلا هو شهر كسل ودعة، ولا هو شهر تعطيل المصالح والتخفف من العمل، ألا ساء ما يتصورون!!.
إن التاريخ يقول لنا: لم ينتصر المسلمون في شهر كما انتصروا في رمضان، وهو كلام أشهر من أن يذكر، وهل هناك عمل أشق على البدن من القتال؟ كلا. كلا.
يقول الشيخ الغزالي ساخرا ومستنكرا وقاحةَ الذين يفطرون بحجة ضعف الإنتاج: "ويفطر أحدهم في رمضان ويأمر الآخرين بالفطر، ويضع قدما على أخرى في مكتبه، وهو يهتك حرمة الشهر، ويشرب القهوة والدخان، لكن لماذا يفعل ذلك، وقد قال الله: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ لا.. إن هذا الصوم يضعف الإنتاج، ونحن في عصر يتطلب المزيد منه" (الإسلام في وجه الزحف الأحمر!!).
إن المسلمين هم الذين حوَّلوا هذا الشهر إلى شهر كسل وتراخٍ بما يسهرونه من الليل وينامونه من النهار، ولو أنهم صاموا حق الصيام، وتحرَّوا الوصول إلى مقاصد الصيام العظيمة لتحقق للأمة في هذا الشهر من الكفاية الإنتاجية ما يكفيها باقي السنة. صحيح أن الصوم يضعف البدن، لكنه يقوِّي العزم، ويشدُّ الظهر، ويعوِّد الصبر، ويربِّي المؤمن على طول التحمل وقوة الإرادة.
إن بدَنا من الأبدان قد يكون صحيحا معافى، لكنه لا يستطيع أن يصل بصاحبه إلى تحقيق هدف أو يصعد به نحو المعالي ونحو النور؛ لأنه قعدت به عزيمته، وتأخرت به إرادته، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وربَّ جسد حطمته الأمراض وركبته العلل.
لكنَّ عزيمةَ صاحبه تسوق هذا الجسد الهامد نحو العلا وتحقق به الغايات البعيدة، وما أصدق قول أبي الطيب، وهو يعاني شدائد الحمى:
فإنْ أُحْمم فما حُمَّ اعتزامِي وإنْ أمْرَضْ فما مَرِضَ اصطبَارِي
وإنْ أسـلمْ فَمَا أَبَقَى وَلَكِنْ سَلِمْتُ مِنَ الْحِمَـامِ إِلى الْحِمامِ
وأحب أن أشير في النهاية إلى أن الإسلام يدعو بيقين إلى محاربة هذه العادات في كل زمن. وإذا كانت محظورة في غير رمضان فإنه يتأكد حظرُها في هذا الشهر الفضيل، الذي جعله الله زادا يتزود منه المؤمنون، وجعله مغفرة للسيئات، وصعودا في مدارج السالكين.
إن الإنسان لو لم يستطع أن يقود نفسه للإقلاع عن هذه العادات في غير رمضان فإن في رمضان وجوِّه العام ما يعينه على التخلي عن سيئ العادت والتحلي بكل الفضائل، فالصيام عبادةٌ قوامها أن يمتلك المرء نفسه، وأن يحكُم هواه، وأن تكون لديه العزيمة التي يترك بها ما يشتهي، ويقدم بها على ما يكره.
كما أن الصيام يقوم على تحرير الإرادة الإنسانية، وجعلها تبعا لأوامر الله لا لرغائب النفس، وتحرير الإرادة هو الفرق الهائل، لا أقول بين الحر والعبد، بل بين الإنسان والحيوان، ومن لم ينأَ بنفسه عن عالم الحيوان الأعجم فلا يلومنَّ إلا نفسه، ومن لم يتعامل مع شهر رمضان على أنه شهر الثورة على كل عادة سيئة فلم يتحقق بفضيلة ولم يحرز هدفا، وخرج من شهر الفيض خائبا خاسرا.
الأحد يونيو 16, 2013 7:21 pm من طرف سلوى
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
الأحد يونيو 16, 2013 7:13 pm من طرف سلوى
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 2:00 am من طرف مريم
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:58 am من طرف مريم
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:50 am من طرف مريم
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:11 am من طرف مريم
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
الإثنين نوفمبر 05, 2012 1:03 am من طرف مريم
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:16 am من طرف مريم
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر
الإثنين نوفمبر 05, 2012 12:08 am من طرف مريم