السلس البولي هو خروج البول اللاإرادي من فوهة الإحليل، وهو مشكلة شائعة جداً حيث إن 50% من النساء يعانين من أحد أشكال هذا المرض المزعج. وأقول مزعجاً لأنه غير خبيث، إلا أنه أيضاً قد يسيطر على سلوك المريضة، ويضطرها إلى تغيير بعض عاداتها ويحد من نشاطها أو عملها، علماً أنه في معظم الحالات سهل العلاج، سريع الاستجابة.
أثبتت الدراسات أن 60% من هؤلاء السيدات قد تتأثر حياتهن اليومية ونشاطاتهن الاجتماعية جراء هذا المرض، ليس هذا فحسب ولكن نسبة كبيرة من السيدات يعانين من تأثر حياتهن الجنسية والزوجية بسبب هذا المرض.
فنرى البعض من السيدات يتنازلن عن ممارسة أبسط الرياضات والامتناع عن لبس بعض الملابس لإخفاء هذا المرض. والعجيب في الأمر أن الدراسات أثبتت أن النسبة الكبرى من السيدات لا يبحن بهذا المرض ولا يشركن الأطباء فى مأساتهن مع السلس البولي. ليس هذا على المستوى العربي فحسب ولكن على مستوى العالم بأسره لذا فهو المرض الخفي.
إن هذه المشكلة – وعلى العكس مما يعتقده البعض – ليست أمرا طبيعيا وليست مرتبطة كلياً بتقدم السن، حيث أن 30 – 40% من حالات السلس البولي لدى النساء شائعة بين السيدات في أواسط العمر. فلم الخجل المفرط ولقد أمرنا نحن المسلمين بالتداوي والعلاج والأخذ بالأسباب، كما أمرنا بالتطهّر من البول. فالمتوقع أن تقل نسبة شيوع هذا المرض في مجتمعاتنا المسلمة لا سيما لتوفر العلاج والأسباب في هذا البلد الكريم .
أنواع السلس البولي
للسلس البولي لدى النساء أنواع عديدة ، يجب التفريق بينها لأن العلاج مختلف لكل نوع: السلس البولي الإجهادي: هو تقاطر البول أثناء السعال أو الضحك أو العطاس، أو حمل أي شئ ثقيل وهو الأكثر شيوعاً لدى النساء (40%)، والسبب في حدوثه يرجع إلى ضعف عضلات قاع الحوض وعنق المثانة الناتج عن إمّا كثرة الولادات أو تقدم في السن.
1- السلس البولي الإلحاحي: وهو فقدان التحكم في البول لا إرادياً بعد الإحساس المفاجئ بالحاجة إلى التبول وهذا النوع يُبقي المصابة دوماً قريبة من المرحاض ودورات المياه. وأسبابه متعددة منها الالتهابات المتكررة والمزمنة للمثانة، أو وجود حصى أو أورام مثانية – لا سمح الله -. وقد يصاحب أيضاً بعض الأمراض العصبية المزمنة. 2- السلس البولي المختلط وهو الذي يجمع كلا النوعين السابقين. 3- سلس البول المفيض أو العجائبي: وهذا النوع قليل بحمد الله – وتشكو المصابة بعدم القدرة على التبول بشكل طبيعي وكامل، مما يؤدي إلى بقاء كمية كبيرة من البول في المثانة وتقوم هذه الكمية بالازدياد تدريجياً إلى حد كبير مما يجعل المثانة تفرغ بعض القطرات بشكل لا إرادي. وترجع أسباب هذا النوع من السلس البولي إلى انسداد في عنق المثانة أو أمراض عصبية تشلّ عضلات المثانة، أو بعض الأورام في الجهاز التناسلي. 4- أنواع أخرى أقل شيوعاً كالسلس الليلي والسلس لوجود بعض التشوهات أو النواسير. يبدأ التعرف على هذا المرض عن طريق الشكوى فبدون الشكوى لن يستطيع الأطباء مساعدتكم بعدها سيكون مهماً جداً منح المريض الثقة الكاملة والوقت الكافي لتبوح المرأة بمعلومات كانت تعتبرها غاية في السرية وتوضح للطبيب أموراً تعتبرها شخصية لكي يتسنى للطبيب استنتاج نوع السلس الذي تشكو منه السيدة.
بعد ما يتم التشخيص الدقيق لنوع السلس البولي الذي تعاني منه المريضة، يتم التحدث معها بكل وضوح عن جميع خيارات العلاج المتوفرة.
إن طرق العلاج كثيرة ، ويمكن تقسيمها إلى طرق غير جراحية وطرق جراحية:
الطرق غير الجراحية: 1) تمارين قاع الحوض الرياضية: حيث تهدف هذه التمارين إلى تقوية العضلات الأرضية للحوض وعنق المثانة ، ويجب التنويه إلى أنه يجب المداومة على هذه الرياضة بشكل منتظم مع الدراية الكاملة لكيفية أدائها. 2) تغيير بعض العادات : كالتقليل من شرب السوائل عموماً والمشروبات الغازية والقهوة المحتوية على مادة الكافيين وإنقاص الوزن ليساعدوا على الحد من شدة السلس البولي. 3) تمارين إفراغ المثانة: وتهدف هذه التمارين إلى استعادة التحكم بالقدرة على التبول الإرادي، حيث تقوم السيدة بإفراغ المثانة بشكل منتظم كل بضع ساعات. 4) العقاقير: هناك عقاقير مختلفة تستخدم في بعض أنواع السلس البولي والتي تهدف إلى إرخاء عضلات المثانة والحد من انقباضها المفرط أو شد جدار الإحليل وهذه العقاقير متوفرة وتأثيراتها الجانبية محدودة. 5) الحلقات المهبلية: يمكن تقليل حدة بعض أنواع السلس البولي بواسطة الحلقات المهبلية وذلك عن طريق دعم عنق المثانة. ويمكن بإرشاد المريض بكيفية العناية الذاتية بهذه الحلقات وكيفية اخراجها وإدخالها، ويمكن استخدامها في حالات السلس البولي الإجهادي عندما تريد المريضة بإجراء رياضة مفضلة وإخراجها بعد إتمام الرياضة. فلا يتوجب ارتداءها في كل الأوقات.
الدكتور بندر أحمد حافظ
استشاري أمراض النساء والولادة - استشاري جراحة المسالك البولية النسائية والجراحة الترميمية التجميلية لدى النساء
» إيقاف العادات السيئة يبدأ من الدماغ
» دراستان تنصحان بالتعامل المبكر مع مشكلة زيادة الوزن لدى الاطفال
» انتبه لغذائك بعد سن الأربعين
» الكشف عن طريقة لإيقاف تدهور العضلات مع تقدم العمر
» الوزن الزائد والسمنة يرتبطان بسوء أورام البروستات
» الاختلاء بامرأة غريبة.. يصيب الرجل بأمراض خطيرة!
» زيت الزيتون يعزّز صحة خلايا البشرة
» مستحضرات التجميل.. تتسبب بسن اليأس المبكر